نحاط في بعض الأحيان ببعض الأشخاص السامين، الذين لا يشغلهم سوى استنزاف غيرهم ذهنيا وعاطفيا، وهو ما يؤثر علينا بطبيعة الحال، ويفقدنا قدرا كبيرا من تركيزنا.
والحقيقة أنكِ مهما حاولت الحفاظ على طبعك الدؤوب في العمل وسلوكك الإيجابي، فإنك لن تقوي دائما على تخليص حياتك من هؤلاء الأشخاص السامين، الذين عادة ما يكون ضررهم أكثر من نفعهم، وهنا تظهر تلك الطريقة التي تعرف بطريقة "الصخرة الرمادية"، التي يسهل من خلالها التحكم بالضرر عند التعامل مع شخصيات صعبة.
ما هي طريقة "الصخرة الرمادية"؟
كان أول ظهور لتلك الطريقة على مدونة Unshakeable Calm، التي تديرها عالمة النفس، نادين فان دير ليندن، وهي أساسا عبارة عن وسيلة تمنع الناس السامين من تصعيد الموقف ضدك أو إثارتك والضغط عليك، وهي الأمور التي يميلون إلى عملها.
وتساعدك تلك الطريقة على الظهور بطابع ممل، رتيب وغير متفاعل، ومن ثم تثني الأشخاص السامين عن محاولة إثارتك واستفزازك، ليبحثوا عن آخرين يستهدفونهم بسلوكهم المتلاعب.
ولفتت فان دير ليندن بهذا الصدد إلى أن أفضل فرصة يمكن أن نحصل من خلالها على نتيجة صحية حال تعاملنا مع هؤلاء الأشخاص السامين هي تغيير طريقة استجابتنا معهم.
كيف يمكنك تطبيق طريقة "الصخرة الرمادية"؟
- التحضر قبل مواجهة الشخص السام والاستعداد لمواجهته على طريقته.
- التحدث إليه بنبرة صوت محايدة.
- التحدث معه عن الأشياء المملة.
- الحرص على عدم النظر إليه في عينه.
- الرد عليه بإجابات عامة ومقتضبة.
- عدم إخباره بأي تفاصيل عن خصوصياتك مثل ترقيتك في العمل، دراجة ابنك الجديدة، موعد جراحة حماتك، أو غير ذلك من الأمور الحياتية التي تصنف باعتبارها خصوصيات.
- عدم التفاعل معه عاطفيا.
ما الفكرة التي تعتمد عليها طريقة "الصخرة الرمادية"؟
الفكرة الأساسية هي أن الأشخاص السامين يتوقون للإثارة والدراما، ولو أنك ساعدتهم على ذلك، فسيتفاعلون معك وسيعتمدون عليك للإبقاء على الأمور مثيرة بالنسبة لهم، لكن إذا طبقت معهم طريقة الصخرة الرمادية، فلن يجدوا ما يدفعهم للدراما، وستفاجئين في الوقت ذاته من مدى السرعة التي سيفقدون بها اهتمامهم بك.
لكن يبقى الجزء الأهم في تلك الطريقة، وهو ضرورة ممارسة الطريقة والتحضير لها، لأنك ستتعاملين بموجبها على نحو مختلف وبشكل مغاير لطبيعتك؛ كي تتمكني من مواجهة هؤلاء الأشخاص السامين بطريقة تحررك من ضغوطاتهم ومحاولاتهم استنزافك.
متى يتعين عليك تجنب استخدام طريقة "الصخرة الرمادية"؟
مع أن تلك الطريقة قد تفيد في حمايتك من الأشخاص السامين بشكل مؤقت، لكنها لسوء الحظ ليست آلية تأقلم جيدة على المدى البعيد.
ويوصي الخبراء في الوقت نفسه بضرورة تجنب استخدام تلك الطريقة في المواقف التي قد تنطوي على بعض المخاطر الوشيكة، والأفضل في تلك الحالة، هو اتّباع نهج مباشر أكثر للتعامل مع الموقف، دون أن تعرضي نفسك للإيذاء، بأي صورة من الصور، لتقي نفسك كثير المشكلات لاحقا.
كما حذر الباحثون من مغبة استخدام تلك الطريقة باعتبارها إستراتيجية طويلة المدى لأنها قد تؤول في الأخير إلى التأثير بشكل سلبي على صحتك الذهنية والنفسية بشكل كبير.