أعرب الكاتب السوري علي معين صالح، مؤلف مسلسل "كسر عضم"، إخراج رشا شربتجي، وإنتاج كلاكيت ميديا، عن سعادته بما يحققه العمل من نجاح كبير، وأصداء إيجابية لدى الجمهور العربي في رمضان الجاري.
وقال الكاتب السوري في تصريح لموقع "فوشيا" إن نجاح العمل، وقطاف ثمرة الجهد، دفعته مع فريق العمل إلى نسيان كل التعب الذي سبق العرض من خلال التحضيرات ومراحل التصوير.
كما استطاعت المخرجة رشا شربتجي تجاوز بعض المعوقات والتفاصيل الأخرى مثل تأخر انطلاق التصوير بذكاء وخبرة.
وأضاف أن كل المعنيين والعاملين بهذا العمل يتابعون الأصداء بفرح عميق، وعلى صعيده الشخصي فقد منحه الجمهور حافزاً كبيراً لمواصلة تقديم ما هو ممتع، وعلى مستوى قبول ومحبة المتابعين، حيث يمضي على حكمة أنّ ما يتم العمل عليه بصدق فلا بد أن يصل بصدق، وهو ما حصل مع "كسر عضم" لأنه يشبه الجمهور، ويقترب من ظروف حياتهم، ومن بعض اليوميات التي يعيشونها.
وما أدهشه فعلاً كانت الأصداء خارج سوريا، وفي الوطن العربي، حيث يحقق العمل نسبة مشاهدات عالية جدا، في مختلف أنحاء الوطن العربي خاصة في الإمارات ومصر والسعودية وتونس وغيرها.
وحول إمكانية إنجاز أية أجزاء أخرى للعمل، أكد صالح أنه لا يمكن التفكير بجزء ثان إلا بوجود رشا شربتجي، وإشرافها ومتابعتها، ولن يناقش الأمر إلا تبعاً لرأيها، لأنها تعبت في المشروع منذ بدايته، وتبّنته، وهو ككاتب لا يمكنه أن يستثمر نجاح العمل إلا في حال تم الاتفاق بين الشركة المنتجة والمخرجة شربتجي، فالبيئة غنية بالموضوعات والأفكار، وقال: "الأهم ألا نقع في مطب التكرار، فيمكننا العمل بدماء جديدة، وشخصيات جديدة وموضوعات مختلفة".
وأضاف: "لايمكن أن أعطي المخرجة رشا شربتجي حقها مهما تحدثت عنها، ورهانها على نص لشاب في تجربته الأولى يعنيني كثيراً، خاصة وأن المنافسة الدرامية في رمضان قوية جدا، وهي دعمتني وتعبت معي، وكانت تتقبل بصدر رحب كل ما يتعلق بالعمل، والمحبة طغت وبدت واضحة من خلال الوفاق الذي كان ثمرة نجاح المشروع".
وأشاد بدعم الكاتبة الدكتورة رانيا الجبان له منذ البداية، ووصفها بالمهنية والراقية، التي كانت أمينة على النص الذي قرأته وأحبّته، وساعدته كثيراً ليبصر النور.
ووعد كاتب "كسر عضم" الجمهور بالكثير من المفاجآت التي لن تتوقف حتى المشاهد الأخيرة من العمل، حيث سيتابع الجمهور تحولات مهمة في الشخصيات التي تفاعل معها، ولن يكون هناك ما هو متوقع. مشدداً على أن هذه المفاجآت ليست مفتعلة بغية كسب الترند، فالحكاية تقدم نفسها بهذه الطريقة، والشخصيات ستشهد تحولات مهمة، والأحداث تمضي إلى التطور.
ورداً على الضجيج الذي رافق عرض العمل حول ملكية النص، وما أعلن عنه الكاتب فؤاد حميرة من أن "كسر عضم" وخط الإيدز فيه مأخوذ من نص "حياة مالحة" قال علي معين صالح إنه يكن كل الاحترام للكاتب حميرة، ويحترم تجربته وما حدث كان عبارة عن سوء تفاهم فقط، لكنه عاتِب على الأخير لأنه لم ينتظر حتى يتوضح خط "الإيدز" في "كسر عضم"، وتظهر الحقائق، حيث إن هناك من تدخل وأراد أن يشعل خلافاً للتشويش على نجاح العمل.
