ماذا لو اخترق الطفل علاقة أهله الحميمية؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
7 مارس 2016,1:44 ص



اعتبر  الاختصاصي في علم النفس العيادي والتوجيه العائلي والجنسي الدكتور نبيل خوري أنّ اقتحام الطفل لحميمية  أهله لأمر شائع جدًا ، بخاصة عند الأهل الذين لا يأخذون الاحتياطات اللازمة لتفادي تلك الحوادث.
ولفت الدكتور نبيل خوري - في حديث خاص ل"موقع فوشيا"- أنّه في حال شاهد الطفل لبعض تلك الاعمال الحميمية ،  لا بدّ من أن يُؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار وملاحظة الحالة العاطفية التي  يمرّ بها بعد المشهدية التي حضرها  ومعرفة كيفية التعامل معه وفقا لجنسه وعمره . فالطفل في الرابعة أو السادسة من عمره  يجب اعلامه  أنّ والداه يمارسان كل أشكال الحب والعاطفة ، وما هذه الأساليب سوى محاولة لاثبات مدى حبهما لبعضهما البعض . في حين ان كان يتراوح عمره بين السبع والتسع سنوات  لا بدّ من اعلامه أنّ هناك حالة من العاطفة بين والديه تقوم على المداعبات والقبلات وغالبا ما يضحكان معا، وما هذه الحالة الا رغبة والده  مداعبة والدته فكان الوضع الذي شاهده .
وأكد أنّ الأهم  هو ألا يثار مثل تلك المواضيع مع الطفل بطريقة  تحمل في طياتها العتاب والملامة وما يرافقها  من القساوة اللغوية، ولا بدّ للأهل من أن يكونوا  لطفاء في التعامل معه وشرح كيفية التعاطي مع الأمر بطريقة لبقة تتناسب مع حجم ذكائه وقدراته الادراكية والتحليلية  ، حيث من المستحسن عدم ولوج الموضوع أكثر من مرة ، وطرح  الفكرة انطلاقا من قواعدها الاساسية العامة  وانتظار تساؤلاته  ليتمّ الاجابة عليها بطريقة ذكية وعلمية.
وأضاف خوري أنّه: في حال لوحظ أيّ  تبدل  قد طرأ على تصرفاته-  سواء أكان من خلال النزوع الى العنف أو محاولات التجربة -  فلا بدّ من التنبه الى خطورة هذا الموضوع، واعلامه أنّ جسمه ملكه، لا بدّ من المحافظة عليه وعدم السماح لأحد بلمسه.
كما لفت الى أنّه في حال مشاهدة الطفل لمثل تلك الأمور من دون معرفة فحواها، ما يدفعه الى  التبصّر والاختبار الذاتي، عند ذلك تبدأ خطورة التعاطي مع اعضائه التناسلية وعدم تفهم جدواها او دورها فيصعب على الاهل شرح هذه المكنونات قبل اوانها  بخاصة  في حال ظهور بوادر ارق او اضطراب سلوكي  ، ما يترتب عليهم اللجوء الى معالج نفسي يتبنى تبسيط هذه الامور وشرحها بشكل يبعد الطفل عن التعقيد و الانماط الفكرية  التي لا تتناسب مع عمره.
وختم الدكتور نبيل خوري حديه بالقول :" الانعكاس على تصرفات الطفل تتمحور حول انزلاقه بحب التجربة  أو أذية الاخرين من قاعدة التماثل، لذلك لا بدّ  من  التواصل  الدائم بينه وبين أهله ما يمكنه من تفجير كوابته وطرح الاسئلة التي تجتاح مخيلته من دون ان يُفسح له بالتمادي في  طرح الاسئلة".

google-banner
foochia-logo