header-banner

لماذا نجد بعض الأشخاص مزعجين بشكل لا يمكن تفسيره؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
24 أكتوبر 2022,5:23 ص

هل حصل معك أن شعرتِ أن شخصا ما مزعج، دون أن تعرفي السبب؟
هذا الإحساس جرّبه الكثيرون. جار نراه مزعجا لكنه في الواقع شخص محبوب من الآخرين. شخص ما في مجموعة من الأصدقاء يضايقك دون سبب واضح. إنها تجربة شائعة لكنها ما تزال محيرة، خاصة إذا كنت الوحيدة في مشاعرك تجاه شخص معين.
خبراء علم النفس في موقع "ريليشن شيبس"، لهم في هذا الموضوع ما يقولونه.

العثور على التوافق المثالي


تقول الدراسة إن التوافق يعني علميا أن كلا منا يرتبط بمن يتوافق معه. بمعنى أن الأمر أشبه بقطعة محددة، وأن البحث الحاصل يوميا هو عن قطع (أشخاص) تناسب نموذجنا.
فكل منا لديه نموذج للعلاقات ونحن نبحث عن الأشخاص المناسبين لنموذجنا. وقد تطور هذا النموذج بناءً على تجارب الطفولة المبكرة بالإضافة إلى علاقاتنا كبالغين، وهو يرشدنا للتواصل مع الأشخاص الذين يناسبون احتياجاتنا وتوقعاتنا وتجنب الأشخاص الذين يجعلوننا نشعر "بعدم الأمان".
أحيانا يتعارض الشخص مع نموذجنا، وهذا ما يجعله مزعجا لنا.

الحضور العاطفي





وتصف الدراسة الحضور العاطفي بأنه مفهوم أثبتته أبحاث في علم النفس تشير إلى أن بعض الأشخاص يجعلون الآخرين يشعرون بالراحة بشكل طبيعي، بينما بعضهم الآخر يجعلوننا نشعر بالخوف. وبدوره يثير الحضور العاطفي شعورا جيدا لدى الآخرين، لكن "جانب الظل غير الواعي" لدينا يجعلنا لا نرغب في الاعتراف بالحضور العاطفي للشخص الآخر. وفي هذا ما يفسر لماذا قد تنفرين من شخص يراه الاخرون مقبولا.

الجانب غير الواعي لدينا (جانب الظل)


ليست فقط نقاط الاختلاف هي التي يمكن أن تثير الانزعاج من شخص ما. يمكن أن يحدث الشيء نفسه إذا كانت لدينا سمة موجودة في الآخرين وكنا لا نحبها. ولذلك فإن نظرية "جانب الظل" هي النظرية الأكثر شهرة حول اللاوعي الجماعي. فهي تشير إلى جزء منا لا نحب الاعتراف به، لأننا نخجل منه، أو نتمنى ألا يكون لدينا.
وعندما نرى هذا الجزء في أشخاص آخرين، فإننا نكره الشخص الذي يظهر لنا "ظلنا"، ويمكن أن يساعدك على فهم نفسك أكثر عند الاعتراف بهذه الاستجابات اللاواعية لأشخاص آخرين.

فقط هو لطيف جدا


الأمر الأصعب عندما يكون شخص ما لطيفا جدا، ومع ذلك نشعر بأننا لا نطيقه، لكن الأمر من الناحية النفسية منطقي. إذ غالبا ما يجعلنا اللطف الزائد نشك في صدق الأفعال؛ ما يجعل من الصعب التواصل معهم على مستوى أعمق.
إذا وجدت نفسك تشعرين بالضيق من شخص "لطيف للغاية" يحبه الجميع، فقد ينبع ذلك من أحد أمرين: إما أنك تمتلكين نظرة ثاقبة قادرة على معرفته على حقيقته، أو أنك تشعرين بالغيرة. الناس لا يحبون الاعتراف بذلك ولكن قد يكون الأمر مزعجا حقا عندما يكون شخص ما محبوبا من الجميع.

تقبلي الاختلاف


خلاصة التقرير أنه من شبه المستحيل ألا نصادف أشخاصا يثيرون الضيق فينا، حتى لو لم نتمكن من تحديد السبب. إن القبول بشخصيتنا الفردية يعني أنه يمكننا قبول الأشخاص كما هم واحترام تفّردهم. وكونك الشخص الوحيد الذي يجد شخصا آخر مزعجا يمكن أن يشعرك بالوحدة وعدم الاستقرار.
للتعامل مع ذلك، من الضروري أن نقبل الاختلاف وأنه لا يمكن أن نحب كل شخص. لكن القبول مهم جدا لأننا عندما نتصالح مع فرديتنا، يمكننا أن نبدأ في قبول الأشخاص كما هم، وفي احترام خصوصيتهم.
google-banner
footer-banner
foochia-logo