تمكّنت حملة المساندة والدعم الدولية التي حظيت بها أم أميركية قتلت ابنتها، من وقف قرار إعدامها قبل تنفيذه بساعات قليلة، إثر قرار إنزال هذه العقوبة بها بعد محاكمة أحدثت بلبلة.
وقالت صحف أميركية إن محكمة استئناف في تكساس أوقفت حكم الإعدام بحق المتهمة ميليسا لوسيو Melissa Lucio، الإثنين، وذلك قبل 48 ساعة من تنفيذه، بسبب مقتل ابنتها.
وتصدرت نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان حملة الدعم والمساندة التي طالبت بالرأفة بحق المتهمة، وهي أم لأربعة عشر ولداً، كما تخطت هذه الحملة حدود أميركا.
وتفاعلت كارداشيان Kim Kardashian مع قرار تعليق تنفيذ الحكم بإعدام المرأة، وعلقت "أفضل خبر على الإطلاق".
ورغم تعليق قرار إعدام الأم المكسيكية الأميركية إلا أنها ما تزال لغاية الآن في عنبر الإعدام.
وبحسب ما نصت عليه الوثائق القضائية المتعلقة بالقضية، فإن محكمة أخرى في تكساس تتولى النظر في طلبات وكلاء الدفاع عنها، وقال محامو ميليسا لوسيو، إنها "بكت ولم تعد قادرة على الكلام" عند تبلغها القرار.
وعلقت ميليسا التي تدافع عن براءتها منذ 15 عاما فيما بعد في تصريحات صحافية "أشكر الله على حياتي"، مضيفة "أنا ممتنة للمحكمة لمنحي فرصة العيش وإثبات براءتي والحصول على المزيد من الوقت لأكون أماً لأولادي وجدة لأحفادي". وقالت شقيقتها سونيا فالنسيا إن عائلة ميليسا باتت في انتظار عودتها إلى المنزل.
وأضافت وكيلتها المحامية فانيسا بوتكين في مؤتمر صحافي، أن وقف تنفيذ الحكم "خطوة أولى نحو محاكمة جديدة لها، لكنه لا يعني أن قراراً اتُخذ بإجراء هذه المحاكمة"، إذ لا تزال دونها مراحل عدة.
وشدد وكلاء الدفاع عن ميليسا لوسيو على وجود أدلة علمية جديدة تكفل تبرئتها، وأن شهادة زور أدت إلى إدانتها. ويصف المتعاطفون معها مقتل ابنتها ماريا بأنه حادث وليس جريمة قتل.
وحول تفاصيل القضية، فقد عُثر على ابنتها ماريا البالغة سنتين ميتة في منزلها عام 2007، مع آثار كدمات تملأ جثتها، بعد أيام من سقوطها على السلالم. وكانت حياة ميليسا لوسيو، الأم لاثني عشر طفلا والحامل بتوأمين، مطبوعة حينها باعتداءات جسدية وجنسية وبإدمان المخدرات وظروف غير مستقرة. واشتُبه على الفور بضلوعها في ضرب الطفلة.
وكانت لوسيو قد قدمت اعترافات "صدرت بالكامل تحت الضغط"، بحسب سابرينا فان تاسيل مخرجة الفيلم الوثائقي الناجح "ولاية تكساس ضد ميليسا" (The State of Texas vs. Melissa) سنة 2020 والداعمة للأم الأميركية.
وذكرت لوسيو للمحققين "أعتقد أنني فعلت ذلك"، ردا على سؤال بشأن سبب وجود الكدمات.
ويندر تنفيذ حكم الإعدام في حق نساء في الولايات المتحدة، واقتصر عدد هذه الحالات على 17 منذ العام 1976، عندما أعادت المحكمة العليا العمل بعقوبة الإعدام، وفقًا لمركز المعلومات عن عقوبة الإعدام. وتعتبر تكساس الولاية الأكثر إعداماً للنساء إذ بلغ عددهن 6.
وفي حال إعدام ميليسا لوسيو، ستكون أول امرأة من أصل لاتيني تنفذ في حقها هذه العقوبة في تكساس.