header-banner
جمانة جمال ونجوم الغناء

جمانة جمال.. شاعرة وملحنة يمنية تكسر القوالب النمطية

مشاهير
فريق التحرير
9 سبتمبر 2025,9:31 ص

لا شيء يشغل الجمهور العربي هذه الأيام، أكثر من التعرف على الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال، التي صارت حديث الناس، بعد نجاحاتها المتتالية مع النجم اللبناني فضل شاكر، وتحقيق ثنائيتهما الفنية معاً، ملايين المشاهدات في أغنيات "الشام فتح"، و"هوى الجنوب"، و"أحلى رسمة"، و"غلبني"، و"الحب وبس"، و"صحاك الشوق"، و"روح البحر"، وهو ما جعل فضل شاكر يصفها بأمل الفن العربي، نظرًا لفرادة أفكار أغانيها.

جمانة جمال التي أعادت إحياء مسيرة النجم اللبناني فضل شاكر، ببساطة كلماتها وسحر موسيقاها، استطاعت حجز مكانة لافتة في المشهد الموسيقي العربي خلال سنوات قليلة، رغم غيابها المقصود عن وسائل الإعلام ورفضها الظهور بصورتها، وهو "الغموض الحلو" الذي أطلقته عليها النجمة السورية أصالة، عندما قالت عنها، إن جمانة جمال تفضل أن يتحدث عنها إبداعها، وليس صورتها.

"فوشيا" أول من قدم جمانة جمال للجمهور العربي

أخبار ذات صلة

"فوشيا" يكشف هوية الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال في حوار حصري

"فوشيا" يكشف هوية الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال في حوار حصري

كان موقع "فوشيا"، انفرد بكشف هوية الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال "26 عامًا"، في أول إطلالة لها على وسائل الإعلام، يوم الـ21 من فبراير 2024، ويومها تحدثت عن رؤاها في الكتابة والتلحين ومصادر معرفتها، وبينت كيف أن نجاحاتها لم تكن وليدة الصدفة، وحينها كانت تحتفي بغناء "القيصر" كاظم الساهر لقصيدة من كلماتها بعنوان: "مررت بصدري"، في ألبومه الأخير "كاظم.. مع الحب".

ولليوم ما زالت جمانة جمال تثبت، أن نجاحها لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة موهبة مبكرة وصبر طويل، لتصبح أول يمنية تدخل مجال التلحين على نطاق عربي واسع، وتوقّع بأعمالها لكبار نجوم الطرب، كشاعرة وملحنة، مع نحوم بقيمة: كاظم الساهر، وفضل شاكر، ونوال الكويتية، وعبدالله الرويشد، وعبدالمجيد عبدالله، وأصالة نصري.

البدايات.. بين الكتب والفقد المبكر

أخبار ذات صلة

جمانة جمال لـ"فوشيا": كاظم الساهر مجرة غنائية و"مررت بصدري" حلم تحقق

جمانة جمال لـ"فوشيا": كاظم الساهر مجرة غنائية و"مررت بصدري" حلم تحقق

ولدت جمانة جمال في بيت ثقافي، فكبرت بين رفوف مكتبة والدها التي كانت عالمها الأول، لكن رحيل والدتها وهي في السابعة من عمرها، شكّل نقطة فارقة دفعتها إلى العزلة واللجوء للكتب والموسيقى. في سن الثانية عشرة بدأت كتابة الشعر، متأثرة بأعمال نزار قباني، حتى أنها نظمت قصيدة ردًّا على قصيدته الشهيرة "علمني حبك أنْ أحزن". فكتبت:

علمني حبك أن أكبر وأنا ما زلت صغيرة

لا أعرف ما معنى الشبان

لا أعرف غير أبي رجلاً

لا أدرك ما معنى الأحزان

علمني حبك ما المرآة وما الألوان

علمني أنك يوما ما

آت بحصان كالفرسان

علمني أن أسرق مباح

فسرقتك من بين النسيان

علمني حبك أن أسهر

علمني ما معنى الحرمان

لا أعرف ماذا علمني

أو ماذا قد أصبحت الآن

يُسعفني قول القباني

علمني حبك ما الهذيان.

جمانة جمال.. انطلاقة مختلفة وحلم برواية 

c6fc807f-89fd-4afd-893c-aa68c92de094

لم تأتِ جمانة من عائلة فنية، بل درست برمجة الكمبيوتر استجابة لرغبة أسرتها، لكنها ظلّت تمارس شغفها بالعزف على العود والجيتار والأورغ، وتحلم بأن تظهر للناس معرفتها الكبيرة وما يدور في مخيلتها من إبداع، فهي تضع الخطوط العريضة لأول رواية تحمل اسمها، لكنها تتأنى في كتابتها، ولن تظهرها للناس حتى تختمر الفكرة والخيوط والأحداث. 

