في إطار مشروع مسلسل "القصة الكاملة"، أعلن المنتج مجدي الهواري عن بدء التحضيرات لتحويل جريمة "عزيزة بنت إبليس" إلى عمل درامي جديد، من تأليف سمر طاهر وإخراج خالد مرعي، إذ يجمع المشروع نخبة من المؤلفين والمخرجين في إطار حلقات منفصلة متصلة تعيد إحياء جرائم أثارت الجدل، في صياغة درامية مثيرة وجذابة.
كشف المنتج مجدي الهواري عن تفاصيل مشروع "القصة الكاملة"، موضحًا أنه سيتضمن حلقات تقدم جرائم واقعية بأسلوب درامي، سواء تلك التي سبق وتم تناولها أو أحداث جديدة.
وأشار إلى أن الموسم الأول سيتألف من 10 حلقات، مدة كل واحدة ساعة، بمشاركة 10 مؤلفين و10 مخرجين مختلفين لكل حلقة، مع توحيد النسق العام للمسلسل.
سيكتب الموسم الأول من المشروع عدد من أبرز المؤلفين، من بينهم: هاني سرحان، محمد سليمان عبدالمالك، عمرو سمير عاطف، إنجي علاء، محمد إسماعيل أمين، حاتم حافظ، باسم شرف، محمد صلاح العزب، سمر طاهر، وعلاء حسن.
ويهدف المسلسل إلى تقديم معالجة درامية مبتكرة ومثيرة لتلك القضايا الواقعية التي تفاعل معها الجمهور سابقًا.
تعتبر جريمة "عزيزة بنت إبليس" واحدة من أكثر الجرائم غموضًا وإثارة في الثمانينيات، حيث تحولت حياة فتاة شابة إلى سلسلة من الأكاذيب والجرائم التي صدمت المجتمع المصري.
وتعود أحداث القصة إلى الإسكندرية، حينما دفعت الظروف الاجتماعية والنفسية البطلة إلى التخطيط لجريمة غير مسبوقة.
في الثمانينيات، كانت "عزيزة"، فتاة في السابعة عشرة من عمرها، تعيش حياة مليئة بالمآسي بعد زواجها بشاب يدعى سعيد.
وتفاقمت معاناتها مع سوء معاملة زوجها وعجزها عن الإنجاب، مما دفعه إلى طلاقها، إلا أن معاناة عزيزة لم تنتهِ عند هذا الحد، حيث استمرت في مواجهة التنمر من محيطها بسبب حالتها الصحية.
في عام 1983، خططت عزيزة لادعاء الحمل، حيث أوهمت الجميع بأنها تنتظر مولودًا، ومع اقتراب "موعد الولادة"، اختارت طريقًا مظلمًا؛ إذ قررت خطف طفل من مستشفى الشاطبي بالإسكندرية لتنفيذ مخططها، متنكرة في زي ممرضة، لتنجح في اختطاف الطفل وتسجيله باسمها.
بعد عدة سنوات، قررت عزيزة تكرار الخدعة نفسها، مدعية حملًا جديدًا، لكن هذه المرة، استهدفت امرأة تحمل طفلًا في السوق، وتمكنت من خطف الطفل عبر خطة محكمة، مما أثار المزيد من الجدل حول جرائمها.
لم تستطع عزيزة إخفاء أفعالها للأبد، حيث بدأت الشرطة التحقيق في القضية بعد تراكم الأدلة. وبعد سنوات من خداع الجميع، كُشِفَت حقيقتها وألقي القبض عليها، لينتهي الأمر بها إلى المحاكمة والسجن، تاركة خلفها قصة مأساوية بقيت محفورة في ذاكرة المجتمع.
يهدف مسلسل "القصة الكاملة" إلى تسليط الضوء على أبعاد إنسانية ونفسية عميقة من خلال قصة "عزيزة بنت إبليس".
والعمل الدرامي لا يكتفي بسرد الأحداث، بل يسعى إلى تحليل دوافع الشخصية وتقديم صورة شاملة عن تأثير الظروف المجتمعية على الأفراد.
ويمثل مشروع "القصة الكاملة" نقلة نوعية في تقديم الدراما المصرية، حيث يجمع بين التوثيق الدرامي والابتكار الفني، ليعيد إحياء قصص جرائم واقعية أثرت في المجتمع المصري، و"عزيزة بنت إبليس" ليست سوى البداية لهذه التجربة الفريدة.