يستعمل صانعو الضحك عادة طريقة مجربة لاستثارة الضحك عند جمهور الدراما، فكيف إذا كانت مصاغة بحرفية كبيرة مشغولة بلغة خاصة لاتخلو من عنصر المفاجئة، ذلك العنصر المحوري في صناعة الضحك.
ومما لاشك فيه فإن الكوميديا تزدهر في زمن السواد أو اللون الواحد القاتم، فهي مواجهة وانتصار على واقع قاتم أسود في أغلب الأحيان وكأنها نافذة أمل وتنفيس حقيقي بعيداً عن الاختناق الذي نعيشه.
بديهي أن يطلق على أي تهكم أو موقف يحمل مفارقات تثير الضحك، اسم "نكتة"، إلا في سوريا لأن الكوميديا سوداء بامتياز، لم تعد تقتصر على النكتة السياسية التي تولد من رحم الخيال، فالواقع على الأرض السورية يثبت أنه لطالما كان أغنى من الخيال، حتى باتت كوميديا الموقف تولد من رحم أكثر المواقف رعباً وأشدها يأساً وعنفاً.
وهذا الموسم الرمضاني نلاحظ أن الثقل في الأعمال الكوميدية، يرتكز على "بقعة ضوء" الكوميديا السوداء الذي امتد خلال أحد عشر جزءاً، وقدّم خلالها ألف لوحة كوميديّة.
وفي جزئه الحالي، يجتمع أكثر من مئة فنان في نحو 70 لوحة، من إنتاج شركة سما الفن، وإخراج سيف الشيخ نجيب
كما يبتعد بقعة ضوء في جزئه الـ12 عن الأزمة من دون أن يتجاهلها، من خلال لوحات اجتماعية ناقدة بطريقة لطيفة كوميدية ساخرة، ويضم العمل كل من أمل عرفة، وأيمن رضا، وعبد المنعم عمايري، وجرجس جبارة، وصفاء سلطان، وفادي صبيح، وبشار اسماعيل، ونزار أبو حجر، وفوزي بشارة، وآخرين.
وأيضاً هناك "الطواريد" الفانتازيا الكوميدية وهو مسلسل بدوي مصبوغ بالكوميديا في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى الأعمال البدوية في عالمنا العربي.
وهو من إخراج مازن السعدي وسيناريو الكاتب مازن طه وإنتاج كلاكيت، وتدور أحداثه حول قبيلة الطواريد والتي يتزعمها الشيخ طرود الذي كان قبل ثلاثين عاماً، قد عثر على طفلين هما خلف ومهاوش وأمر نساء القبيلة بإرضاعهما، لتتحول عملية الإرضاع تلك إلى عائق أمام زواج خلف ومهاوش بعد ثلاثة عقود.