أطل الفنان السوري أيمن رضا بأكثر من لقاء إعلامي في الأيام القليلة الماضية تحدث فيها عن أبرز الأمور التي تتعلق في الشأن الفني وفي طريقة تفكيره وعمله.
وقال رضا إنه لا يشارك بالأعمال الدرامية المشتركة؛ لأنه ليس من هواة السفر، رغم أنه يتلقى الكثير من العروض للسفر والمشاركة في أعمال درامية مشتركة في الوطن العربي لكنه لا يفتح مجالا مع العلاقات الخارجية.
وأضاف بأن الدراما السورية كانت في تألقها ولذلك لم يكن يريد التمثيل خارجها فهو يمارس التمثيل كهواية وليس من أجل المال.
وفيما يخص خلافاته في الوسط الفني التي حدثت مؤخرا؛ أوضح رضا بأنه عادة ما يتكلم بصدق أمام الإعلام ولا يهمه من يتكلم بعده، مشيرًا إلى أن هناك ما يقول له أن يرد على بعض الفنانين مثل باسم ياخور و عبد المنعم عمايري لكنه لا يحب أن يدخل في هذه المشاكل غير المجدية للناس، وهو لا يحتاج إلى الشهرة التي تأتي من هذه القصص، لافتا إلى أنه يفصح عن رأيه بصدق، ويحترم ما يصرح به زملاؤه عنه.
وتابع رضا بأن ولديه "همام ووسام" الشابين اللذين دخلا إلى الساحة الفنية دائما ما يقولان له ألا يتدخل بهما، ودائما ينتقدان تصرفاته من الناحية الفنية ولا يحبان أن يقلداه، لافتا إلى أنه منزعج كثيرا؛ لأن ولديه دخلا في هذه المهنة؛ حيث أصبح لديه حد في التعبير عن هذه المهنة وأصبح يخاف عليهما، قائلا: "صمتي على الوسط الفني بسبب أولادي".
وتحدث رضا عن كيفية خلقه للشخصيات الدرامية خصوصا كونه معروفا بتنفيذ "كاركترات كوميدية متعددة ومتباينة"، موضحا بأن الشخصيات تحتاج إلى دراسة نظرية وعملية ويجب على الممثل أن يكون مُطّلعا على المجتمع الذي يعيش فيه لكي يحاول أن يشبه الشخصيات الواقعية ولكن دون تقليدها "فوتوكوبي"، بل يجب على الفنان أن يعمل على تركيب الشخصية الدرامية وهذا ما فعله في شخصية "الحلاق" بمسلسل "خاتون" حيث اتجه لتغيير الفكرة النمطية السائدة عن الحلاق الشامي.
وأضاف الفنان السوري بأنه يعتبر نفسه ممثلا مسرحيا، ولذلك عندما يمثل دورا كوميديا مثلاً كما في مسلسل "بقعة ضوء" يحاول أن ينتبه إلى ردة فعل الفنيين داخل التصوير حيث يعتبرهم بأنهم جمهوره.
رامز مجنون رسمي
وحول برنامج "رامز مجنون رسمي" الذي قدمه الفنان المصري رامز جلال في رمضان 2020، اعتبر رضا أن هذا البرنامج هو كذب وخداع واستخفاف بعقل المشاهد وهو لن يظهر في برنامج من هذا النوع؛ لأنه ليس بحاجة للمال أو الشهرة، مضيفا "لا تعد تكذب أنت قابض حق هالبهدلة".
بداية المسيرة الفنية
ولفت رضا إلى أنه كان طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق درس فيه وتخرج عام 1984، وكان مشروع تخرجه عبارة عن مسرحية يُجسد فيها أربع شخصيات استطاع من خلالها أن يلفت نظر المخرج هيثم حقي الذي أخذه هو والفنان فارس الحلو لكي يمثلا بمجموعة من الأعمال الدرامية.
وفيما يخص غيابه عن المسلسلات الدرامية التاريخية؛ علل رضا ذلك بأن المخرجين غالبا يرونه ممثلا كوميديا، مضيفا "المخرجين بيحسبو حسابات مختلفة"، وقال إنه حتى ولو شارك في مسلسل تاريخي فلن يؤدي الشخصية بطريقة تقليدية "سادة" بل هو عادة ما يخلق امرا جديدا في أية شخصية يؤديها سواء تاريخية أو معاصرة، مؤكدا بأنه "لا يُقاتل من أجل الفن"؛ لأنه يعتبره هواية.
وتحدث رضا عن دخول ممثلين غير موهوبين وأكاديميين إلى الدراما السورية، فقال يوجد هناك خريجون جدد موهوبون في الدراما ويوجد أيضا ممثلون أطلق عليهم لقب "تعليقة" أي أن المخرج يأتي بممثلة غير أكاديمية وجميلة فقط، وهذا ما يؤثر على احترافية العمل الفني.
وأشار إلى أنه ليس ضد دخول ممثلين غير أكاديميين، ولكن يجب أن يكونوا فعلا "خارقين"؛ لأن المعهد يُخرج طلابا درسوا واجتهدوا لمدة أربع سنوات ومن ثم أخذوا الشهادة، ولذلك فإن هذا الطالب يجب أن يُصبح حكما "نجما"، والمخرجون هم المُطالبون بأن يكتشفوا المواهب الجديدة.
وأضاف أن ما يعيد تألق الدراما السورية ويرجعها إلى زهوتها هو "الإنتاج الضخم"؛ لأن سوريا برأيه تحتوي على الكثير من المخرجين والممثلين المحترفين، لكنها تفتقد للإنتاج الصحيح، إضافة إلى كون صناعة الدراما بحاجة إلى بعض الفنون الموسيقية أو التشكيلية الجديدة.
الدراما المصرية
وقال رضا إن الدراما المصرية ناجحة؛ لأن الإنتاج دعمَها وهي تحتوي على سوق ضخم لبيع المسلسلات؛ فالدراما في مصر "صناعة" كما يوجد لديهم اختصاصيون أكثر من سوريا ومعاهد وجامعات متخصصة بالإخراج أو التمثيل، مشيرا إلى أنه شاهد مسلسل "البرنس" في رمضان 2020، والسيناريو برأيه "مرعب" ومكتوب بدقة عالية والمخرج ممتاز، وأداء الممثلين أيضا يحتوي على احترافية عالية جدا.
غياب عن دراما رمضان 2020
وبين رضا بأن آخر عمل درامي شارك فيه هو مسلسل "عندما تشيخ الذئاب" الذي عُرض في العام الفائت 2019، فهو يعتبر الشخصية التي جسدها في هذا العمل مهمة ومركبة على الرغم من أنه ظهر في الحلقات العشر الأولى لكنه ترك أثره لدى المشاهد، مؤكدا أنه غاب عن الموسم الدرامي في رمضان 2020 لأسباب فنية تجعله لا يقبل بأي شخصية تُعرض عليه؛ فهو يُجسد دورا له أرضية مهمة على النص مثل النصوص التي يكتبها ممدوح حمادة، سامر رضوان، معبرا عن غضبه: "اندبحنا من المسلسلات يلي بدن ياها، السياحية الشامية يلي ما بتعبر عن الواقع السوري، أنا لو بدي اشتغل متل كل الممثلين شلون ما كان بشطب على كل المسلسلات أكتر من زهير رمضان، أنا برفض اني اشتغل بطريقة الواسطات والتلفونات".