حالة من النشاط الفني عاشتها الفنانة المصرية إنجي أبو زيد مؤخرا، من خلال مشاركتها في أكثر من عمل جديد، نجحت من خلالها في تحقيق رد فعل قوي على الساحة.
وفي إطار ذلك، تحدثت إنجي لـ"فوشيا"، عن أعمالها الجديدة، ومعايير اختيارها لأدوارها، وعن ما استفادته من دراستها لعلم النفس، وعلاقتها بالموضة والأزياء، وأهم الطرق التي تتبعها للحفاظ على جمالها ورشاقتها.
ماذا عن تقييمك لتجربتك بمسلسل "قواعد الطلاق 45"؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك من خلاله؟
تجربة ممتعة بمثابة مغامرة وتحدّ بالنسبة لي، لأن شخصية سارة التي قدمتها داخل الأحداث بعيدة عني تماما، وعن نوعية أدوار الفتاة "الكيوت" والهادئة التي كانت تلازمني دائما الفترة السابقة، وهذا كان واحدا من الأسباب التي جعلتني أنجذب للعمل إلى جانب موضوعه حيث يناقش قضية الطلاق بشكل مختلف، ويتطرق لتفاصيل ما بعد الطلاق وكيفية تعامل الطرفين خصوصا عندما يكون بينهما أولاد.
أما عن الصعوبات، فتكمن صعوبة شخصية سارة في كونها مختلفة عني، وبالتحديد في طبقة صوتها العالي وكونها غاضبة طوال الوقت، وأتذكر أن أثناء البروفات على الشخصية كان المخرج يطلب مني كثيرا أن أتحدث بصوت أعلى من طبيعتي.
هل ترين أن نظرة المجتمع تغيرت تجاه المطلقة عن الصورة المتعارف عليها أم لا؟
أرى أن هناك تغييرا ملحوظا في السنوات الأخيرة في نظرة المجتمع للمطلقة، ومساندتها ودعمها عن السابق، ولم يعد يتم وضع المسؤولية في انهيار البيت على عاتق المرأة وحدها، هذا إلى جانب تغيير نظرة المطلقة نفسها تجاه نفسها، وأصبح بعضهم لديه تقبل لمشاكله على المستوى النفسي واللجوء لأخصائي نفسي لمساعدته في تجاوز الأزمة والبدء من جديد.
هل أفادك كونك متخصصة في العلاج بالدراما في هذا الدور؟
بالتأكيد.. أفادتني دراستي لعلم النفس كثيرا في البناء الخاص للشخصية وطريقة التعامل معها؛ لأنني صادفت مثل هذه الشخصيات على أرض الواقع، وبالتالي أعرف كيف يفكرون وما يدور بداخلهم، هذا إلى جانب فهمي لأبعادها النفسية كدارسة أيضا، خصوصا أن هذه الشخصية كانت مليئة بالانفعالات والمشاعر، من خوف وقلق وأيضا الغضب الذي كانت تحمي نفسها به وبالتالي أتفهم دوافعها جيدا وهذا سهّل علي دخولي في الشخصية والإلمام بخيوطها.
حدثينا أكثر عن مجال دراستك في العلاج بالدراما؟
العلاج بالدراما، هو مزج بين المدارس الخاصة بعلم النفس وبين أدوات آخرى منها التجسيد والتمثيل والمسرح وفن الحكاية، أي كيفية تطبيق علم النفس والتعامل مع المشكلة بطريقة إبداعية من خلال فن الدراما أو الحكاية وما غير ذلك.
هل تعتقدين أن الذهاب لمعالج نفسي أحيانا يكون ضرورة؟
بالطبع.. خصوصا لو كانت هناك مشكلة لا يستطيع صاحبها تجاوزها وتوقف حياته، كما لم يعد يوجد التفكير الذي كان سائدا في الماضي عن أن من يذهب لمعالج أو أخصائي نفسي هو شخص مجنون، ويلجأ الكثير لهذا بهدف تطوير الذات واكتساب مهارة جديدة والثقة بالنفس، وأيضا فهم الشخص لنفسه أكثر وتغيير ما بداخله من أجل أن يعيش حياة صحية وجذب كل ما هو جيد له والعلاج النفسي يحقق ذلك.
ما سر تركيزك على الأدوار التي تهتم بقضايا المرأة ومشاكلها؟
ربما يعود ذلك لتخصصي بعيدا عن الفن، حيث كانت المشاكل العائلية والزوجية بشكل عام، وقضايا المرأة وما تواجهه بشكل خاص من الأمور التي كنت أركز عليها، سواء من خلال الدراسة أو العمل؛ إذ سبق وعملت في كندا فترة طويلة، في الجمعيات الخاصة بالسيدات التي تتعرض للعنف، وعملت أيضا في مصر بالمركز الإقليمي للمرأة، وشاركت في حملات عديدة تخص المرأة منها حملة "إحمي نفسك" وكنت أقوم بعمل دورات توعوية للفتيات بالمدارس عن العنف المعنوي والجسدي وكيف نحمي أنفسنا منه.
