نفى الشاعر العراقي الكبير أسعد الغريري، معرفته السبب الحقيقي وراء حملة الرفض الذي قادت الرأي العام قبل عدة سنوات، ضد فكرة اعتماد أغنية "سلام عليك على رافديك عراق القيم"، نشيداً وطنياً للعراق، وهو النشيد الذي كتبه، فيما لحنه وغناه الفنان كاظم الساهر.
وأكد الغريري خلال حلوله ضيفاً على برنامج " من قريب" الذي يقدمه الإعلامي العراقي نزار الفارس، أنه الأمر قد يكون كيداً وغيرة من نجومية وشهرة كاظم الساهر، ورقي وجمال كلمات النشيد الذي يكرم بلده العراق.
انتقد الشاعر أسعد الغريري اعتماد قصيدة "موطني" نشيداً وطنياً للعراق، معترضاً على السؤال الاستفهامي الموجود في النشيد، وهو: "هل أراك؟ سالماً منعَّماً وغانماً مكرَّماً؟/ هل أراكْ... في علاكْ/ تبلغ السِّماكْ؟... تبلغ السِّماكْ؟" مبيناً أن اللغويين يدركون أن معنى الشطر بدقة، وأنه برأي الغريري لا يدل على السلام والعيش الرغيد والتكريم.
وبين الغريري، أن الساهر يستحق لنجوميته وانتشاره وقيمته الفنية وكونه أعطى للأغنية العراقية والعربية الكثير، بأن يكرم وأن يقترن اسمه بالتاريخ كملحن صاغ ألحان النشيد الوطني العراقي، ووصف الغريري، الفنان كاظم الساهر بشقيقه الأصغر وولده المدلل وصديقه المفضل.
في سياق متصل، أبدى الغريري إعجابه بأغنية "عراقنا حبيبنا" التي قدمها الساهر من كلمات الشاعر الراحل كريم العراقي، مؤكداً أنها أغنية وطنية مهمة، لكنها تخلو من خصائص النشيد الوطني.
ونفى الغريري غيرته من تعامل الساهر فنياً أكثر، مع أشعار الراحل كريم العراقي، مؤكداً أنه كان يتمتع بعلاقة كبيرة ومحترمة وصداقة نقية مع الشاعر الراحل، وبين الغريري أنه قال للساهر مراراً أنه لا يرغب بأن يحتوي أي ألبوم له، على أكثر من أغنية أو أغنيتين من كلماته، مبرراً السبب كونه يريد التمييز، رغم أن الساهر غنى من كلماته 31 أغنية بدءاً من عام 1982 بأغنية "شجرة الزيتون"، وهي أول أغنيات كاظم الساهر على الإطلاق.
وروى الغريري في المقابلة التلفزيونية، حكاية كتابة قصيدة "سيدة عمري الفاضلة"، حيث بين أنه كتبها في ليلة واحدة أثناء مكوثه في العاصمة السورية دمشق، بعد أن استفزه كاظم الساهر، الذي طلب منه كتابة قصيدة مختلفة ليضمها إلى أعمال ألبوم "إلى تلميذة" الذي صدر عام 2005.
وفي رده على مقدار الحقوق المادية التي يدفعها الساهر، مقابل غناء قصائده وأشعاره، وصف الغريري، الساهر بالشخص الكريم بعقل، نافياً صفة البخل عنه، ومبيناً أن الساهر شخص محترم يرفض اغتياب الآخرين، والحديث عنهم بسوء. كما كشف الغريري عن تعاون جديد مع الساهر في عمل غنائي عراقي، يعمل على إنجازه حالياً.
شرح الغريري في المقابلة التلفزيونية، أهمية الساهر كملحن والتي برأيه، لا تقل عن أهميته كمطرب، مؤكداً أن "موسيقار الأجيال" محمد عبد الوهاب، لو كان يعيش بيننا حالياً لرفع القبعة احتراماً لكاظم الساهر الملحن، وشدد الغريري أن السيدة أم كلثوم لو كانت على قيد الحياة، وسمعت إبداعات الساهر اللحنية، لطلبت منه تلحين أغنيات وقصائد لها، ودلل الغريري على رأيه بالقول، لو أن أم كلثوم سمعت لحن الساهر لأغنية "أشكيك لمين" باللهجة المصرية من أشعار عبد الوهاب محمد، لطلبت غناءه بدلاً عنه.