قد يظهر فرط التصبغ في مناطق متفرقة من الوجه، لكنه يكون في بعض الحالات أكثر وضوحاً حول الشفاه. وبينما تلجأ العديد من النساء إلى وصفات منزلية للتعامل مع هذه البقع، يبقى العلاج تحت إشراف طبيب الأمراض الجلدية الخيار الأكثر أماناً وفعالية للحصول على نتائج واضحة وطويلة الأمد.
لا يُعدّ السواد أو فرط التصبغ حول الشفاه والفم مشكلة خطيرة بحد ذاته، لكنه قد يكون أحياناً دليلاً على مشكلات صحية خفية أو نتيجة لعادات يومية غير صحية. هذا التغيّر في لون البشرة يسبب انزعاجاً واضحاً للمرأة ويدفعها للبحث عن حلول فعالة. لكن قبل اللجوء لأي علاج، سواء كان تجميلياً أو طبياً، من الضروري فهم الأسباب الحقيقية وراء ظهور هذه البقع الداكنة.
من المعروف أن الجلد يحصل على لونه الطبيعي من صبغة الميلانين. لكن قد يعاني الجلد من بعض التغيرات فتؤدي الى ظهور الصبغات بشكل واضح. هذا الأمر تواجهه بعض النساء تحديداً الحوامل او المدخنات. كما تعود المشكلة لبعض الأسباب الصحية الأخرى التي قد تعاني منها المرأة. إليك أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور السواد حول الشفاه والفم:
خلال فترة الحمل، تمر المرأة بتغيرات هرمونية تؤثر بشكل واضح على بشرتها، وأحد أبرز هذه التأثيرات هو ظهور الكلف. يُعرف الكلف بأنه بقع داكنة بنية أو رمادية تظهر عادة على الوجه، خصوصاً في مناطق مثل الشفة العليا، الذقن، الخدين، الأنف، والجبهة. وقد يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تفاقم هذه التصبغات وزيادة وضوحها.
كما أن الكلف لا يقتصر على الحمل فقط، بل قد يظهر أيضاً نتيجة تناول حبوب منع الحمل بسبب اضطراب الهرمونات. في معظم الحالات، يُنصح بالانتظار حتى ما بعد الولادة للبدء بالعلاج، سواء باستخدام الكريمات المخصصة لتفتيح التصبغات أو عبر جلسات الليزر تحت إشراف طبي.
إلى جانب موانع الحمل التي قد تؤدي إلى ظهور الكلف، هناك أنواع أخرى من الأدوية يمكن أن تُحفّز فرط التصبغ في البشرة. من أبرز هذه الأدوية، نذكر بدائل الهرمونات مثل الإستروجين، وبعض المضادات الحيوية كدوكسيسيكلين، بالإضافة إلى أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة في حالات مرضية معقدة.
إذا لاحظتِ تغيّرات في لون بشرتك أثناء تناول أي من هذه العلاجات، من المهم إبلاغ طبيبك المختص، ليُقيّم الحالة ويقترح خطة علاج مناسبة بعد التوقف عن الدواء أو بالتوازي مع العلاج، حسب الحاجة.
يُعد التعرض المباشر والمفرط لأشعة الشمس، أو استخدام أجهزة التسمير الاصطناعي، من أبرز العوامل التي تسهم في ظهور البقع الداكنة حول الشفاه. كما أن التقدم في العمر يزيد من حساسية البشرة لهذه التصبغات نتيجة التغيرات الطبيعية في إنتاج الميلانين.
إغفال منطقة الفم عند تطبيق واقي الشمس يُعد خطأ شائعاً، وقد يجعلك أكثر عرضة لفرط التصبغ في هذه المنطقة الحساسة. لذا احرصي على وضع الواقي الشمسي بشكل متساوٍ على كامل الوجه، بما في ذلك حول الفم، وتجنّبي التعرض الطويل لأشعة الشمس، خاصة خلال ساعات الذروة.
في بعض الحالات، تعكس التغيرات التي تظهر على الجلد نقصاً في عناصر غذائية أساسية، مثل فيتامين D وفيتامين B12. وقد يؤدي هذا النقص إلى ظهور تصبغات أو اسمرار ملحوظ حول الشفاه. من المهم عدم الاعتماد على التخمين، بل استشارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج المناسب قبل البدء بأي مكملات غذائية.
لا تقتصر أضرار التدخين على الصحة العامة، بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على مظهر البشرة ونضارتها. فالنيكوتين ومادة البنزبيرين الموجودة في دخان التبغ تُحفّزان إنتاج الميلانين في الجلد؛ ما يؤدي بمرور الوقت إلى اسمرار الشفاه وظهور التصبغات حولها.
الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن من خلال اتباع نصائح الأطباء والاستعانة ببرامج الدعم المناسبة؛ مما يُحدث فرقاً كبيراً في صحة بشرتك وجودة حياتك.