ندرك جميعا مدى أهمية النوم بالنسبة للأشخاص حال معاناتهم من الأرق أو التعب؛ إذ إنه يساعد في القضاء على قلة التركيز ويوفر أقصى درجات الراحة التي يحتاجها الجسم.
والحقيقة أن تأثيرات الشعور الزائد بالتعب لا تختلف بين الكبار والصغار؛ إذ يعاني الأطفال أيضا من التعب، الإرهاق وعدم القدرة على التركيز، ولهذا فهم يحتاجون أيضا للنوم.
وأخيرا، كشف باحثون من مستشفى Johns Hopkins All Children أن النوم يحظى بأهمية أكبر بالنسبة للأطفال مقارنة بالكبار، وأن عدم حصولهم على القسط الكافي منه يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب، السمنة وضغط الدم المرتفع.
ولهذا أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصيات بضرورة أن ينام الأطفال الذين أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات مدة تتراوح ما بين 10 إلى 13 ساعة كل ليلة، وأن ينام الأطفال ما بين 6 إلى 12 عاما مدة تتراوح ما بين 9 إلى 12 ساعة كل ليلة، وذلك بعد ظهور بيانات تؤكد أن أكثر من نصف الأطفال الأمريكيين من سن 6 ـ 17 عاما ينامون أقل من 9 ساعات كل ليلة؛ ما اعتبره خبراء بمثابة مشكلة صحية عامة يعانيها الأطفال.
وقد فسر الباحثون الأسباب التي تقف وراء ذلك؛ إذ تتمثل في عدة عوامل من ضمنها أوقات بدء الدراسة المبكرة، وقضاء وقت طويل جدا أمام الشاشات، والتعرض لضغوط خارجية.
كيف يؤثر النوم نفسيا واجتماعيا.. وما دوره بالنسبة للتعلم الأكاديمي؟
وجدت دراسة حديثة نُشِرَت في مجلة طب الأطفال أنه حين يدخل الطفل الحضانة وينام 10 ساعات على الأقل في الليلة، فإنه يبلي بلاء أفضل اجتماعيا، عاطفيا وأكاديميا.
وهي النتيجة التي خلص إليها معدو الدراسة بعد تحليلهم مقاييس نوم الأطفال في 4 نقاط مختلفة طوال العام الدراسي في مرحلة الحضانة، بما في ذلك قبل بدء العام الدراسي.
واتضح من الدراسة أن الأطفال الذين داوموا كل ليلة على النوم لمدة لا تقل عن 10 ساعات، قد تمكنوا من تحقيق نتائج أفضل في المجالات الاجتماعية، والعاطفية، والتعليمية والأكاديمية. وأظهرت النتائج أن أداء الأطفال كان أفضل على مدار العام عندما أقدموا بالفعل على وضع نظام صحي لوقت النوم قبل دخول مرحلة رياض الأطفال.
ونوه الباحثون بأن جدول أعمال الوالدين المزدحم، الذي لا يمكنهما التحكم فيه، قد يتداخل مع مواعيد نوم الأطفال، وكذلك الوقت الذي يمضيه الأطفال على الموبايل أو أمام التلفاز يكون له دور وتأثير مباشر على جودة نوم الأطفال؛ لهذا يوصى بتقليل هذا الوقت للأطفال من عامين لخمسة أعوام ليكون ساعة في أيام الأسبوع و3 ساعات في أيام عطلة نهاية الأسبوع، وذلك لضمان تحسين جودة نومهم وتعزيز مستوى تركيزهم.
ولفت الباحثون إلى العوامل الأخرى التي تؤثر على جودة نوم الأطفال ومنها: العيش تحت خط الفقر، ونقص تثقيف مقدمي الرعاية الخاصة بالأطفال بشأن أهمية الحصول على قسط كاف من النوم، ومواقف الحياة المنزلية السلبية، ومشاكل الصحة العقلية.