لؤي كيالي.. مُبدع الفن التشكيلي الذي قاده الاكتئاب للموت!
لؤي كيالي.. مُبدع الفن التشكيلي الذي قاده الاكتئاب للموت!لؤي كيالي.. مُبدع الفن التشكيلي الذي قاده الاكتئاب للموت!

لؤي كيالي.. مُبدع الفن التشكيلي الذي قاده الاكتئاب للموت!

عاش الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي، الذي يحتفل بميلاده محرك البحث الأشهر في العالم "جوجل" من خلال رسم كرتوني أظهر الراحل ممسكًا ريشته وهو يرسم إحدى لوحاته الفنية، النجاح الصاخب والتحقق السريع، مثلما عاش اليأس والحزن والنقد القاسي، وكانت نهايته مأساوية عن عمر ناهز الـ44 عامًا.

"فوشيا" ترصد أبرز ما في حياته العملية والشخصية من بداياته حتى رحيله.

مولده ونشأته

وُلد لؤي كيالي، في مدينة حلب السورية عام 1934 ودرس الفن في أكاديمية الفنون الجميلة بعد أن درس في مدرسة التجهيز بمدينة حلب، وعرض أعماله لأول مرة عام 1952 حيث التقى الفنان السوري وهبي الحريري وشكلا صداقة قوية بينهما دامت بقية حياة كيالي.

ساعده الفنان وهبي الحريري وقدم له الكثير من العون والنصائح وعرّفه على الفنان فاتح مدرّس في عام 1955، والذي كان له الكثير من الفضل على كيالي في بداية طريقه الفني.

مثّل كلٌّ من لؤي كيالي والفنان فاتح مدارس بلدهما سوريا في معرض بينالي في مدينة البندقية في إيطاليا، ولفتت لوحاتهما نظر العديد من الفنانين حول العالم الذين كانوا من أهم الحضور في المعرض.

تخرّج كيالي من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1961 وعاد إلى بلده سوريا، حيث بدأ مسيرته المهنية في بلده كأستاذ للفنون الجميلة في جامعة دمشق وكان الفنان فاتح يعمل هناك أيضًا.

دراساته العلمية وإنجازاته

التحق "كيالي"، بعد المدرسة الثانوية بكلية الحقوق في جامعة حلب في 1956، ولكنه لم يكمل مرحلته الجامعية وترك كلية الحقوق.

وشارك كيالي في السنة التي تلت تركه للجامعة بمعرضٍ يقام في الجامعة وفاز بالجائزة الثانية.

أُرسل في بعثة من وزارة المعارف السورية إلى إيطاليا لدراسة الرسم بطريقة محترفة في أكاديمية الفنون الجميلة في روما، وبعدها ظهر اسم كيالي بسبب تصدره بين زملائه خلال سنواته الدراسية في الكلية.

شارك في العديد من العروض والعديد من المسابقات وحصل على الجائزة الأولى في مسابقة سيسيليا والميدالية الذهبية للأجانب في عام 1959.

نال كيالي الجائزة الثانية في مسابقة بعنوان "ألا ترى"، ولم يتوقف بعدها عن تنظيم المعارض فأقام معرضه الخاص الثاني في صالة المعارض في مدينة روما.

معارض لؤي كيالي

من أشهر معارض لؤي كيالي عندما أقام معرضه الشخصي الأول عام 1959 فى صالة لافونتانيللا بإيطاليا، كما أقام أيضا معرضه الثاني في صالة المعارض في روما.

بعد تخرّجه من أكاديمية الفنون الجميلة في روما قسم الزخرفة بدأ عمله مدرّساً للتربية الفنية في ثانويات دمشق، لكنه انتقل فيما بعد من التدريس في الثانويات الرسمية ليدرّس التصوير والزخرفة في المعهد العالي للفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة بدمشق لاحقًا.

استقطب "كيالي"، أنظار النقاد والوسط الفني في سوريا عندما أقام معرضه الثالث في صالة الفن الحديث العالمي في دمشق والذي احتوى على 28 لوحة زيتية و30 رسمًا.

أما معرضه الرابع فأقامه في صالة الفن الحديث العالمي في دمشق عام 1962 وفى عام 1964 أقام معرضه الخامس فى صالة كايرولا في ميلانو، أما معرضه السادس فأقامه في صالة الكاربينيه في روما.

حياة لؤي كيالي الشخصية

سكن في الفترة التي اعتكف فيها بسبب اكتئابه في مدينة دمشق في منطقة معلولا، وتأثّر بها ورسم عن أبنيتها الحجرية، وعاش لفترة قصيرةٍ في جزيرة أرواد السورية حيث رسم العديد من اللوحات التي لها علاقةٌ بالبحر والجو الساحلي.

حقائق سريعة عن لؤي كيالي

أصيب لؤي كيالي باكتئاب شديد بعد النقد اللاذع له من قبل الفنانين المحليين إثر انتقال معرضه السابع بين المحافظات السورية، وتوقف إثر هذا الاكتئاب عن الرسم والتدريس ومزّق العديد من لوحاته.

اعتكف في مدينة دمشق ثم عاد إلى مسقط رأسه في حلب، وبِيعت العديد من لوحات كيالي بأسعار عالية حيث وصل سعر لوحاته التي قدمها في أحد معارضه في صالة الفن الحديث في دمشق إلى 350 ألف ليرة للوحة الواحدة وبيع حينها ما يقارب 37 لوحة.

كانت تلك المبيعات من أفضل وأعلى المبيعات لأي معرض فني في سوريا حينها.

مدح العديد من الفنانين العالميين لؤي كيالي وفنه، وشبّه أحد الفنانين العالميين الوجوه التي يرسمها كيالي بالوجوه التي يرسمها "موديلياني"، وهو أحد الفنانين الإيطاليين المشهورين.

تمّيزت لوحاته بأسلوب متفرد من وجوه طويلة وأجساد نحيلة تنبعث من عيونها نظرات حزن وبرود.

رحلة اكتئاب تنتهي بالموت

استقر لؤي كيالي في مدينة دمشق بمنطقة معلولا، وكان في تلك الفترة يعاني الاكتئاب، وتأثر بدمشق، وأبدع لوحات عن أبنيتها الحجرية، ثم عاش فترة قصيرة في جزيرة أرواد السورية، ورسم العديد من اللوحات التي لها علاقة بالبحر والجو الساحلي.

كان معرضه السابع الذي أقامه في دمشق سبب اكتئابه، وذلك بعد سهام النقد المسمومة التي صوبها إليه الفنانون المحليون، فصب جام غضبه على لوحاته، ومزق الكثير منها، واعتكف في مدينة دمشق ثم عاد لحلب مسقط رأسه.

كانت وفاة والده كيالي القاضية له، حيث أصبح الاكتئاب مرضًا لا حالة، وخضع للعلاج، ولكنه رغم ذلك، أصر على المشاركة في العديد من المعارض بدمشق.

اختلفت الآراء حول سبب وفاته، فمنهم من قال إنه بسبب لفافة تبغ، ومن قال إنه انتحر نتيجة اكتئابه، ولكن ما لا يختلف حوله أنه احترق في غرفته بمدينة حلب، ونقل إلى المستشفى العسكري في حراستا بدمشق، حيث توفي يوم الثلاثاء الـ 26 من يناير 1978، وتم دفنه في مسقط رأسه حلب بمقبرة الصالحين.

 

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com