جاءت انطلاقة جمانة جمال الفعلية فنيًّا، بدعم من الملحن السعودي الكبير ياسر بوعلي، الذي شجّعها على كتابة الشعر النبطي، لتظهر أول أعمالها في ألبوم "سفينة نوح" للفنان ناصر نايف، عبر أغنيتين من كلماتها وألحانها، إحداهما تجاوزت المليون مشاهدة في أسبوع واحد، وهما أغنيتي "ما في اليد حيلة"، و"بين معدنه" وهما من كلماتها وألحانها، إضافة إلى أغنية "عايش بدوني" مع الفنان عايض، وهي من كلماتها وألحان عرابها الفني، ياسر أبو علي، الذي قالت إنها تتشرف دائمًا بالعمل معه.

الخطوة التالية كانت كبيرة، عندما طلب منها النجم الكويتي الكبير عبد الله الرويشد، "أغنية محضارية" تشبه المكان الذي تنحدر منه، فلم تقدم له عملاً جاهزاً ومعداً مسبقاً، وكان تحدياً بينها وبين موهبتها، بأن تقدم له أغنية تعجبه ويغنيها، فكانت أغنية "ارتويت" التي حققت نجاحاً كبيراً بين جمهوره، وهذا سر نجاحها، فهي لا تجهز الأعمال وتعرضها على الفنانين، بل تعمل ضمن ورشة عمل، وتفصل لكل فنان ما يلائمه.

أما عن تعاونها مع النجمة نوال الكويتية، في أغنية "على مهلك" كملحنة لأشعار الشاعر الكبير خلف الخلف، جاءت حينما لحنت كلمات الأغنية وسط تحفيز كبير من النجمة نوال التي رأت فيها مشروعًا مهمًّا سيسطع نجمه رويدًا رويدًا.

مع كاظم الساهر.. الاعتراف الكبير بموهبة لامعة

b04abc8c-62c4-44c0-84b3-d62a711cb196

التحوّل الأبرز في مسيرة جمانة جمال، جاء مع "القيصر" كاظم الساهر الذي وقع في حب كلماتها، وفي فيديو متداول له قال عنها: قصيدة جمانة جمال (مررتِ بصدري)... الكلام رائع.. أول ما سمعته قلت على طول أريدها تكملها، ووصف كتابتها بأنها تعكس نضج شخص بعمر الأربعين، رغم صغر سنها، هذا الاعتراف منحها شرعية فنية، ورسّخ اسمها كصوت شعري جديد، فضلًا عن الروح الجديدة التي تعكسها قصيدة "مررت بصدري"، فكانت الأكثر نجاحًا بين قصائد ألبوم الساهر الأخير، والأكثر طلبًا من الجمهور لغنائها في الحفلات.

فضل شاكر.. مستوى مختلف من التحدي

4fc66ce2-ce11-4136-a257-520f87b22505

يتضح من حجم النجاح الذي تحققه ثنائية فضل شاكر/ جمانة جمال، أن الشاعرة والملحنة اليمنية، تسير مع النجم اللبناني ضمن مشروع غنائي لا يقف عند حد معين، فملايين المشاهدات التي تحققها ثنائيتهما، تؤكد أن خلطة النجاح وسره وسحره، تملكه هذه الشابة صاحبة الروح المعجونة بالإحساس والقرب من مشاعر الناس، فتحول أعمالها إلى جمل ساحرة متعطشة لصوت رومانسي حالم، يذوب في قلوب الجماهير المتعطشة للفن.

ويتضح من النجاح المتالي والمتواصل، أن جمانة جمال تعتبر صوت فضل شاكر، بمثابة تحد خاص لأي شاعر وملحن لأنه "يلامس الإحساس ويجعل المبدع يتجرد من كل المؤثرات الأخرى". 

غموض وتنويع في اللهجات وانفتاح على الثقافات

e54687aa-fc5b-420c-be5d-1a26101816d7

حتى اليوم، ترفض الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال الشكف عن صورتها، مؤكدة أنها تفضل أن يتعرف الناس على إبداعاتها، من منطق أن الناس يهمهم الفن وليست صاحبته، وهو الأمر الذي وصفته النجمة السورية أصالة، على هامش مؤتمرها الصحفي في "مهرجان جرش" بالأردن، بالغموض الحلو، مؤكدة أنها تعمل مع جمانة على إنجاز أغينة لبنانية، بعد نجاحهما السابق في أغينة "الكرسي".

وعلى عكس الكثير من الفنانين، لا ترى جمانة جمال أن الظهور الإعلامي شرط للنجاح. تقول دائماً كما قالت لموقع "فوشيا": مسألة ظهوري في الإعلام لا تؤثر في جودة ما أقدمه، الأساس هو أن يكون المحتوى صادقاً، وعندها يصل للناس. لذلك لا توجد لها أي صور في وسائل التواصل الاجتماعي، محتفظة بخصوصيتي، معتبرة أن "الموسيقى ليست ملحقاً للكلمة، بل رئتها الثانية".

ختاماً.. قدرة جمانة جمال على إتقان أكثر من لهجة عربية: يمنية، وسعودية، وكويتية، وخليجية بالمطلق، إلى السورية واللبنانية والمصرية، جعلتها أكثر مرونة في التعبير الفني، وتعود هذه القدرة إلى كونها قارئة نهِمة وصاحبة صداقات متعددة الجنسيات، وهي ترى أن اللهجات ليست مجرد أدوات لغوية، بل جسور تعبيرية توسّع من تأثير الكلمة واللحن.

google-banner
footer-banner
foochia-logo