شهدت السينما المصرية، خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعًا ملحوظًا في تقديم أفلام الأكشن والمشاهد الخطرة، ما طرح تساؤلات حول مستوى تطبيق إجراءات السلامة في مواقع التصوير، خاصة مع اعتماد بعض النجوم على أداء تلك المشاهد بأنفسهم.
في هذا التقرير نسلّط الضوء على أبرز الإصابات التي تعرّض لها الفنانون، وعلى رأسهم النجم أحمد السقا، ونرصد وضعية فيلم "صقر وكناريا" للنجمين شيكو، ومحمد إمام.
أُصيب الفنان أحمد السقا أثناء تصوير أحد مشاهد الأكشن في فيلمه الجديد "أحمد وأحمد"، إذ تعرّض لآلام في الركبة والقدم، ما استدعى سفره إلى دولة أوروبية لتلقي علاج متخصص. الإصابة وقعت خلال تنفيذ مشهد خطير، ما أعاد الجدل حول مدى الالتزام بإجراءات السلامة.
السقا صرّح في لقاءات إعلامية أنه، أحيانًا، ينفذ مشاهد خطرة دون الاهتمام الكافي بمعايير الأمان، مشيرًا إلى أنه تسلّق في أحد المشاهد واجهة مبنى على ارتفاع 3 طوابق دون استخدام دوبلير، وهو ما أدى إلى إصابات طفيفة، بحسب وصفه.
الممثلة جيهان الشماشرجي، التي شاركت في الفيلم، أكدت أن السقا هو الوحيد الذي تعرّض للإصابة، مشيرة إلى أن القلق كان يساورها خلال التصوير بسبب المشاهد الصعبة التي نفذها بنفسه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يصاب فيها السقا خلال التصوير؛ فقد فقد بصره، مؤقتًا، لمدة عام و 8 أشهر أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم "الجزيرة" بسبب رصاصة طائشة أصابت عينيه، إضافة إلى إصابات سابقة في أفلام، مثل: "المافيا"، و"إبراهيم الأبيض".
رغم ما يحمله عنوان الفيلم من طابع رومانسي، إلا أن بطلي الفيلم تعرّضا لإصابات خلال التصوير، البداية كانت مع محمد عادل إمام، ثم شيكو الذي تعرض لاصابة بالغة
وخلال الأشهر الماضية، كانت هناك إصابات خلال فيلم الفنان أحمد عز الجديد "فرقة الموت" الذي من المقرر أن يعرض قريباً، والأمر نفسه حدث للفنانة لبلبة، مؤخرًا، في فيلم "عصابة الماكس".
في حديث خاص، اعتبر الناقد الفني أحمد حسين صوان أن ما يحدث في كواليس تصوير أفلام الأكشن في مصر "يعكس هشاشة منظومة السلامة، سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ"، مؤكدًا لـ"فوشيا" أن السينما المحلية بحاجة لإعادة تقييم شاملة لثقافة الإنتاج المرتبطة بالمخاطرة.
وشدّد صوان على ضرورة "تغيير قواعد اللعبة" في طريقة تعامل السينما المصرية مع مشاهد الخطر، مقدمًا مجموعة من التوصيات التي وصفها بـ"الملحة والواقعية": لابد من تعيين مسؤول سلامة ميداني دائم في كل موقع تصوير يحتوي على مشاهد خطرة، تكون مهمته تقييم درجة الخطورة، وتفعيل خطط وقائية فورية، وإلزام الممثلين والدوبلير بتدريب مسبق على تنفيذ المشاهد باستخدام أدوات أمان احترافية ومعتمدة، مع مراجعة دورية للمعدات.