قررت الدائرة الثالثة بمحكمة القضاء الإداري، الخميس، تأجيل نظر الدعوى المقامة من الفنانة هيفاء وهبي ضد نقابة المهن الموسيقية ونقيبها مصطفى كامل، لجلسة 16 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
جاء القرار بعد الاطلاع وتبادل المذكرات، وذلك في ضوء تقرير هيئة مفوضي الدولة الذي أوصى بإلغاء قرار النقابة بمنع الفنانة من الغناء.
تعود تفاصيل الدعوى إلى قرار نقابة المهن الموسيقية الصادر في 16 مارس/ آذار الماضي، بسحب تصاريح هيفاء وهبي ومنعها من إقامة أي حفلات في مصر، واعتبر مقيمو الدعوى أن القرار يمثل "اعتداءً صارخًا على الحريات الدستورية"، خاصة حرية التعبير والإبداع الفني المكفولة في المادتين 65 و67 من الدستور المصري، اللتين تحظران أي رقابة على العمل الفني إلا بقرار قضائي.
وأكد تقرير المفوضين أن تدخل النقابة جاء دون سند قانوني أو قضائي، ما يجعله باطلًا ومخالفًا لمبادئ دولة القانون.
في المذكرة المقدمة اليوم، ركز محامي هيفاء وهبي على واقعة الفنان اللبناني راغب علامة كنموذج عملي يكشف انحراف النقابة عن دورها.
واعتبر أن النقابة تبنت "خطاب الحسبة الفنية"، الذي يحولها من كيان لتنظيم المهنة ورعاية الإبداع إلى منصة للتجريم الأخلاقي، واعتبر المحامي أن هذا النهج يتعارض مع الدستور الذي يدعو للنهوض بالفنون وحماية الإبداع.
تعود الواقعة إلى يوليو/ تموز الماضي حين أصدرت النقابة بيانًا بإيقاف راغب علامة عن الغناء في مصر واستدعائه للتحقيق، على خلفية مشهد عفوي خلال حفل في الساحل الشمالي، وأكد المحامي أن مثل هذه القرارات توسع مناخ المنع والتخويف، ما يضر بالمشهد الثقافي والسياحي في مصر، ويقوّض رسالة الدولة في دعم الفنون كقوة ناعمة.
بحسب تفاصيل المذكرة، أصدر مصطفى كامل قرار الإيقاف بعد تداول فيديو اعتبره مخالفًا للأعراف، غير أن الأزمة انتهت في أغسطس/ آب الماضي بلقاء ودي بين راغب علامة وكامل بمقر النقابة، حيث عُقد مؤتمر مصور أعلن خلاله إنهاء الخلاف وإعادة التصاريح، لكن المحامي أكد أن "النهاية الودية" لا تلغي التعسف الأولي، خاصة مع تداول مشاهد سابقة لمصطفى كامل في فيديو كليبات تتضمن تصرفات مشابهة، وهو ما يثير تساؤلات حول ازدواجية المعايير.
استشهد المحامي بتصريحات الناقد الفني طارق الشناوي، الذي وصف بيان النقابة بحق راغب علامة بأنه "إهانة لمصر"، إذ يصوّرها كمجتمع متشدد يرفض الفن العفوي.
كما ذكّر الشناوي بحوادث تاريخية واجهت أيقونات مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ دون أن يتعرضوا لعقوبات مشابهة، معتبرًا أن النقابة باتت تهدد رسالة الفن كقيمة إنسانية وثقافية.