تغيبت مدربة الأسود الشهيرة، أنوسة كوتة، عن أولى جلسات محاكمتها التي عقدت صباح اليوم السبت بمحكمة جنح طنطا، في القضية المتهمة فيها بالتسبب عن طريق الإهمال بإصابة عامل السيرك محمد البسطويسي، الذي فقد ذراعه اليسرى بعد تعرضه لهجوم نمر مفترس خلال أحد العروض.
استمعت المحكمة إلى مرافعة محامي المجني عليه، الذي قدم مجموعة من الفيديوهات المصورة توثق تفاصيل الواقعة، وتُظهر تضاربًا في أقوال المتهمة في أثناء التحقيقات.
وكشف المحامي أن تقرير اللجنة الفنية أثبت غياب وسائل السلامة المهنية الأساسية، منها عدم توفر سيارة إسعاف مجهزة خارج السيرك، وعدم وجود أدوات السيطرة على الحيوانات مثل الشوكة أو خرطوم المياه، التي تستخدم في حالات الطوارئ لردع الحيوانات المفترسة، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
من جانبه، دفع محامي المتهمة، زوجة الملحن المصري الراحل محمد رحيم، بأن المجني عليه لم يكن من ضمن العاملين في السيرك، بل كان من الجمهور، وأنه هو من بادر بإدخال ذراعه داخل قفص النمر، ما أدى إلى إصابته، مؤكدًا أن المسؤولية لا تقع على عاتق المدربة.
وأكد وليد الفولي، محامي المجني عليه، أن النيابة العامة قيدت الواقعة كجنحة ومخالفة للمواد 244 (الفقرتين 1 و2) و377 من قانون العقوبات، ضد المتهمة محاسن مدحت محمد علي كوتة، على خلفية الواقعة التي حدثت في أول أبريل 2025 بدائرة قسم أول طنطا.
وأوضح أن موكله تعرض لإصابة بالغة نتج عنها بتر ذراعه اليسرى من أعلى الكوع، وهو ما أكدته التقارير الطبية المرفقة بملف القضية، لافتًا إلى أن المتهمة أخلّت إخلالًا جسيمًا بواجبات مهنتها، ولم تتخذ أي من التدابير الاحترازية الواجبة عند تقديم عرض الحيوانات المفترسة، ما عرض العاملين والجمهور للخطر.
رفعت المحكمة الجلسة للمداولة تمهيدًا لإصدار القرار في القضية. وشهدت الجلسة حضور والد المجني عليه بدلًا من نجله الذي تغيب بسبب تعرضه لوعكة صحية نُقل على إثرها إلى مستشفى المجمع الطبي بطنطا، نتيجة آلام شديدة في موضع الإصابة.
وكشف محامي المجني عليه أن الأخير أُصيب أيضًا بقطع في الرباط الصليبي للركبة نتيجة الشد والجذب العنيف مع النمر في أثناء محاولته إنقاذ ذراعه، ما جعله طريح الفراش غير قادر على الحركة تمامًا.
وأشار إلى أن النيابة العامة استمعت لأقوال المجني عليه والمتهمة وعدد من الشهود، وتبيّن وجود تضارب في إفادات المتهمة خلال التحقيقات. وقد وجهت لها النيابة تهمة التسبب بإصابة العامل عن طريق الإهمال الجسيم، مؤكدًا أن الحادث ناتج عن إخلالها بالأصول المهنية المفترضة في أثناء التعامل مع الحيوانات المفترسة خلال العروض.