رحلت الأيقونة المصرية سميحة أيوب عن عالمنا، اليوم الثلاثاء، داخل شقتها بحي الزمالك عن عمر ناهز 93 عاما، بعد مسيرة فنية ثرية تركت خلالها بصمة من الصعب تكرارها سواء في المسرح أم السينما أم التلفزيون.
وعلى مدار أكثر من 70 عاما، قدمت الراحلة الملقبة بـ"سيدة المسرح العربي" عشرات الأعمال الخالدة، خصوصا على خشبة المسرح، لتتربع على عرشه كممثلة استثنائية في تاريخ المسرح المصري، وحالة نادرة في تاريخ المسرح العربي بأكمله.
ولدت سميحة أيوب عثمان يوم 8 مارس/آذار 1932، في حي شبرا بالعاصمة القاهرة، وشقت طريقها في عالم الفن مبكرا، حيث درست في معهد التمثيل وتتلمذت على يد أحد رواد الفن المصري زكي طليمات، وتخرجت في عام 1954.
وسريعا، خاضت الراحلة تجارب عديدة لتطل على جمهوري السينما والتلفزيون بمجموعة من الأعمال المميزة خلال فترتي الخمسينيات والستينيات.
لكنها لمعت أكثر على خشبة المسرح، وتفانت في إعطائه من وقتها وجهدها حتى باتت من أهم رواده في مصر والوطن العربي، ولم تكتف بلعب دور الممثلة فتقلدت أكثر من منصب داخله، أبرزها مدير المسرح الحديث ومدير عام المسرح القومي.
على مدار 7 عقود، تألقت الفنانة المصرية المخضرمة سميحة أيوب، وقدمت عشرات الأعمال الاستثنائية على خشبة المسرح وشاشتي السينما والتلفزيون، وحتى عبر أثير الإذاعة.
ووفقا لموقع "سينما.كوم"، بلغ رصيد الراحلة نحو 260 عملا فنيا متنوعا، من بينها ما يقرب من 170 مسرحية، لتؤكد أنها "سيدة المسرح" عن استحقاق وجدارة.
ومن أبرز أعمال سميحة أيوب المسرحية:
أما أبرز أعمالها السينمائية، كانت أفلام:
قدمت النجمة سميحة أيوب عشرات الأعمال التلفزيونية الناجحة خلال مسيرته الفنية الثرية، من أبرزها:
آخر أعمال الفنانة الكبيرة سميحة أيوب كان فيلم "ليلة العيد"، الذي أنتج في عام 2024، وشارك فيه نخبة من النجوم تقودهم الفنانة الكبيرة يسرا، ومن المتوقع أن يعرض بعد ايام على منصة "شاهد" الرقمية. إلى جانب فيلم قصير عن سيرتها الذاتية بعنوان "سيدة المسرح العربي" في 2024 أيضا.
خلال مسيرتها الطويلة، نالت سميحة أيوب العديد من التكريمات الثمينة ليس داخل مصر فقط بل وخارجها، إذ كرمها عدد من الرؤساء منهم المصريان جمال عبد الناصر وأنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد، والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان.
ومن أبرز الجوائز والأوسمة التي حصلت عليها الراحلة خلال مسيرتها، جائزة النيل للمبدعين المصريين، ووسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى في مصر.
أيضا نالت أيوب وسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي بعد تقديمها مسرحية فيدرا على مسرح أوبرا باريس، وكرمت من الرئيس السوري حافظ الأسد الذي منحها وسام الاستحقاق.
خلال حياتها، عاشت الراحلة أكثر من قصة حب وما لا يقل عن 4 زيجات معلنة، وبدأتها في سن صغير بالزواج من الفنان محسن سرحان قبل أن تكمل 20 عاما، وأنجبت منه ابنها إبراهيم ثم انفصلا.
وتحدثت عن هذه التجربة، قائلة إن ما تعلمته منها أنها كرهت الرجالة كلها لأنها تعرضت لضغط شديد منه أثناء الزواج.
أما الزيحة الثانية، فكانت من الفنان محمود مرسي، الذي أنجبت منه ابنها علاء مرسي، ثم انفصلا أيضا رغم حبهما، وفقا لما صرحت به، إذ قالت عن هذه التجربة في لقاء تلفزيوني: كانت قصة حب كبيرة جدًا واطلقنا واحنا بنحب بعض.
وكشفت عن سر طلاقها من مرسي، مؤكدة أنها كانت تعمل باستمرار في السينما والمسرح والإذاعة وليس لديها وقت للتفرغ للبيت.
عادت سميحة وتزوجت للمرة الثالثة، وكانت الزيجة من الكاتب المسرحي سعد الدين وهبة الذي تزوجها أثناء تقديمها مسرحية "السبنسة"، من تأليفه، واستمرا معا حتى وفاته.
وعن رأيها في هذه التجربة، أكدت أنها تزوجت من شخص عاقل وكانت بينهما صداقة وأن علاقات الزواج القائمة على الصداقة أكثر من الحب هي أساس العلاقات الزوجية الصحية والسليمة.
الزيجة الأخيرة المعلنة كانت من المخرج التليفزيوني أحمد النحاس، الذي تحدث فيما بعد زواجهما، موكدا أنه استمر 18 عاما بداية من عام 2000.
وقال النحاس أن زواجهما كان عرفيا بطلب من سميحة، من أجل أن تستمر في الحصول على معاش زوجها سعد الدين وهبة، لكن وقع الطلاق بينهما في النهاية.