لا تزال القضايا القومية والفنية المتقاطعة، تثير تباينات في وجهات النظر بين النجوم، وهو ما ظهر مؤخرًا بعد تصريحات الفنان اللبناني راغب علامة بشأن أوبريت "الحلم العربي"، الذي عُدّ على مدى أكثر من عقدين رمزًا فنيًا للتضامن مع القضية الفلسطينية.
وقال علامة خلال مؤتمر صحفي عُقد ضمن فعاليات "مهرجان موازين إيقاع العالم" في المغرب، إن الأوبريت كان عملاً تجارياً لا يحمل موقفًا محدداً، وأضاف: "أوبريت الحلم العربي" كان تجاري ومش وراه موقف واضح، ولو حبيت أعمل حاجة زي كده هتكون عن الإنسانية، مش هعمل مواضيع عربية أو إسلامية، هقدّم شي عن الإنسانية بالعرب وما نشهده من جرائم وحروب بنشوفها دلوقتي.
تصريحات علامة أثارت تفاعلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصدّر اسمه عناوين عدد من المنصات الإعلامية، خاصة بعد ردّ مؤلف العمل، السيناريست المصري مدحت العدل، الذي شدد على أن الكتابة لم تكن بدافع تجاري بحت، بل كانت نابعة من قناعة وإيمان بالقضية الفلسطينية.
وأوضح العدل في تصريحات صحفية، أن الأوبريت يمكن أن يكون له جانب تجاري من حيث الإنتاج، لكن ذلك لا يتعارض مع المضمون والموقف، قائلاً: العمل تجاري وذو قيمة أدبية، وده لا يمنع إني أعمل عمل يحقق قيمة تجارية وفي الوقت نفسه يكون له موقف واضح، لو راغب غنّاه على إنه تجاري ده حقه، لكن أنا كتبته بعروبتي ومن إيماني الصادق بالقضية الفلسطينية.
وأضاف أن الفرق كبير بين من يغني من إحساسه وضميره، وبين من يقدّم الأداء فقط، مؤكدًا أن العمل لم يكن مجرد أغنية جماعية بل رسالة تعبّر عن وجدان الشعوب العربية آنذاك.
ويعد "أوبريت الحلم العربي"، واحدًا من أبرز وأشهر الأعمال الغنائية الجماعية التي شهدها العالم العربي، وقد شكل لحظة استثنائية في تاريخ الفن العربي الجماعي، لما حمله من شحنة وجدانية عالية ورسالة سياسية وإنسانية موحدة، في زمن كان يموج بالأحداث الكبرى.