كشف الفنان العراقي ألكسندر علوم عن محطات مفصلية في حياته، تنقّل خلالها بين المخيمات والجبهات الداخلية للنفس، بين الغربة والنجاح، بين الحنين إلى الوطن والبحث عن الاستقرار.
واستعاد ألكسندر لدى ظهوره في بودكاست "عندي سؤال" عبر قناة المشهد تفاصيل بداياته مع زوجته الفنانة رحمة رياض، كاشفًا أن عائلتها رفضته في البداية لكونه بلا عمل، ما أدى لانفصالهما لستة أشهر.
لكنه أشار إلى أن العلاقة عادت بعد تلك الفترة، ليعلق على رأيه بتسميته زوج رحمة رياض، قائلًا "أنا فنان وعندي مسيرتي، لا أحب أن يُعرف اسمي فقط بصفتي زوج رحمة رياض.. هي لم تُعرفني على أي منتج".
حين سُئل عمّا ينقصه في حياته، أجاب ألكسندر بشفافية "ينقصني أن أكون مستقرًا في مكان واحد، وسط كل أصدقائي الذين نشأت معهم، ومع عائلتي... أنا مشتت بين أميركا والعراق. أهلي وأصدقائي في أميركا، وزوجتي وعائلتها في العراق. حلمي أن أجمعهم جميعًا في مكان واحد".
كما كشف أنه كتب مسلسلًا يحمل تركيبة درامية تمزج بين العالمين العربي والأمريكي، مؤكدًا أنه سيكون عملًا لافتًا سيُحدث "ضجة كبيرة".
وأعرب ألكسندر عن امتنانه لأربع نِعم لا تُقدّر بثمن "الصحة، والإيمان، وابنتي، وشغلي"، مشيرًا في المقابل إلى أن الاستقرار الجغرافي لا يزال مفقودًا في حياته.
روى علوم جانبًا من طفولته المعجونة بالخوف والمجهول، قائلاً إنه وُلد عام 1985 في محافظة بابل العراقية، وغادر العراق مع والده في عمر الخامسة بعد الغزو العراقي للكويت، هاربًا من أحكام الإعدام التي كانت تهدد والده بسبب تخلّفه عن الخدمة العسكرية.
واستقرت عائلته في مخيم رفحاء بالسعودية، حيث عاش ألكسندر هناك طفولة قاسية دامت أكثر من سنتين، قائلا: كنا نلعب حفاة في الصحراء، لا كهرباء، ولا ماء. كانت تجربة صعبة، ما أتمنى حد يمر بيها، لكنها قوتني. ثم نُقلت العائلة لاحقًا إلى الولايات المتحدة بصفتهم لاجئين.
ولم تخلُ حياة ألكسندر علوم من الخسارات المؤلمة، إذ فقد شقيقته خديجة أثناء رحلة الهروب إلى السعودية بسبب الجفاف، كما رحل شقيقه أمجد فجأة وهو في عمر الـ20. تحدث عنه قائلاً: "كان حزام ظهري.. وفاته غيّرت حياتي بالكامل. قررت أعيش للحياة، ولأهلي، وأحول ألمي لدافع".
من أقسى محطات حياته كان فراق والدته لمدة 13 سنة بسبب ظروف الحرب وإغلاق الحدود. عاش في أميركا برفقة جدته (والدة والده)، التي تولت دور الأم، قائلاً "كنت أشوف الأطفال مع أمهاتهم وأسأل نفسي: ليش أنا مو مثلهم؟".
وأشار إلى أن والدته كانت تزور أقاربها في محافظة أخرى حين غادروا العراق، ولم تستطع اللحاق بهم، وظلت قطيعة التواصل قائمة حتى سقوط النظام عام 2003.
استعاد ألكسندر لحظة درامية مرّ بها في عام 2024، فقد توفيت جدته في الوقت نفسه الذي كانت فيه زوجته تلد ابنتهما عالية، واصفًا المشهد المؤلم: كنت بين المستشفيين... زوجتي تلد، وجدتي تحتضر.. قلبي كان ممزقًا، فقدت حضن أمي الحقيقي في لحظة المفترض تكون من أسعد لحظات حياتي.
واختتم علوم حديثه بإشارة وجدانية إلى تعاطفه مع قضايا اللاجئين، خاصة الفلسطينيين، قائلاً: أشوف نفسي فيهم.. أنا كنت لاجئ، وكنت واحد منهم. اللي مرّيت بيه خلاني أحس بمعاناتهم.
وأشار إلى أنه عاش حياة صعبة، فقد كان يعمل سائق أوبر، كما عمل في مطعم إيطالي، وأن بداية دخوله للتمثيل من خلال عمله مساعد إنتاج التي بدأ منها خوض هذا المجال، وأنه كان يحب مشاهدة الممثلين.