قررت نيابة قصر النيل في مصر برئاسة المستشار أحمد صفوت، التصريح بدفن جثة المخرج السوري حاتم علي، بعد أن توصلت تحريات المباحث إلى أن الوفاة كانت طبيعية وناتجة عن أزمة قلبية، نافية وجود أي شبهة جنائية بالحادثة.
وانتقلت النيابة إلى الفندق الذي كان يقيم به المخرج الراحل لفحص الجثة، وتبين عدم وجود أي آثار عنف أو جروح على جسده، فأعطت أوامرها بتفريغ كاميرات المراقبة.
وكان الفنان السوري ماهر صليبي قد أكد أن حاتم علي قد وجد ميتاً في مكان إقامته بمصر إثر تعرضه لأزمة قلبية.
وكشف أن الراحل كان في كندا وسافر إلى مصر للتحضير لعمل جديد، وحينما ذهب بعض الأصدقاء إلى مكان إقامته للاطمئنان عليه ودخلوا وجدوه ميتاً بأزمة قلبية.
في غضون ذلك، قال عزوز عادل، عضو مجلس نقابة الممثلين في مصر، إنه حتى الآن غير معروف ما إذا كان جثمان الراحل سيدفن في مصر أو سيكون لأسرته رأي آخر.
فيما توقع المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، أن جثمان الراحل سينقل إلى سوريا ليدفن هناك، دون تأكيد رسمي من العائلة.
يذكر أن وفاة المخرج السوري المفاجئة في مصر، أعلن عنها الثلاثاء، بأزمة قلبية، وأحدث خبر وفاته صدمة واسعة، بحسب المنشورات التي لا تزال تتوالى على وسائل التواصل الاجتماعي، من أكبر الفنانين العرب، والتي عبّرت عن أن رحيله كان فاجعة للفن والثقافة العربيين.
وولد علي عام 1962، وبدأ حياته كاتباً شغوفاً بتقنيات القصة القصيرة التي عمل عليها منذ ثمانينات القرن الماضي، وهي الفترة التي تخرّج فيها من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1986، والفترة الزمنية ذاتها التي بدأ فيها نشاطه الدرامي، ممثلاً لفت أنظار النقاد إليه.
وعرف المخرج الراحل بعشرات المسلسلات التي شارك فيها ممثلا، ليتجه لاحقا إلى الإخراج الذي ترك فيه أعمالا "لا تنسى" وصفها فنانون ونقاد ومشاهدون بأنها من الروائع، وأطلقوا عليه لقب "مخرج الروائع"، وحصل على أهم الجوائز الفنية.
جسّد علي، في شخصيته الفنية، مزيجاً من المعاناة والتطلعات والمآسي، فهو ينحدر أصلا من الجولان السوري الذي، وعاش، نازحاً، في ضواحي العاصمة السورية دمشق، في ظروف معيشية قاسية.