أظهرت دراسة علمية أخيرة أن ارتقاء أي امرأة أو رجل سويّ بشخصيته لتصبح كاريزمية ليس بالأمر المستحيل، إن توفرت الإرادة والوعي والقدرة على البرمجة.
وتعبير الشخصية الكاريزمية مشتقّ في الأصل من الكلمة اليونانية (Charis) التي تشير إلى "القوة أو الموهبة الممنوحة إلهيا". لكن التعريف السيكولوجي الراهن للشخصية الكاريزمية هو أنها التي تمتلك مهارات اجتماعية وقيادية. هم أشخاص لديهم الدفء والكفاءة التي تقنع الآخرين وتُعاملهم باحترام.
أصحاب هذه الشخصية أشخاص ودودون وجديرون بالثقة. كما أن لديهم دراية بنقاط قوتهم ونقاط ضعفهم تساعدهم على تنمية شخصية أكثر جاذبية تؤثر في الناس.
وتحدد الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية "ساينس اوف بيبل" صفات الشخصية الجذابة بمجموعة من المؤشرات السلوكية الرئيسية، بينها:
وهو الدراية بمهارات التعامل مع الآخرين والقدرة على استغلال نقاط القوة وإخفاء العيوب. يمكنك اكتساب الوعي الذاتي من خلال ممارسة تركيز الذهن الكامل.
وهو أن يكون الأشخاص متفهمين يبدون الاهتمام، ويتسمون بالتفاؤل والحماس اللذين ينقلان الدفء. ويمكنك تعزيز الدفء بسهولة حين تشعرين بالاسترخاء والراحة والقدرة على التواصل مع الآخرين اجتماعيا، كما تقول الدراسة.
تمتلك الشخصية الكاريزمية مزيجا من الكفاءة والقوة والذكاء والقدرة على القيادة وإنجاز الأمور. وأفضل المهارات هي تلك التي تجمع التوازن الصحيح بين الدفء والكفاءة.
لغة الجسد المسترخية والمنفتحة توحي بالمزيد من الثقة وتنال إعجاب الآخرين، وبالتالي تعزز الكاريزما. كما أن استخدام اليدين عند الحديث يجذب الناس و يوحي للآخرين بالراحة.
عادة ما يتفهم أصحاب الشخصية الجذابة المكان الذي يشعرون فيه بأنهم قادرون على إظهار أفضل ما لديهم، والمناسبات والأحداث التي يفضلون مقابلة الناس فيها.
تستمع الشخصية الجذابة بانتباه إلى كل كلمة يقولها الآخرون أثناء تبادل الحديث؛ ما يجعل المتحدث يشعر أنه الشخص الأكثر أهمية، أو أنه شخص مميز.
غالبا ما تتحدث الشخصية الكاريزمية بطريقة مرحة للتغلب على تحفظات الآخرين؛ فالناس تحب ذلك الارتياح الذي يجلبه التواصل المرح في المواقف غير المريحة. ومعروف أن المرح مهارة اجتماعية أساسية.
هذا يعني أنها ليست شخصية تفاعلية أو اندفاعية ولكنها عفوية. يمكنك تنمية ضبط النفس عن طريق الانضباط في بقية حياتك، مثل ممارسة الرياضة، والاعتناء بالحديقة، والنوم مبكرا، حيث كلها طرق لتدريبك على الانضباط.
الشخصية الكاريزمية تعامل الجميع بنفس الدفء والتهذيب بغض النظر عن وضعهم. هذه سمة محبوبة بشكل كبير.
الحفاظ على التواصل البصري مع الآخرين يوصل لهم الثقة والاهتمام. يجب أن تكون النظرة طبيعية لكن مباشرة، مع الحرص على عدم المبالغة في التحديق؛ لأن بعض الأشخاص لا يحبون التواصل البصري.
القادة الأكثر جاذبية ينشرون الثناء على زملائهم، ويشيدون بجميع الأشخاص والجهات التي دعمتهم ويفعلون ذلك في كل فرصة ولا يتحدثون بشكل سلبي عن الآخرين.
تذكّر أسماء الآخرين يجعلكِ أكثر قابلية للتذكر أيضا. إذا كنت تواجهين مشكلة في تذكر الأسماء، فجرّبي ربط الأسماء بأشياء تجعل من السهل عليك أن تتذكريها.
وتشير الدراسة الى أن الكاريزما يمكن أن تكون سمة شخصية تحصلين عليها من خلال إتقان مجموعة من المهارات الاجتماعية، إليك بعضها:
· واجهي من يتحدث معك وحافظي على تواصل بصري مريح، وأظهري اهتماما حقيقيا.
· انتبهي للغة جسد الطرف الآخر، مثل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت وحركات اليد.
· لا تقاطعي محدّثك. المقاطعة تدل على قلة الاحترام وعدم الإنصات.
· استمعي دون إصدار أحكام، ولا تفترضي معرفة ما سيقوله الشخص.
· تجنبي التخطيط لما ستقوليه، فأنت لا يمكنك الاستماع والاستعداد في الوقت نفسه.
· أظهري أنك تستمعين من خلال لغة الجسد الإيجابية. لا تنظري إلى الساعة وتجنبي فحص هاتفك.
· لا تقدمي نصائح غير مطلوبة، غالبا ما يكون الاستماع باهتمام أكثر فائدة من تقديم النصائح.
· اطرحي أسئلة للتحقق من أنك فهمت بشكل صحيح، هذا سيجعل الشخص يشعر بالتقدير، ويساعدك على الاستمرار في التركيز.
أخيرا؛ عادة ما توصف الشخصية الكاريزمية بأنها مغناطيسية ومقنعة، ولديها حضور ملحوظ، بالإضافة إلى كون أصحابها دافئين ويثق بهم الناس. إذا كنت تشعرين أنك تفتقرين للكاريزما يمكنك إصلاح ذلك، والتعرف على المهارات الاجتماعية التي عليك إتقانها.