شهدت الآونة الأخيرة طرح العديد من الأعمال الفنية الدرامية التي حققت نجاحا كبيرا بين الجمهور والتي جاءت تباعا عقب انتهاء موسم دراما رمضان الماضي 2022، كان عرضها عبر المنصات الرقمية التي شهدت طفرة كبيرة، وما زالت مستمرة في عروضها وإنتاجاتها خلال الفترة المقبلة.
ولوحظ أن الأعمال المطروحة تلقى رواجا كبيرا بين الجمهور، بالرغم من عدم عرضها على شاشات التلفزيون المعروف بأنه واسع الانتشار، فالمنصات ما زال لها جمهور خاص حتى الآن، لكنها لم تحظ باشتراك الجميع عليها، ومن بين تلك الأعمال: "بيروت 303، الثمانية، وش وضهر، ريفو" وغيرها من الأعمال.
وقال الناقد المصري نادر عدلي، إن دائرة انتشار أعمال المنصات تتسع يوما بعد الآخر لدرجة تجعلنا نؤكد أنها ليست قليلة الانتشار حاليا؛ إذ أصبح الاشتراك في بعض المنصات قليلا وفي متناول اليد وتقدم خدمات أخرى، مبينا أن ما أتاح الفرصة لظهور المنصات ونجاحها بشكل كبير الفترة الأخيرة أن التلفزيون يكاد يخلو من أعمال تعرض خارج موسم دراما رمضان، وبالتالي يرغب المشاهد في متابعة عمل جديد وأن يشاهد مسلسلات يتم إعادتها.
المنصات لها تقنيات وموضوعات مختلفة
أوضح نادر عدلي، أن مبلغ 100 جنيه يستطيع أي شخص أن يدفعها ولم تصبح المنصة للأثرياء فقط، خاصة وأن السوشيال ميديا تقدم دعاية ضخمة لتلك المنصات حاليا وبالتالي فإن مرتادي السوشيال ميديا سيكتبون عن أعمال جديدة وليست معادة، مشيرًا إلى أن المنصات لكي تتميز وتعتمد في جمهورها على مبالغ مالية ولكي تجذب المشاهدين لابد أن تقدم أعمالا لم يشاهدها الجمهور من قبل أو بسهولة على التلفزيون سواء على مستوى الأبطال أو العدد أو من حيث الأفكار، ومن هنا فقد دخلت من باب يحمل الكثير من التميز عن نظيرتها التلفزيونية.
واستطرد نادر عدلي، قائلا إن الصورة والتقنيات في دراما المنصات تختلف عن التلفزيونية؛ لأن صناع تلك المسلسلات القصيرة يلجأون لمخرجين غير مستهلكين في الدراما التلفزيونية العادية بالرغم من أنهم مخرجون جيدون ولهم تجارب تلفزيونية سابقة مثل مريم أبو عوف، ولكن لا تجد الشركة المتحدة أو المنتجين التقليديين في دراما رمضان يلجأون إلى مريم أبو عوف مثلا أو عمرو سلامة؛ إذ يبحثون عن أعمال لديها تميز وأسلوب مختلف في الدراما.
المنصات "بلا منافس"
وأوضح الناقد المصري أن الدعاية لدراما رمضان وبرغم تكرارها تقدم الجمهور من 25 وحتى 30 عملا، وتترك الجمهور يختار ما هو مناسب له، على عكس دراما المنصات التي تكون غالبا بلا منافس، حيث تقترب من موضوعات لا تقترب منها دراما رمضان إضافة إلى أنه عند عرض الثماني أو العشر حلقات لا تجد منافسة حتى مع منصات أخرى، والمنصات تعد حاليا وسيلة جديدة للعمل الدرامي، ويوجد عدد ضخم من المشاهدين في مصر والعالم العربي يحتاجون مشاهدة كل ما هو جديد بشكل مستمر.
الابتعاد عن الملل
من جانبها؛ ذكرت الناقدة المصرية ماجدة خير الله، أن الدراما التي يتم صناعتها لبعد صغير، ولا يوجد بها "المط" الذي يكون في المسلسل المكون من 30 حلقة، حيث يبدأ جيدا ثم يفقد مستواه، كما يتم اختيار العمل الذي يعرض عبر منصة مثل "شاهد" بدقة شديدة، بحيث يكون هناك ابتكار وأفكار وإيقاع جديد.
وأضافت أن دراما المنصات يتم مشاهدتها بشكل جيد، حيث تزداد دائرة مشاهدتها وبها عناصر جذب كثيرة وممثلون جدد، كما نرى في مسلسل "ريڤو"، فإن فكرته جديدة و"وش وضهر" نراه يتم تصويره في مدينة جديدة، لذلك يرى المشاهد تلك المدينة إضافة للقصة، ما يجعل تلك الأعمال تستحق المتابعة.
الجمهور يصنع دعايتها
وواصلت "خير الله" حديثها قائلة إن أفضل نجاح هو الذي يستشعره الجمهور ويقدم له دعاية، عكس مسلسلات رمضان التي يتم عرض الدعاية بأن العمل سيعرض عبر قنوات معينة، مستطردة أن دراما المنصات تعتمد على "مشاهدة المجرّب"، حيث يسأل البعض عن عمل ما حقق نجاحا هل يشاهده أم لا، إضافة إلى أن عرض مقاطع أو الحديث عن مشهد ما يكون محفزا للغاية، ومجتمع السوشال ميديا له وجود ضخم يساهم في متابعة الأعمال أو تجاهلها.
وبينت أن تقنيات التصوير في دراما المنصات كنواح فنية لها عامل؛ لأن هناك لجان معينة تختار صناع العمل؛ إ يختارون أفضل العناصر وهذا هو المستوى الفني المتميز والموضوع دون تسرع، ناهيك عن أن تكثيف الدراما له عامل في النجاح من خلال 10 حلقات لا تُشعر بالملل.
دراما رمضان تحكمها الإعلانات
في السياق ذاته؛ قالت الناقدة الفنية علا الشافعي، أن موسم دراما رمضان مختلف في تركيبته حتى على مستوى الإعلانات وعرض المسلسلات، ومن هنا يمكن أن نقول لا توجد مقارنة بين ما يعرض على المنصات كتجربة وبين دراما رمضان، حيث تعتمد دراما المنصات على مسلسلات قصيرة من 10 حلقات في دراما مكثفة تمنح فرصة جيدة لإبراز المواهب وتقدم تجارب مختلفة، وتقدم ألوانا جديدة، ومن هنا فإن دراما رمضان يحكمها سوق الإعلانات أكثر.
وأضافت علا الشافعي، أن الإعلانات تسيطر على شكل دراما رمضان والوكالة الإعلانية يكون لها شروط معينة، ومن هنا نسأل هل تغيّر الوكالة الإعلامية من شروطها؟ وذلك كي نعود لدراما ذات إيقاع مشدود من خلال دراما السباعيات التي كانت منتشرة في السابق، فإن إيقاع الدراما حينها كان لا يعتمد على الوكالة عكس الوقت الحالي.
ولفتت علا الشافعي، إلى أنها شاهدت غالبية الأعمال التي عرضت على المنصات وكانت بالفعل متميزة مثل "ريڨو"، الذي قدم مواهب جديدة بينهم صدقي صخر، ومسلسل "وش وضهر" الذي قدم نجوما معروفين بشكل مختلف تماما وهناك صناع لفتوا النظر بشكل كبير والتجربة حية وثرية لا تتواجد في الدراما، لذلك ترى أن دراما المنصات تجعل الممثلين الكبار يستعيدون بريقهم.