قالت الفنانة السورية ناهد الحلبي، إنها قليلًا ما تُطلب إلى أدوار تناسب عمرها وقيمتها وتاريخها الفني، وذلك بسبب الشللية التي تتحكم بظروف الإنتاج في سوريا، لافتة إلى أنها منذ أربع سنوات لم تشارك إلا في ثلاثة أعمال.
وأكدت أن السبب في ذلك، ليس كونها ممثلة غير جيدة أو حضورها لا يحبه الناس، بل لأن شركات الإنتاج هي التي تتحكم بالسوق والأسماء.
وأضافت الحلبي خلال لقائها عبر إذاعة وشاشة "سوريانا"، أن هناك الكثير من المعجبين والمحبين حولها، ودائمًا يتم سؤالها من قبلهم عن سبب ابتعادها وظلمها، وعدم تواجدها في أغلب الأعمال الموجودة في الساحة الفنية، مشيرة إلى أن أغلب الأعمال تحتوي على الوجوه نفسها والأسماء ذاتها، مع العلم أن الدراما السورية لديها فنانون وفنانات كثر وقامات فنية تستحق العمل، مؤكدة على أنها مظلومة فنيًا، نافية وجود شخص محدد خلف تغيّبها، بل كُثر من لا يناسبهم تواجدها.
كما أشارت إلى أنها بعد تواجدها في الوسط الفني لأكثر من خمسين عامًا، لا تستطيع فرض نفسها على الساحة الفنية، وأن تطلب من القائمين على الدراما أن تتواجد في الأعمال الدرامية، وأن تكسر وتخترق إطار الشللية والعلاقات في الوسط الفني، بل يجب أن يدركوا وجودها وحدهم، كونها قامة واسم فني عملت حتى تصنعه طوال 50 عامًا. لذا، من المفترض أن تحصل على حقها، مؤكدة على أنه لا يوجد من هو أكثر منها موهبة، وقدرة على الحضور القوي وتجسيد الشخصيات المختلفة.
وعمّا يدفع الفنان صاحب التاريخ الكبير للاعتزال، لفتت الحلبي إلى أنها عندما تشعر بالتهميش، وإبعادها عن كل ما يحصل في المهنة المعنية فيها، فقد تفكر بالاعتزال، مشيرة إلى أن مهنة التمثيل هي شغفها ومصدر عيشها وحياتها، كما أنها المهنة التي اختارت أن تعمل بها كل عمرها، وأنها لا تملك أي مصدر آخر للرزق سواها. لذا، فهي تستحق أن تأخذ حقها كبقية زملائها في الوسط.
وفي الحديث عن نقابة الفنانين السوريين، أكدت الحلبي أنها متقاعدة من النقابة منذ حوالي تسع سنوات، مشيرة إلى عدم وجود مشكلة لها مع النقابة، كما أن النقابة لا تقدم للفنان شيئًا، في الوقت الذي تستطيع فيه تقديم برنامج لتشغيل كافة الفنانين، لكنها للأسف لا تقوم بذلك.
وحول تغيّبها عن الفن لمدة 17 سنة، عندما تزوجت من الفنان اللبناني ابراهيم مرعشلي، ورفض استمرارها في الوسط، أكدت الحلبي على أنها ضيّعت فرصة في إمكانية كونها نجمة، مشيرة إلى أنها عندما ابتعدت كانت في أوج عطائها وكانت نجمة كبيرة ولها اسمها الكبير في الوسط الفني، كما أنها كانت بطلة في أغلب الأعمال التي كانت تُنتج حينها، سواء أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات، داخل أو خارج سوريا، معربة عن حزنها لتغيّبها عقب ذلك النجاح، ولكنها كانت مضطرة لوجود أولادها، والتي اختارت أن تنجبهم، وهي مسؤولة عن تربيتهم.
واعتبرت الحلبي غيابها غلطة، حيث أنها فيما لو استمرت حينها لاستمرت نجوميتها، مؤكدة على أن بنات جيلها تابعن في الفن كالفنانات السوريات: سلمى المصري، وصباح الجزائري، ومها المصري، وسمر سامي.
وحول حفيدتها الفنانة السورية هيا مرعشلي، قالت الحلبي، إنها فتاة موهوبة بالفطرة وتعشق موهبتها، كما أنها تحب رؤيتها على الشاشات، مؤكدة على أنها ليست أفضل منها كون الوقت الحالي مختلف عن السابق، حيث كان عدد الأعمال الدرامية أو السينمائية محدود وطريقة مشاهدة الفنانين محدودة أيضًا، على عكس الآن، كون الإنترنت وفّر كل شيء.
وحول الحديث عن النجوم في الدراما، أكدت الحلبي على أن النجم السينمائي الوحيد، هو الفنان السوري دريد لحام، بينما البقية هم ممثلون سينمائيون وتلفزيونيون، وذلك لأن النجوم بحسب رأيها هم نجوم السينما وليسوا نجوم التلفزيون، لافتة إلى أنها ليست نجمة ولا أي فنان آخر إلا نجم السينما، لأن الناس هي من تذهب لمشاهدته ولا يكون متوفرًا في أي وقت.
وفي الحديث عن السينما في سوريا، لفتت الحلبي إلى أنه لا يوجد سينما سورية دائمة كالتي تتواجد في مصر، محملة مسؤولية عدم الإنتاج لمؤسسة السينما، كونها تعتمد على الشللية أيضًا، منوّهة إلى أنها لن تشارك في السينما بعد الآن حتى لو عرض عليها، وذلك لأن العمل متعبٌ ولم يعد يناسبها الأمر.
وعن الفنانين الذكور الأوائل في سوريا، قالت الحلبي، إن الفنان تيم حسن نجم ويعرف ما يريد، إضافة للفنانين باسل خياط، وقصي خولي.
وحول أصعب قرار فاصل اتخذته في حياتها ودفعت ثمنه، أشارت الحلبي إلى أن ابتعادها عن الوسط الفني هو أصعب قراراتها، مشيرة إلى أن السبب الذي من الممكن أن يجعلها تبتعد عن الفن لمرة ثانية، هو تردي الوضع الدرامي، مؤكدة على أنه فيما لو استمر الوضع كذلك، ستبقى فكرة الاعتزال قائمة.
وعن مشاركتها في الموسم الدرامي المقبل، قالت الحلبي، إنها ستتواجد في مسلسل البيئة الشامية "الكندوش" تأليف حسام تحسين بيك، وإخراج سمير حسين، وإنتاج شركه ماهر برغلي للإنتاج والتوزيع الفني، كما ستشارك كضيفة في مسلسل "بنات الماريونيت"، تأليف رامي المدني، وإخراج مخلص الصالح.