تنسيق أزياء السياسيين في زمن الحروب الإعلامية
تنسيق أزياء السياسيين في زمن الحروب الإعلاميةتنسيق أزياء السياسيين في زمن الحروب الإعلامية

تنسيق أزياء السياسيين في زمن الحروب الإعلامية

بينما تشتعل المنافسة للجلوس على كرسي المكتب الأبيض في أميركا، تتزايد وتيرة الظهور الإعلامي والرسالات المبطنة في إطلالات المرشحين، الأمر الذي يفرض تخصيص مئات آلاف الدولارات فقط لأزياء كل من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون وكل المرشحين الذين تساقطوا كأوراق الخريف، وصولا إلى مرحلة ما قبل النهائيات.

ففي تكتيكات الإعلام المعاصر، تعتبر الصورة أداة هامة للسياسيين من الوزن الثقيل، وهم في سعيهم الحثيث لصناعة صورتهم عبر الترويج لأنفسهم بشتى القنوات الإعلامية.

تماما كالممثلين والرياضيين والمشاهير، يعيّن كبار السياسيين ستايلست أو منسقي ملابس محترفين كمستشارين لإطلالاتهم العامة. ولكن لأن اللعب يحصل على الحلبة السياسية، تأتي مع مهمة الستايلست تحديات فريدة من نوعها، حجمها من حجم المنصب الذي يرنو إليه المرشح أو المرشحة.

مثال على ذلك، فمرشحة الحزب الديمقراطي كلينتون على موعد غدا الخميس لإلقاء خطاب هام في مؤتمر حزبها الذي سيسميها للترشح. سترتدي كلينتون على الأكيد ملابس من دار أزياء أميركي يختارها فريقها، ومن ضمنهم نائبة مديرة الاتصالات كريستينا شايك، التي كانت تعمل مساعدة سابقة لميشال أوباما في تحديد أطر صورتها الإعلامية.

ويلعب المستشارون من عالم الاناقة دورا مؤثرا في دهاليز السياسة، فكلينتون تحصل على نصائح من رئيسة تحرير فوغ وأقوى مرجعية للموضة، آن وينتور. فوينتور على سبيل المثال تناصر الحزب الديمقراطي ولا تبخل على كلينتون بخدماتها في حقل تخصصها.

وعلمت مجلة "دايلي دايجست" أن كلينتون تستشير وينتور شخصيا قبل الخطابات الهامة فقط، لتساعدها في تصميم أزياء بألوان قوية ذات معان وبزات سروالية ممهورة بتوقيع مصممين أمريكيين.

وبعكس الممثلين والنجوم الذين يعيدون الملابس للمصممين لأنهم يرتدونها بالإعارة، تدفع حملة كلينتون ثمن جميع أزيائها.

وعلى الضفة الأخرى من الصراع، يعمل المرشح الجمهوري دونالد ترامب مع ستايسلت خاص يدعى فيليب بلوك. وفي كتاب سابق له قال ترامب إن منسقي الملابس يؤمنون له بزات أنيقة كبدلات بريوني الشهيرة.

وفي حين يدفع السياسيون ثمن أزيائهم، إلا أن الستايسلت أحيانا يحاول من خلال علاقاته ومعارفه أن يحصل على تخفيضات في الأسعار. أحيانا يتم استعارة الملابس مقابل أن يتم الترويج لاسم المصمم علنا، وهذا يعني لا حاجة للدفع وإعادة الملابس لأصحابها، وفق ما أوضحت روك.

وسواء تم صرف الاموال على الملابس أو رواتب الستايلست، تبقى هذه الزاوية مثيرة للجدل.

وتوضح روك، لا يمكن صرف أموال ضخمة في هذا المجال، وتشير إلى انها لم تر قط في حياتها، باستثناء ترامب، سياسياً يرتدي بزة أرماني.

وتضيف بان أفضل خيار للسياسيين هو بزات مصممين أميركيين مثل "Brooks Brothers"، التي يبلغ سعر الواحدة منها ألف دولار.

بزات باراك أوباما مثلا معظمها من الخياط "Martin Greenfield"، الذي يوظف أميركيين فقط ويبلغ سعر البزة ألفي دولار أو أقل.

ففي أسابيعها الأول لاستلام منصب رئيسة الوزارء البريطانية، تعرضت تيريسا ماي لمقالات وتقارير تنتقد اختيارها أزياء من فيفيان ويستوود.

وفي حين تتعرض السياسيات لانتقادات أكبر في ما يتعلق بـ"خزانتهن الإعلامية"، فإن السياسيين والسياسيات يدركون جيدا أهمية هذا الجانب من الحملة الإعلامية، وكيف يتم تلقي صورهم الإعلامية من قبل جمهور الناخبين.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com