شُيّع جثمان الفنان المصري الراحل المنتصر بالله إلى مثواه الأخير وتم دفنه اليوم الأحد، بعد أن وصلت زوجته الفنانة المعتزلة عزيزة كساب إلى كنيسة الشهيد أبو سيفين وسط القاهرة، ودخلت في حالة انهيار شديد.
ورافقت عزيزة كساب وبناتها من الفنان المنتصر بالله جثمانه إلى القاهرة قادمًا من مستشفى مصطفى كامل بالإسكندرية والتي تُوفي بها ظهر أمس السبت، وذلك لتوديعه في مشهده الأخير ودفنه بمقابر العائلة في القاهرة تنفيذًا لوصيته.
وأقام الحضور ومسؤولو كنيسة أبو سيفين صلاة الجنازة على جثمان الفنان المصري الراحل وفقًا للطقوس الدينية المسيحية، وسط حالة من الحزن سادت بين الحضور.
وحرص على حضور مراسم تشييع جثمان المنتصر بالله، نقيب الممثلين أشرف زكي والمخرج ماندو العدل والفنان أحمد بدير ومنير مكرم عضو نقابة المهن التمثيلية، والفنان هاني رمزي، كما حضر المنتج جمال العدل والإعلامية بوسي شلبي، ونبيل نور الدين، وغيرهم.
ودخلت "سارة" ابنة الفنان الراحل في نوبة بكاء شديدة حتى لاحقتها إحدى الحاضرات وسارعت باحتضانها لمواساتها في فقدان والدها، محاولة تهدئتها، فيما حرص غالبية الحضور على الالتزام بإجراءات الوقاية من كورونا، فارتدت زوجة المنتصر بالله "القناع" وظهر أغلب الحضور مرتدين "الكمامات".
وانطلق الجثمان من الكنيسة إلى مقابر العائلة في القاهرة حيث وارى جثمانه الثرى مودعًا بعد صراع مع المرض استمر 12 عامًا عن عمر ناهز الـ70 عامًا.
وقررت أسرة الفنان الراحل إقامة العزاء على مدار يومين مساء الاثنين وبعد غدٍ الثلاثاء داخل كنيسة السيدة العذراء بشارع المرعشلى بالزمالك.
وجاء رحيل المنتصر بالله وسط حالة من الصدمة، خاصة وأنه لم يتم الإعلان عن تدهور حالته في الآونة الأخيرة، فجاءت وفاته مفاجئة للكثيرين.
وكان آخر ظهور للفنان قبل رحيله بعامين كاملين عندما توقف عن الظهور في أي مناسبة أو تلبية دعوة، إلا أن آخر ظهور سيظل علامة في تاريخه الفني كونه حاز خلاله على جائزة "الأب القدوة".
وجاء هذا الظهور في يوليو عام 2018، عندما مُنح الجائزة من منظمة الأمم المتحدة للفنون، حيث كانت تُكرم وقتها عددًا من نجوم الفن، بمناسبة الاحتفال بعيد الأب، وكان المنتصر بالله من بينهم.
وبدا على المنتصر بالله وقتها علامات التقدم في السن بشكل كبير، غير أنه كان نشيطًا من ناحية التفاعل مع الحضور؛ إذْ كان يتحدث مع من يأتي لإلقاء السلام عليه أو يطلب التقاط صورة معه.
وقدمت الاحتفالية الإعلامية المصرية بوسي شلبي، وحرص مانحو الجائزة على أن يسلموه درع التكريم وهو جالس في مكانه المخصص له لصعوبة صعوده على المسرح، بينما وقف الفنان المصري الراحل طلعت زكريا بجواره يصفق بعد منحه الدرع.
وأعلن الفنان أشرف زكي وفاة المنتصر بالله، من خلال حسابه على موقع "إنستغرام"، حيث نشر صورة له وعلقّ عليها: "وداعا الفنان الكبير المنتصر بالله".
والمنتصر بالله رياض عبد السيد، هو ممثل كوميدي مصري، حصل على بكالوريوس فنون مسرحية عام 1969 ثم ماجستير فنون مسرحية عام 1977، وبدأ مشواره مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح عام 1970.
ومن المسلسلات التي عمل بها: "أبناء ولكن، أيام المنيرة، أنا وانت وبابا في المشمش"، ومن المسرحيات: "شارع محمد علي"، ويعتبر أداؤه بالغ التميز كون قماشة الشخصيات التي جسدها عريضة للغاية إلا أنه يحسب على أنه فنان كوميدي.