يعدّ موسم العيد من المواسم المفضلة لنجوم الغناء؛ إذ يحرص عدد كبير منهم على طرح ألبوماتهم في هذه الفترة، من أجل تقديم الأغاني الجديدة في الحفلات الغنائية التي تقام في فترة العيد.
ولكن مع انتشار فيروس كورونا المستجد والقرارات الحكومية في غالبية الدول العربية بشكل عام وفي مصر بشكل خاص، لا سيما بعد قرار الحكومة المصرية مؤخرًا؛ منع التجمعات وفرض حظر تجوال، كان لهذه التداعيات تأثير كبير على قرارات النجوم بهذا الأمر، وفي هذا التقرير نكشف عن أسماء نجوم قرروا المجازفة وطرح بعض الأغاني في موسم العيد، وآخرين فضلوا تأجيل أعمالهم إلى شعار آخر لضمان نجاحهم.
من جانبه تخوف الفنان محمد فؤاد من طرح ألبومه الجديد والذي ظل يعمل عليه لمدة طويلة في موسم عيد الفطر ولم يكشف عن موعده الجديد حتى اللحظة، وعلى خطاه قرر الفنان محمد محيي تأجيل طرح ألبومه خاصة أن الألبوم هذا يشكل عودة له بعد فترة طويلة من الغياب.
ويبدو أن الفنانة اللبنانية نانسي عجرم كان لها الرأي ذاته؛ إذ قررت تأجيل طرح ألبومها الجديد إلى شهر يونيو المقبل بدلًا من عيد الفطر السعيد.
في المقابل قرر عدد من النجوم طرح أغنيات على طريقة السينغل خلال موسم العيد، منهم الفنان إيهاب توفيق الذي اختار طرح أغنية "إنت اختيارى" من كلمات وألحان محمد رفاعي وتوزيع عادل، بالإضافة لطرح كليب أغنية "باشا" من كلمات محمد شكري، وألحان بينو، وتوزيع حازم منسي، وإخرج المخرج عادل سرحان، وقد تم تصويره في دبي.
أما النجم حكيم فقرر العمل على الجانب المضمون؛ إذ سيطرح أول أيام العيد، أغنية خاصة لهذا الموسم تحمل اسم "الليلة عيد" من كلمات صلاح مندي وألحان هاني فاروق وتوزيع إسلام شيتوس، بينما تستعد النجمة اللبنانية نوال الزغبي خلال الساعات القليلة المقبلة لطرح كليب "أسعد لحظة" من كلمات ملاك عادل، وألحان مصطفى العسال، وتوزيع الهامي دهيمة وأحمد حسام.
واختار المطرب هيثم شاكر أن يطرح أغنية "بلاش تتغر" من كلمات أيمن طويل، وألحان مصطفى جمال، كما تعود المطربة الشعبية هدى بعد فترة من الغياب من خلال أغنية "قمر القمرات" من كلمات أحمد علاء الدين، وألحان أحمد البرازيلي، وتوزيع زووم.
وعن تلك المجازفة التي اختارها عدد من نجوم الغناء وتأثر سوق الغناء بجائحة كورونا، ومدى تأثير توقف الحفلات، والألبومات على الفنان، تحدث عدد من النقاد حول الأمر.
الناقد أشرف عبد المنعم قال بهذا الخصوص في تصريح خاص لفوشيا: "لا توجد ألبومات بالمعنى المفهوم، فالجميع يطرح أغنيات سينغل؛ لأن الصناعة والتجارة اختلفت واختفت معها فكرة شراء الألبوم، فلا توجد مشكلة من طرح الأعمال في ظل الكورونا، الحياة لم تتوقف ومستمرة، وعلى عكس ذلك اعتقد أن هناك مجموعة من الناس لم تفهم قرارات رئاسة مجلس الوزراء بشكل صحيح، هي ليست حظر تجوال وإنما غلق مبكر للمحلات، لكن الجمهور في المنازل يحتاج إلى الاستماع لأعمال فنية جديدة".
وعن توقف الحفلات أضاف معلقًا: "الحفلات تختلف، فهي بالفعل ستتأثر لكن لفترة قصيرة، المكسب الآن أصبح من عائدات يوتيوب والسوشال ميديا، حتى في زمن الكورونا لا يوجد امتناع من التعامل مع الإنترنت فلا أرى أي مجازفة في طرح الأعمال؛ لأن الفنان لابد أن يتواجد".
