فارق الفنان اللبناني القدير ميشال تابت، الحياة، الثلاثاء، وذلك عن عمر ناهز 90 عامًا متأثرًا بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا تاركًا خلفه إرثًا فنيًا فضلًا عن جهده النقابي طوال مشواره.
وأعلنت نقابة الممثلين اللبنانية وفاة ميشال تابت بعد سنوات قضاها في العمل النقابي وجاهد طوال حياته لتحصيل حقوق الممثل في لبنان، وذلك من خلال منشور نعي عبر صفحتها في "فيسبوك"، قائلة: "نقابة الممثلين تنعى إلى الشعب اللبناني والعربي وجميع الفنانين النقيب الممثل ميشال تابت الذي توفي اليوم عن عمر ناهز 90 عامًا".
ويعتبر عُمر ميشال تابت في المهنة 70 عامًا، حيث تخرّج في مدرسته العديد من التلامذة إن كان في التمثيل أو الماكياج أو إدارة الإنتاج، وهو يعتبر أنّ الدولة التي لا تحترم الفنان ينقصها احترام، من وجهة نظره.
وفي العام 2016 أصيب الفنان ميشال تابت بالتهاب حاد بسبب جرثومة استمر بسببها ثلاثة أشهر في المستشفى، حيث تناول الأدوية المضادة للالتهابات التي سببت له ارتخاء في عضلات ظهره وأفقدته قدرته على المشي من دون العكّاز.
جاء ذلك بسبب الأدوية المضادة التي سببت له الأذى بعد خضوعه لزراعة كلية، حيث صرّح وقتها: "اضطر الأطباء الى اعطائي الأدوية وإلا لكان مصيري الموت. خضعتُ لجلسات علاج فيزيائي لم تنفع، وتناولت أدوية خالية من المخدّر لم تنفع أيضا".
انشغل الوسط الفني اللبناني في العام 2008 بواقعة إنسانية راقية وعميقة الأثر في النفوس كان بطلها ميشال تابت وزوجته روزيت التي تعد الزوجة الثانية في حياته بعد وفاة زوجته الأولى، حيث تبرعت له بإحدى كليتيها بعدما تعطلت كليتاه وأجبر على الاستعانة بكلية صناعية لم تخدمه كثيرًا وكان وقتها بانتظار عثوره على كلية صحيحة تنقذه من الموت المحتم.
وفجأة "روزيت" قصدت الطبيبين المشرفين على الحالة الصحية للفنان تابت، عارضة إخضاعها لفحوصات طبية ومعرفة الإمكانية المتاحة لكي تتبرع بكلية من كليتيها له، وجاءت النتيجة جيدة وتبين أنها مناسبة مئة في المئة لجسده.
وأمام الجميع قدمت الزوجة حياة جديدة لزوجها "ميشال"، حيث أعطته ما يعينه على البقاء معها زوجًا ومع ابنتها ليلى أبًا، لقد ربحت حياتها وبيتها، وقالت وقتها في تصريح لها: "بداية هذا واجب، وأنا عبرت عن تقديري لزوجي، لقد سبقني الى التضحية وتقديم السعادة لي، مع ابنتنا ليلى فكيف لا أنقذه في لحظة كهذه".
فيما علق زوجها بأنه عاجز عن الكلام، وعن الشكر وعن وصف ما حصل، لكنه صرّح قائلًا: "رجعتلي الحياة".
والفنان ميشال عقل تابت من مواليد 1930 وعمل في مهنة التمثيل وكان نجما حقيقيا على الشاشات في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية منها: "للحب وجه آخر، صائمون ولكن، اسمها لا، بوبليق، إبراهيم افندي".
وكان أول أدوار ميشال تابت التلفزيونية برنامج دعيبس ومنتورا، ومن أعماله السينمائية: "فتيات للقتل، لمن يغني الحب، فتيات الرقم الصعب، عذاب الأمهات.
وبرحيل الفنان النقيب ميشال تابت يفقد لبنان أحد أعمدة الفن اللبناني والعربي والنضال النقابي.