header-banner

هل وجدتْ أفلام المهرجانات المستقلة ضالتها عبر المنصات؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
15 سبتمبر 2022,8:00 ص

يهتم المشاهد بالأعمال التي تعرض في صالات السينما، كونها تتنوع بين الكوميديا والآكشن والرعب وغيرها، فصنّاعها يستهدفون أكبر نسبة من الجمهور لتحقيق الأرباح، في الوقت الذي ينادي فيه بعضهم بعرض أعمال ذات قيمة ومن واقع الحياة.. ولكن "لا حياة لمن تنادي".

العديد من الأعمال السينمائية لا تلقى رواجا جماهيريا رغم أن محتواها في الغالب من واقع المجتمع ويلامس الكثيرين، إلا أن تلك الأعمال لا تجد الدعاية الكافية للوصول إلى المشاهد؛ لأنها صنعت بميزانية محدودة، على الرغم من أن بعضها يعرض في المهرجانات السينمائية، أملا في الحصول على جائزة أو درع يوضع في خزانة صنّاعها.

الأفلام المستقلة والمنصات



هذه الأعمال يطلق عليها مصطلح (الأفلام المستقلة)، أي التي لا تتسم بالعنصر التجاري، فأغلبها وجد طريقه لجمهور المهرجانات فقط، بسبب الميزانية المتدنية.

ورغم أن بعض الأفلام تعرض في صالات السينما، إلا أنها لا تستمر طويلا كالأفلام التجارية الأخرى، ومن هنا وجدت الأفلام المستقلة نفسها أمام خيار واحد، وهو العرض عبر المنصات الرقمية التي لاقت رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة.

ما سبب عدم انتشار الأفلام المستقلة؟

في السطور التالية، استطلعت "فوشيا" آراء النقاد حول السبب وراء عدم وصول الأفلام المستقلة للجمهور بالشكل المطلوب، وما تمثله المنصات الرقمية من نافذة لها كي تلقى ضالتها في المنافسة، إضافة إلى معرفة ما ينقصها من عوامل لتستطيع مواكبة نظيرتها السينمائية التجارية.

حذار من المنصات غير المرخصة

قال الناقد السينمائي أحمد سعد الدين، إن المنصات الرقمية تُقبل على عرض الأفلام المستقلة؛ لأنها حققت نجاحا كبيرا في المهرجانات المحلية والدولية وحصلت على جوائز، خاصة أنه لا يوجد وقت لعرضها في السينمات بسبب أزمة التوزيع، ومن هنا يكون من الطبيعي عرضها عبر المنصات التي تبحث عن عرض أعمال مستقلة ناجحة، فبعض المنصات يدخل في عملية إنتاج الأعمال الفنية.

وتابع سعد الدين أنه لا يمكن الجزم بأن المنصات الرقمية تنافس بقوة بعرض الأفلام المستقلة؛ لأن بعضها لا يمتلك شهرة وعدد مشتركي "نتفليكس" و"شاهد" و "osn"، كما أن عددا كبيرا من المنصات غير المعروفة تأخذ الأفلام منسوخة وتعرضها دون وجه حق.

وشدد أحمد سعد الدين، على ضرورة تقييم المنصات للأعمال الفنية قبل عرضها، فربما يروج الفيلم لعادات مرفوضة في العالم العربي، كالمثلية الجنسية.

تسليط الضوء على المواهب




قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن المنصات تمثل نافذة للمبدعين تارة والمدعين تارة أخرى، فالمدعون يطرقون الأبواب أملا في الوصول إلى الجمهور، دون وجود موهبة تمثيلية حقيقة، إلا أن المنصات تعد نافذة إيجابية للمبدعين.

وأوضح "الشناوي" أن عرض 5 أفلام عربية عبر منصة "أفلامنا" هذا الشهر أمر إيجابي حتى في حال وصل اثنين منها فقط للمتلقي.

وبين الناقد المصري، أن المنصات ستحرك المياه الراكدة، من خلال الاهتمام والتركيز على الموهوبين، إضافة إلى أنها ستعيد أسماء فنانين للظهور مجددا بعدما اختفوا، كما حدث في مسلسل "منعطف خطر" الذي أعاد أحمد ماهر إلى التمثيل بعد غياب سنوات، ومسلسل "الليلة واللي فيها" الذي أعاد زينة وسماح أنور، وكشف عن موهبة أبي يوسف.

وأكد الشناوي، أن هذا لا يعني أن كل ما تعرضه المنصات "عظيمًا"، لكن لو وصلنا إلى نسبة 25% منها جيد، فهذه نسبة جيدة.

كما رأى الشناوي أن السوشال ميديا ستساهم في دعم الأفلام المستقلة من خلال الدعاية، مؤكدا أن الجمهور هو الذي يصنع دعاية المنصات في الفترة الحالية، وذلك عند الحديث عنها في مواقع التواصل الاجتماعي.

الحاجة إلى نجم جماهيري

من جانبها، أشارت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، إلى أن المنصات الرقمية ستكون دافعا قويا لوصول الأفلام المستقلة للجمهور؛ لأنها تلعب دورا عظيما في الدراما.

وقالت خيرالله إن طاقم العمل عادة ما يعمل بجد على الأفلام المستقلة، لهذا تشارك في المهرجانات وتحصل على جوائز، إلا أنها لا تلقى السينمات التي تستقبلها أو ترحب بها، وفي حال رحبت بها فإنها لا تلقى الاستمرارية.

وأضافت الناقدة المصرية، أن الأفلام المستقلة لا تصل إلى شريحة كبيرة من الجمهور؛ لأنها ليست تجارية، ولا تحظى بظهور نجوم معروفين، لذلك تحتاج إلى دعاية جيدة، على الرغم من أن مشاركتها في المهرجانات الضخمة تعد أكبر دعاية لها، لكن نجومها ليسوا جماهريين؛ وهو ما يمثل أزمة حقيقية.

google-banner
footer-banner
foochia-logo