أما الناقد مصطفى حمدي فعلق قائلًا: "لا أظن أن الحظر والقرارات الحكومية سوف تؤثر على الصناعة؛ لأن الجمهور أصبح يسمع الألبوم والعمل الفني ديجيتال ولا يوجد حفلات كبيرة منذ سنتين، السوق الغنائي في مصر يواجه أزمات من قبل الكورونا فلا توجد شركات إنتاج تنتج أغاني كالمتعارف سابقا، الفنان أصبح ينتج لنفسه أغنية سينغل يطرحها عبر يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي لكي يحقق التكلفة والربح، فلا أظن أن الوضع سيختلف عن السنتين الماضيين، أي مطرب لابد أن يتواجد من أجل الجمهور، هناك مطرب يقول لا سوف انتظر تحسن الظروف واختفى.. ذلك خطأ، هناك حاجة للتراجع في طريقة التفكير وما أقوله اطرحْ أعمالك حتى لو سينغل على فترات وخذ حقوق الديجيتال".
وعن موجة أغاني المهرجانات المنتشرة مؤخرًا قال: "هي مستمرة لفترة لا أعلم متى تنتهي لكن سوف تختفي عندما يجد الجمهور بديلا.. ومؤخرا ظهر الراب وبدأت تؤثر عليها.. الفكرة إذا ظهر لون غنائي جديد سوف تختفي المهرجانات".
وعن تأخر نجوم التسعينيات مثل ايهاب توفيق ومحمد فؤاد في الرجوع للساحة الفنية علق: "هذا الجيل للأسف انتهى، جيل يعيش على الذكريات باستثناء عمرو دياب ومحمد منير حالات مختلفة، إنما باقي الجيل حتى إذا رجع واشتغل ستكون نوستالجيا لا أكثر، مشكلة هذا الجيل أنه غاب عن الساحة لفترة طويلة لأسباب مختلفة ومتوقع أن الأجيال ما زالت كما هي لكن الحقيقة هناك أجيال ولدت لم تعرفهم".
وأضاف: "الخطط تغيرت بسبب الكورونا، عمرو دياب طرح ألبومين في ظل كورونا وحقق نجاحا كبيرا بهما، وعندما سمح بالحفلات أقام أكبر حفلات، اعتقد أن الفنان الذي لا يطرح أعمالا ويتحجج بالكورونا، هو لا يستطيع أن يقدم أي جديد".
وتحدث بشكل خاص عن الفنانة المغربية سميرة سعيد قائلًا: "في آخر سنة تسير على خطة كل 3 شهور سينجل واحدة.. وقد نجحت لأن الوضع الحالي لا أحد يعلم مدى استمراره وجمهورك له حق عليك".
وهو ما اتفق معه فيه الناقد محمد عدلي؛ إذ قال: "الأزمات التى تواجه صناعة المزيكا أبعد من الكورونا بكثير، احنا بنتعامل مع سوق راكد من سنين والجمهور أصبح لا يشتري ألبومات، النجم بيعتمد على الديجيتال، الكورونا قضت على الجزء المتبقي من أمل شراء الألبومات، من وجهة نظري أن أي شركة تطرح عمل فني لفنان ولا تضع في حساباتها ظروف السوق والوضع الحالي اسمه انتحار فني ولازم يبقى مهتم بالمنصات الرقمية لأنها أصبحت تساهم في تحقيق أرباح كبيرة، لكن طرح ألبوم بدون دعاية أو تعتمد على اسم وتاريخ النجم أصبح ليس له قيمة حتى فنان كبير بحجم عمرو دياب يحتاج الآن إلى دعاية واعلانات وبيروج لنفسه لذلك فهو دائما متجدد لأنه فاهم السوق جيدا، وذلك أيضا المفهوم الجيد لمواجهة المهرجانات التى تطرح عمل كل ربع ساعة بأقل تكلفة، الموضوع يعتمد على ذكاء وخبرة المنتج وتقدير الموقف بشكل جيد.
وعن توقف الحفلات والأفراح قال: "ليست هي المصدر الرئيس في الربح، هناك منصات تقوم بشراء الأغاني حصرية وتعوض جزءا كبيرا من التكلفة وتحقق ربحا، بالإضافة إلى يوتيوب، لكن فكرة عدم طرح أي عمل فني مستبعدة لن تصب في مصلحة الفنان بسبب صراع المهرجانات وتكسر الدنيا " .