header-banner
ديو فضل شاكر ونجله محمد

ورثة الطرب.. هل ينجح أبناء النجوم في الخروج من عباءة آبائهم؟

مشاهير
محمود الرفاعي
14 يوليو 2025,8:35 م

لطالما أثار ظهور أبناء الفنانين في الوسط الغنائي العربي جدلًا وتساؤلات، لا سيما حين يقررون السير على خُطى آبائهم. فهل تُورّث الموهبة فعلًا؟ أم أن البيئة الفنية وحدها لا تكفي لصنع نجم جديد؟

في السنوات الأخيرة، ظهرت مجموعة من الأسماء الشابة التي اختارت اقتحام مجال الغناء من بوابة العائلة، بين من فضّل التماهي مع الإرث الفني للأب، ومن حاول التمرد والبحث عن هوية مستقلة.

التقرير الآتي يرصد أبرز هؤلاء الأبناء، ويحلل تجاربهم بين الموهبة، والدعم، والرهان على الاستقلال.

جنا عمرو دياب.. رهانات غربية وهوية لم تتبلور بعد

7ed31276-d2b8-4f33-a549-ce0cb27ee788

رغم ارتباط اسمها بأحد أكبر نجوم الغناء في الوطن العربي، قررت جانا دياب، ابنة الفنان عمرو دياب، أن تخوض تجربتها الفنية بأسلوب مختلف تمامًا عن والدها.

فقد اتجهت إلى الغناء باللغة الإنجليزية، وقدّمت أغاني تنتمي إلى طراز الـAlternative Pop والـR&B، عبر منصات عالمية مثل Spotify وSoundCloud، ومن أبرز أعمالها أغنية "Mouth Taped Shut"، التي لاقت تفاعلًا لافتًا بين جمهور الشباب.

وأخيرًا، ظهرت في إعلان تجاري برفقة والدها، وغنّت مقطعًا من أغنية "خطفوني"، لتجمع لأول مرة بين اسم العائلة وطموحها الفني الخاص.

ورغم دعم عمرو دياب الواضح لها، لا تزال تجربتها في طور التكوين، وتفتقر إلى النضج الكامل، خاصة في الأداء باللغة العربية إذا أرادت أن تصل لجمهور أوسع في منطقتها الأم.

محمد فضل شاكر.. موهبة تائهة بين الإرث والتكرار

ed548d06-5f09-4300-9acd-1efe8b8fdc56

يُعد محمد فضل شاكر من النماذج التي تواجه عبء المقارنة المباشرة، كونه نجل الفنان فضل شاكر، صاحب الصوت العاطفي والتاريخ الحافل. يمتلك محمد خامة صوت جميلة، ويميل إلى اللون الكلاسيكي الهادئ، 

ورغم حفاظه على صورة فنية راقية وبعيدة عن الجدل، فإن اختياراته الفنية حتى الآن لم تُظهر شخصية غنائية مستقلة، بل ظلت تدور في فلك الأسلوب الأبوي. ويفتقر محمد إلى جرأة التجديد والتجريب، ما يجعله أمام تحدٍ حقيقي: هل يظل في الظل، أم يكسر القالب ويشق طريقًا بصوته الخاص؟

محمد عدوية.. توازن ناضج بين الجذور والتجديد

633f6dc2-5e8c-4579-9e60-19ff214d4b9a

ربما يُعد محمد عدوية أكثر أبناء النجوم نضجًا واستقلالًا في مشواره الفني. هو ابن الفنان الشعبي أحمد عدوية، لكنه اختار أن يبتعد عن تكرار التجربة الشعبية الصِرفة، ليقدّم نفسه مطربًا عصريًا يمزج بين الطرب، والجاز، والموسيقى الغربية.

منذ بداياته، نجح محمد في فرض شخصيته الغنائية، من خلال أغانٍ، وهي أعمال أكدت استقلاله ووعيه الفني. ورغم فخره الدائم بجذوره، فإنه حافظ على مسافة ذكية بينه وبين مدرسة والده، ما أكسبه جمهورًا يراه فنانًا متفرّدًا لا مجرد امتداد لاسم شهير.

فتحي مصطفى كامل.. صوت شبابي بهوية مستقلة

2a6f8c19-e39d-4083-a136-dc55f824f356

فتحي مصطفى كامل، نجل الفنان والنقابي مصطفى كامل، اختار أن يدخل عالم الغناء من زاوية مختلفة، مقدمًا أعمالًا تجمع بين الموسيقى الشعبية والراب والمهرجانات

عبد الله عمرو مصطفى.. مشروع فني قيد الانطلاق

أما عبد الله عمرو مصطفى، نجل الفنان والملحن عمرو مصطفى، فهو اسم لم يظهر بعد بشكل فعلي على الساحة الغنائية، لكن والده أعلن استعداده لتقديمه قريبًا كمشروع غنائي جديد. ولا تزال التفاصيل غامضة، إلا أن المقربين من عمرو مصطفى يشيرون إلى أن عبد الله يمتلك خامة صوت واعدة.

النقد الفني: الموهبة وحدها لا تكفي

يرى الناقد الفني أحمد صوان أن مسألة وراثة الموهبة تظل غير كافية وحدها لصنع نجم حقيقي. ويقول: جنا دياب نموذج جريء اختار أن يبتعد تمامًا عن النمط الشرقي، لكنها لا تزال في حاجة إلى نضج فني وتجربة أعمق. أما محمد فضل شاكر، فرغم صوته الجميل، فإنه ما زال في منطقة آمنة تشبه والده كثيرًا، دون أن يُظهر بعد شخصيته الفنية. في المقابل، نجح محمد عدوية في تكوين توازن نادر، يجمع بين احترام إرث والده الشعبي، والقدرة على تقديم نفسه بأسلوب عصري له جمهور خاص.

لا شك أن الانتماء إلى عائلة فنية يفتح الأبواب، ويوفر منصة انطلاق أقرب مما يحصل عليه الآخرون. لكن البقاء، وتكوين جمهور حقيقي، وتثبيت اسم مستقل، يتطلب اجتهادًا وتفرّدًا وشجاعة في اتخاذ القرارات الفنية.

وأوضح: جنا دياب تبحث عن هويتها، ومحمد فضل شاكر بحاجة إلى مساحة خاصة، فيما استطاع محمد عدوية أن يكسر القيد ويصنع لنفسه اسمًا يحترمه الجمهور والنقاد على حد سواء. أما الجيل القادم، مثل عبد الله عمرو مصطفى، فلا يزال في مرحلة الترقب، وقد تكون له كلمته الخاصة إن تحرر من الظل مبكرًا.

 

أخبار ذات صلة

جنا عمرو دياب تحمس الجمهور ليوم السابع من يونيو

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo