في زمن تُقاس فيه الشهرة بعدد المتابعين وتُصنع النجاحات في دقائق على منصات التواصل، يختار الفنان الإماراتي أحمد الجسمي طريقًا مختلفًا، أكثر هدوءًا وأعمق أثرًا، لا يعنيه اللّمعان السريع ولا الأضواء الزائلة، بل يضع نصب عينيه قيمة ما يُقدَّم، وانعكاسه على العائلة والمجتمع، والأهم من ذلك كله، رأي من يعرفونه حقًا.
أحمد الجسمي: الأرقام والمجلات ليست مقياساً للنجاح
في حديثه إلى قناة الفجيرة، قال أحمد الجسمي إن الأرقام والمجلات لم تعد مقياسًا حقيقيًّا للنجاح، رغم أنها أصبحت "لغة الشهرة" اليوم، مؤكدًا أن نظرة المحيطين به وتقديرهم لعمله هو ما يهمّه فعلًا.
وأضاف: صحيح أنني بسيط، لكن هذا لا يعني أنني لا أمتلك عقلية حديثة في التفكير، أنا أعرف كيف يُصنع الترند، وأدرك تمامًا كيف أروّج لنفسي وأتصرّف بذكاء، لكن هذه قناعتي وتربيتي.
نجاحات وسائل التواصل الاجتماعي تذهب سريعاً
اعتبر أحمد الجسمي أن وسائل التواصل الاجتماعي قدّمت فرصًا وانتشارات سريعة، لكنها أفرزت أيضًا أنماطًا من النجاحات "تأتي بسرعة وتذهب بسرعة"، مشيرًا إلى أن هذه الأنماط بدأت تغزو فكر الشباب وتعيد تشكيل مفاهيمهم حول الفن والنجاح.
عن واقع المسرح في بلاده، عبّر عن تفاؤله، معتبرًا أن المسرح الإماراتي في حالة تطور مستمر بفضل الدعم الرسمي والاهتمام الواضح بالفن والثقافة. وقال إن المهرجانات المسرحية تشكّل فرصة مهمة لصقل المواهب وتحفيز الفنان الإماراتي على الاجتهاد، مؤكدًا أن المشاركات الخارجية بدأت تثمر جوائز واعترافات دولية تليق بهذا الجهد.
أحمد الجسمي: العائلة والجمهور هما البوصلة
على المستوى الشخصي، شدد الجسمي على أن العائلة والجمهور هما البوصلة التي يقيس بها جدوى أي عمل فني يقدمه، وأضاف: أقرأ بعض النصوص وأراها جذّابة من حيث الفكرة والتسويق، لكنها لا تناسب الأسرة ولا تحمل ما أريد أن أقدّمه للناس، وهنا أتراجع، وأوضح أنه يفضل العمل القليل الذي يترك أثرًا على "الإنتاج الكثيف الذي قد يفتقد للقيمة".
واختتم الفنان الإماراتي حديثه بابتسامةٍ خفيفة: يكفيني أن أتلقى تهنئة صادقة من شخص مقرّب، فهذا بالنسبة لي فرح حقيقي، وهذا هو النجاح الذي أبحث عنه.
