أيّد الفنان السوري عباس النوري فكرة الحجر الصحي لدرء خطر وباء كورونا، ويرى أن المطلوب من السوريين ومن جميع الناس هو حجر نفسي أكثر من أي شيء آخر، فبرأيه أن الجميع أمام خطر حقيقي موجود، وهذا الحجر علاج للخطر المتربص بنا جراء انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأكد النوري في اتصال مع إحدى الإذاعات المحلية السورية أنه من المهم ألا نستخف بالفيروس، لكن بالوقت ذاته ليس علينا أن نصاب بهلع أو بالفوبيا تجاهه، فبرأيه أن وسائل الإعلام أحيانا هي من تضخم الأمور، وأنّ الوقاية والحجر قد يقلّلان الإصابة بهذا الوباء إلى ما دون الـ 20%، بينما عدمهما يرفع الإصابات إلى مافوق الـ 80%، متمنيّا ألا يصاب به أحد.
دعم هناء نصور
كما ذكر النوري في حديثه أنه تواصل مع الفنانة السورية هناء نصور المتواجدة في البرازيل، والتي أعلنت إصابتها بفيروس كورونا المستجد، كاشفا أنّ وضع نصوّر جيّد كما أنها متماسكة وصابرة وتحتاج فقط لأيام لتستطيع تجاوز المحنة.
وأشار النوري إلى أن المسألة نفسية أكثر ما تكون لها علاقة بالغذاء وغيره، فالعامل النفسي عامل أساس يعتمد على الوعي؛ فالإنسان لديه مسلّمات في حياته يقبل بها، دون وعي أو تفكير، لكننا الآن أمام أمر يتطلب منا وقفة مع المعرفة ومع العلم، وهذا لابد منه، ولا ينفع أي شي سوى وجود القوة الأساسية في العقل والعلم والمعرفة، وليس المطلوب منا أن نكون علماء، لكن المطلوب أن نعرف خطواتنا لتكون منطقية ومدروسة لتأتي بنتائج جيدة.
وضرب مثالاً على الصين التي واجهت الفيروس القاتل بالعلم والمعرفة، واستطاعت أن تقيم الحجر ومنعت النشاط في الشوارع ونجحت بذلك، وهي الآن تصدّر نتائج تجربتها لإيران وفرنسا وإيطاليا.
وأضاف النوري أن فيروس كورونا وحّد الخوف الذي أصبح مشتركا لدى الجميع ومن كان يخيف أصبح الآن يخاف كما غيره.
وأشاد عباس خلال الاتصال بما رآه عند الأطباء السوريين من حالة استنفار حقيقي على كل المستويات، كما أشاد بحالات التطوّع التي حصلت لهذا الأمر.
دراما 2020
وحول أعماله الفنية التي توقّفت بسبب فيروس كورونا، قال النوري إنه لم ينته بعد من تصوير مشاهده في مسلسل "شارع شيكاغو"، وهو من إخراج وتأليف محمد عبد العزيز، وخاصة أن التصوير يحتاج لما يصل إلى 50 شخصا، إضافة إلى الأجهزة التي تحتاج إلى تعقيم كالكاميرات وأجهزة الإضاءة وغيرهما من التقنيات والمعدات الخاصة بالتصوير.
وحول سؤاله إن كان يتوقع أن يمر شهر رمضان دون أعمال فنية سورية، أجاب النوري: "مو لهالدرجة" وتوقع أن يتأثّر طقس رمضان في المشاهدة التلفزيونية معتبرا، أنه قد يتأثر بشكل كبير لكن ذلك لن يمنع حضور الدراما والأعمال السورية على الشاشات.
وقال النوري: بالنسبة لي أتمنى ألا تعرض لي أعمال في رمضان، فالأعمال في رمضان تتجه باتجاه المجزرة الدرامية، والمشاهد يتابع عدّة أعمال، كثيرٌ منها من دون فائدة.
ويرى أن ثقافة المشاهد برمضان تصاب بالكسل، فالمشاهد يتابع العمل وهو يتكلم على الهاتف أو يتناول طعامه، وختم أنه لا يوجد وجبة درامية تحترم الإبداع، لذلك ثقافة المشاهد تتراجع وتصاب بالكسل إلى حد ما.
يشار إلى أن عباس النوري نشر مؤخرا صورا له في شوارع دمشق على دراجة هوائية وعلّق عليها بالقول : "مو صعب نعيش مهما كان الطريق طلوع ومتعب ولا يمنع الحياة إلا صاحب قضاءها "عزّ وجل" ..بدأت بالاستفادة في وقت التنفس من الحجر لكنني ملتزم به".