توفي الفنان المصري سمير الإسكندراني عن عمر ناهز 82 عامًا، مساء الخميس، بعد صراع مع المرض، ومشوار فني مميز طرح خلاله عشرات الأغاني المميزة.
ونعته الأديبة المصرية فاطمة ناعوت عبر حسابها بـ"تويتر" قائلة: "فقدت مصرُ العظيمةُ أحد عظمائها،الفنان العظيم والوطني العظيم والمثقف الرفيع، ثعلب المخابرات المصرية، والمطرب الاستثنائي الذي شدا بخمس لغات، بحنجرة لا مثيل لها.. اللهم ارحم أستاذي وأبي الروحي وصديقي العظيم #سمير_الإسكندراني".
كما أكد أحمد رمضان سكرتير نقابة المهن الموسيقية وفاة الفنان سمير الإسكندراني عن عمر ناهز الـ82 عاماً.
وقال أحمد رمضان، عضو مجلس إدارة المهن الموسيقية، في تصريحات صحفية إن الإسكندراني وافته المنية، داخل منزله، وحتى الآن لم يحدد موعد العزاء أو الدفن.
بدوره نعى الفنان محمد صبحي الراحل قائلًا: "بكل الحزن والآسي تلقيت نبأ وفاة الصديق والزميل الفنان سمير الاسكندراني هذا الرجل الوطني العظيم.. ثعلب المخابرات المصرية ضد الصهيونية، المطرب المثقف الراقي والحنجرة الرائعة التي عزف عليها اجمل الالحان.. وداعاً الفنان والانسان دعائي إلى الله تعالى لك بالرحمة والمغفرة وللاسرة الصبر والسلوان".
يذكر أن الفنان القدير سمير الإسكندراني، هو أحد الأصوات الوطنية التي قدمت تراثًا فنيًا حفظته الأجيال، وبطولة وطنية خلدتها سجلات المخابرات المصرية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.
وولد سمير في يوم 8 من شهر فبراير عام 1938، في حي الغورية بمحافظة القاهرة لأسرة تعمل بالتجارة فوالده كان تاجرًا للأثاث إلا أنه كان محبًا للفن وصديقا لمجموعة من كبار الشعراء والملحنين، والذي التحق بكلية الفنون الجميلة والتي تعلم فيها اللغة الإيطالية.
ودرس سمير الإسكندراني في كلية الفنون الجميلة وبدأ تعلم اللغة الإيطالية بها، واستمر في تعلمها بعدما ألغيت اللغة الإيطالية من الكلية في مدرسة لتعليم الأجانب والمصريين، ثم دعاه المستشار الإيطالي في مصر لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وهناك ذهب لاستكمال دراسته بمدينة بيروجيا الإيطالية عام 1958 وعمره 20 عامًا حيث درس وعمل بالرسم والموسيقى وغنى في فناء الجامعة.
ولأنه من جذور يهودية، فضلا عن إتقانه خمس لغات عرضوا عليه هناك تجنيده لجمع المعلومات من داخل مصر مقابل راتب كبير.
وافق سمير وتدرب على التجسس والتراسل عن طريق الحبر السرّي واللاسلكي، وفور عودته إلى مصر قام بإبلاغ المخابرات المصرية وقابل على اثرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث تم الاتفاق على أن يستمر سمير بلعب دور جاسوس إسرائيل داخل مصر.
وتمكن خلال فترة عمله كجاسوس مزدوج من كشف عدد من الخطط التجسسية والمخابراتية داخل مصر منها محاولة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر ودس سم طويل الأمد للرئيس جمال عبد الناصر، وبعد فترة تزيد عن العام ونصف العام تمكنت المخابرات المصرية عن طريقه من رصد مكان اتصال الجاسوس الهولندي مويس جود سوارد به، وتم القبض على الجاسوس الهولندي وكشف أعضاء شبكة تجسسية كاملة داخل مصر.
زاره عدد من الكتاب مثل أنيس منصور، وكمال الملاَّخ، وفوميل لبيب وغيرهم طالبين منه سرد الاحداث لنشر قصته، ولكنه أبى وبقي متحفظا لمة طويلة حتى صرح بالقصة كلها فيما بعد.
وفي مجال الغناء قدم العديد من الأغنيات أبرزها "يا نخلتين في العلالي" و"النيل الفضي" و"يارب بلدي وحبايبي" و"دوسه" و"ابن مصر". وفي التمثيل شارك في مسلسلات "ملحمة الحب والرحيل" و"الطاحونة" و"الوليمة".