سواء كنت تسعين للحمل منذ فترة طويلة أو ترغبين في تجنب الحمل بشتى السبل، فإنك قد تفاجئين بحدوث ما يعرف بـ "الحمل الكيميائي". وبينما قد يبدو هذا المصطلح علميا إلى حد كبير، فإنه في الواقع حمل حقيقي للغاية ولكنه لا يدوم طويلا نتيجة لعدم نمو الجنين.
لذا في حال أخبر الطبيب المرأة بأن لديهما حملا كيميائيا، فعليها أن تكون مطلعة على بعض المعلومات التي تفسر لها معنى ذلك الحمل وما الذي يحدث لجسمها خلال تلك الفترة.
بينما يحدث الحمل ويكتمل بشكل طبيعي لدى كثير من النساء، بدءا من مرحلة تخصيب البويضة في قناتي فالوب مرورا بتحول البويضة إلى جنين وانتهاء باكتمال نمو الجنين ثم الولادة، فإن ذلك السيناريو ليس ما يحدث دائما، وهناك حالات لا يكتمل فيها الحمل.
والحقيقة أن بعض النساء ينتهي بهن الحال إلى حدوث إجهاض، يعرف غالبا بالإجهاض التلقائي، وهناك حالات يجهض فيها الجنين وهي الحالات التي تعرف بالإجهاض المستحث، وهناك حالات أخرى ينتهي فيها الحال بالنساء إلى ولادة أجنة ميتة.
ومقابل ذلك، توجد حفنة من الحالات التي لا يتجاوز فيها الحمل الأسابيع القليلة الأولى، وهي الحالات التي تعرف علميا بـ "الحمل الكيميائي"، أو الفقدان المبكر للحمل.
حين يحدث إجهاض خلال الأسابيع الخمسة الأولى من الحمل، فحينها يعرف بـ "الحمل الكيميائي". ويسمى هذا الفقدان المبكر جدا للحمل على اسم الهرمون الذي يفرزه الجنين لإثبات ايجابية اختبار الحمل، وهو الهرمون الذي يعرف اختصارا بـ hCG.
وأشار باحثون إلى أن الجنين يتشكل وربما ينغرس في جدار الرحم بهذا الحمل الكيميائي لكن نموه يتوقف بعدها. وما إن يتوقف نمو الجنين حتى تبدأ مستويات هرمون hCG في التراجع، وهو ما قد يحدث في وقت مبكر جدا ربما قبل أن تعرف المرأة نفسها أنها حامل. لكن لا يكون لذلك أثر على فرص إكمال المرأة حملها بشكل صحي.
وقال باحثون من جمعية الحمل الأمريكية إن الحمل الكيميائي يمكن أن يتأثر بالتشوهات الوراثية، الهرمونات غير المتوازنة، الانغراس غير السليم وانخفاض وزن الجسم.
وأضاف الباحثون أن المرأة قد تعلم بوجود حمل كيميائي حال تعرضها لتقلصات وقت الدورة أو حال كانت دورتها أكثر غزارة من المعتاد. لكن كثيرا من النساء لا يعرفن أنهن يتعرضن للإجهاض أو أنهن حتى حوامل لأنهن قد يتصورن بالخطأ أنها دورة عادية. لذا يُنصَح في مثل هذه الحالات بضرورة الرجوع للطبيب المختص للفحص والعلاج.