ما هي النصائح التي يمكنك تقديمها لمن يتعرض للعنف؟
في البداية أود أن أوضح أن العنف المعنوي هو أخطر أنواع العنف؛ لأنه غير ظاهر، أما العنف الجسدي فهو ظاهر وواضح، وأنصح بضرورة أن يبتعد الشخص سواء رجل و امرأة عن الأشخاص والأماكن التي يتعرضون فيها للعنف والأذى النفسي، وعدم الاستماع لنصائح الأصدقاء والمقربين؛ لأن كل شخص يعطي نصيحته من تجاربه الخاصة وتكوينه وقد يضر هذا أكثر مما يفيد، والأهم اللجوء لمتخصص لأنه سوف يساعد بطريقة علمية وصحيحة في حل المشاكل وكيفية التعامل مع العنف هذا.
وأنصح أيضا البعض ممن هم ليس لديهم الإمكانية للذهاب لمتخصص في مشاهدة الفيديوهات التوعوية والتي تساعد في كيفية التعامل خصوصا أنها لمختصين بالفعل.
ما السر وراء انجذابك للأعمال التي تدور في الأزمنة القديمة والتي كان آخرها مسلسلك "ستات بيت المعادي"؟
مسلسل "ستات بيت المعادي" من الأعمال التي أحببتها كثيرا، واستمتعت بالعمل فيه ومع أبطاله وعلى رأسهم كندة علوش، ويدور في الستينيات، وبصراحة شديدة أحب هذه الفترة كثيرا الاستايل القديم هذا، وكنت أتمنى أن أعيش في هذه الفترة الزمنية، وربما هذا ما يجعلني دائما أنجذب للأعمال التي تدور في عصر الأبيض والأسود.
ما هي الأدوار التي تتمنين تقديمها؟ وما معاييرك الخاصة لاختيار أعمالك؟
أتمنى أن أقدم شخصية المغنية الراحلة الشهيرة داليدا؛ لأنني أحبها كثيرا وتربيت على أغانيها، هذا إلى جانب كوني بحثت في المنطقة النفسية الخاصة بها، وقرأت كثيرا عن قصة حياتها، ووجدت أنها تعرضت لأذى نفسي كبير كان سببا فيما وصلت إليه من نهاية صعبة، وأتمنى أيضا تقديم أعمال عن الصوفية.
أما بالنسبة لمعايير اختيار أعمالي، فالمعيار الأول هو إحساسي وإنجذابي إليه، ويليها ألا أكرر نفسي، هذا إلى جانب النظر لعناصر العمل من تأليف وإخراج وإنتاج وأبطال.
هل ترين أن السوشال ميديا مؤشر لنجاح أي عمل؟ وما علاقتك بها؟
بالنسبة لي يهمني كثيرا رأي الناس في الشارع والاحتكاك بهم وهو ما أعتبره مؤشرا حقيقيا، ولكن لا أنكر أيضا أن السوشال ميديا وسيلة لمعرفة رأي الجمهور أيضا، أما عن علاقتي بها فهي ليست قوية، ولا أحب أن أنشر حياتي من خلالها وأفضل مشاركة أعمالي الفنية فقط.
بماذا تنشغلين بعيدا عن العمل؟ وما يميز شخصيتك؟
أحب القراءة كثيرا، والتأمل، وأفضل التواجد في الأماكن الطبيعية لذا أقضي وقتي وسط الطبيعة خصوصا عندما أكون غير مرتبطة بعمل، وأبرز ما يميز شخصيتي أنني أميل للهدوء وخجولة بعيدا عن الشاشة.
ما هي الموضة التي تميلين إليها؟ وماذا عن ألوانك المفضلة؟
لا أتبع موضة بعينها، واختار ملابسي وأزيائي بناء على الصوت الداخلي، وإحساسي هو الذي يقودني دائما؛ إذ يهمني أن أشعر بالراحة تجاه ما ألبسه وأن يعبر عني، وأميل للاستايل الكلاسيكي، ولأزياء الأربعينيات والخمسينيات، وأحب ارتداء الفساتين، ومن الألوان المفضلة لي الأخضر والبرتقالي.
ما هي الطريقة التي تتبعينها للحفاظ على وزنك ورشاقتك؟
لا أتبع نظام رجيم محددا، ولكن دائما أهتم بالأكل الصحي والمتوازن، بحيث يحصل جسمي على كل العناصر التي يحتاجها، وألجأ أحيانا لمتخصص في التغذية من أجل عمل نظام غذائي صحي، ويعد طبق السلطة من الأطباق المهمة لدي وشرب المياه بكثرة.