وثقت المخرجة والكاتبة اللبنانية ريما الرحباني، ابنة المطربة فيروز، للجمهور اللحظات الأخيرة من حياة والدها الفنان الراحل عاصي الرحباني الذي توفي خلال تواجده في مستشفى الجامعة الأمريكية في الـ 21 من يونيو 1986.
وقالت ريما إنها حرصت وشقيقتها الراحلة ليال على التواجد إلى جانب والدهما طيلة فترة تواجده في المستشفى، والتي استمرت من شهر ديسمبر سنة 1985 وصولا لشهر يونيو 1986، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد شهور قضاها في غيبوبة.
وأضافت: "اهتممت بوالدي أنا وشقيقتي ليال، ومنعنا الممرضين من لمسه. بقينا شهورا في المستشفى بالطابق التاسع حيث كان توضع أكياس الرمل على النوافذ تخوفا من القصف الذي كانت تتعرض له بيروت".
وكشفت ابنة المطربة فيروز أنه لم يقم أحد بزيارته طيلة فترة تواجده في المستشفى، معلقة بالقول: "حتى القبيلة الرحبانية لم تزره، بل حضرت فجأة يوم الدفن ويمكن أن يكون سبب تواجدها هو رغبتها في التصوير".
واستغربت كيف أن والدها عاصي الرحباني كان في غيبوبة ومع ذلك كان يحرك يديه على السرير عندما كان يسمع أعماله، مؤكدة أنها وليال كانتا فقط تعلمان ما يحصل.
وتابعت: "بآخر خمس أو ست أيام ما عاد في نهائيا عروق تحمل المصل ولا بأي شكل من الأشكال، ما أدى الى تدهور صحته تدريجيا وصولا إلى رحيله".
كما أكدت أن "القبيلة الرحبانية" كانت خارج لبنان، وحتى أن فيروز وزياد كانا في لندن لإحياء حفلات "الروايال فستفال هول"، إذ صودف انتهاء الحفلات مع رحيل عاصي في الصباح الباكر من يوم 21 حزيران.
وأشارت ريما الرحباني إلى أن عاصي أبى الرحيل إلا بعد التأكد من نجاح حفلات "فستفال هول"، معلقة بالقول: "رحل بعدما تطمَّن على نجاح فيروز وابنه زياد، وبعدما ريَّح باله وفكرو وأمّن عليهم وإنّهم بخطى ثابتة رح يكملوا الطريق".
وأشارت إلى أنها وجدت صعوبة كبيرة في إخبار والدتها فيروز برحيل زوجها وشريك حياتها، خاصة بعد السعادة التي كانت تشعر بها عقب النجاح الذي حققته في لندن، مؤكدة أن الأخيرة عادت إلى لبنان في أول رحلة كانت قادمة من لندن، معلقة بالقول: "رجعت فيروز بأوّل طيّارة وانا وليال كان إلنا 5 إيّام ما غِمضِتِلنا عيْن".
وكان من اللافت أن ريما الرحباني أرفقت هذه الكلمات مع فيديو من تأبين الراحل تضمن كلمة لكل من المطران جورج خضر والشاعر سعيد عقل.