وأوضح أن الجمهور تنبه إلى أنه بالوصول إلى الحلقة 21 حتى بدأ خط الإيدز يتم تفعليه ضمن العمل، بينما كان الحُكم على أن النص مقتبس قد بدأ منذ الحلقة العاشرة، وكان الحكم مبكرا جدا.
وما يهمه اليوم ككاتب لـ "كسر عضم" ويهمّ صناعه هو رأي الجمهور ومحبتهم للعمل، وانتظاره لأحداثه. معرباً عن محبته للجميع، ونافياً أن يكون حاملاً لأية ضغينة تجاه أي شخص.
وأضاف: "حتى اللحظة لا أحد يتوقع كيف سيتصرف "الحَكَم- فايز قزق" مع هذا الأمر، وكل ما كان يعرفه الجمهور أن "يمنى- نور علي" مصابة ونقلت المرض لـ"الحكم"، وما تم الحديث عنه في نص "حياة مالحة" لم يتابعه الجمهور في "كسر عضم"، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الحكم مع ابنه "ريان- سامر إسماعيل"، وأصبح أمر اختلاف الموضوعات والمعالجة واضحا لدى الجمهور".
وأوضح أن التشابه وارد في جميع الأعمال العالمية والمحلية، وكان من الأكثر صحة هو متابعة تطورات الأحداث، فالعمل يتضمن ثلاثة خطوط عمل، والأحداث مصممة لخدمة شخصيات "كسر عضم" تحديدا.
وردّ صالح على الجدل الذي دار حول العمل من أنه يقدم شخصيات سلبية فقط، بتأكيده أن المسلسل يقدم شخصيات إيجابية أكثر من السلبية، وكان باكراً إطلاق الأحكام حول أنه يقدم فقط الجوانب السلبية، إذ لا يمكن الحكم على فكرة العمل ورسالته قبل نهايته.
وأضاف: "عندما نطرح مشكلة فنحن نناقش وجودها، ومن ثم نطرح الحل عبر نماذج إيجابية في إطار صراع الخير والشر". معتبراً أن البعض تغاضى عن كم كبير من النماذج الإيجابية الموجودة في العمل حتى الآن.
وأشار إلى تركيبة العلاقات داخل العمل، وما أثارته علاقة "يارا- ولاء عزام" بـ "إيليا- يزن الريشاني"، مؤكدًا أنه تابع الصدمة لدى الجمهور، ولو تم التمهيد مسبقاً إلى هذا الأمر، أو ورد ذكر سابق لكان الجمهور توقع هذه اللحظة، ولأدرك المتابعون أن شقيقها سيكون أحد الشبان الثلاثة، وكان صناع العمل قد خسروا عنصر المفاجأة.
ولم ينفِ أن المشاهد المسبقة أعطت تلميحاً من خلال حديث "إيليا" مع أصدقائه عن علاقته مع والده، ومعاناته منه، ولم يقدم ما هو خارج المنطق، إذ اتجهت "يارا" إلى أخيها بعدما أغلقت في وجهها جميع الأبواب، وما كانت لتفعلها من قبل لأنها تعرف موقف أخيها من والدهما.
واختتم الكاتب السوري حديثه بتوجيه الشكر لما حصل عليه مع فريق "كسر عضم" من تقديم مساحة كبيرة من الحرية، لمناقشة بعض الموضوعات بكامل الجرأة.
وأكد لو أن هذا المشروع تم تقديمه في أي بلد آخر لكانت النتيجة بالرفض، لما يتضمنه من جرأة عالية، مشددا على أن طرح المشكلات لا يعني هجوماً، وإنما بحسن نية بغية البحث عن حلول.
وكشف عن مشروع مقبل له، ما زال يحتفظ بفكرته التي تحتاج إلى عمل، حيث سيتابع في نصوصه وأعماله شخصيات تشبه المتابعين، في إطار سعيه أن يكون قريباً من الشارع على تنوعه واختلافه.