صحيح أن الحمى لا تُصَنَّف على أنها مرض، لكنها عادة ما تكون إشارة دالة على مقاومة مناعة الطفل لثمة عدوى بكتيرية أو فيروسية.
والحقيقة هي أن معظم الجراثيم المسببة للأمراض تنمو عند درجة حرارة جسم الإنسان الأساسية، لذا حين يكتشف الجهاز المناعي وجود عدوى، فإنه يستجيب عبر رفع حرارة الجسم للمساعدة في قتل الجراثيم.
وبينما تشير الحمى عادة إلى وجود عدوى فيروسية خفيفة، فإنها قد تدل كذلك على وجود إصابة بالتهاب في الحلق، التهاب في الأذن أو التهابات في المسالك البولية.
والأكثر من ذلك هو أن اللقاحات قد تتسبب في حدوث حمى مؤقتة حتى 48 ساعة بعد الحصول على التلقيح، وهو أمر آمن وطبيعي تماما.
وبشكل أقل شيوعا، قد يشير تكرار الإصابة بالحمى إلى مشكلة أكثر خطورة كاضطراب المناعة الذاتية، اضطراب الدماغ أو أنواع معينة من السرطان، ولكن هذه استثناءات نادرة، وهو ما يجب معرفته.
وبالنظر للأسباب الكثيرة التي يحتمل تسببها في الإصابة بالحمى، فمن الضروري معرفة الأعراض والعلامات التي تبين الإصابة بها، وهو ما نوضحه لك بالتفصيل فيما يأتي.
أعراض الحمى الشائعة
ارتفاع درجة حرارة الجسم هي أسهل طريقة لاكتشاف الحمى. ولك أن تعلمي أن أفضل طريقة لقياس حرارة الأطفال دون سن الـ 3 سنوات هي التي تتم باستخدام مقياس الحرارة المستقيمي، الذي يعطي أعلى درجة من الدقة.
وكذلك يمكن استخدام مقياس الحرارة الفموي مع الأطفال الأكبر سنا.
وكذلك لك أن تعلمي أن الطفل المصاب بحمى يصدر عنه رد فعل مختلف أيضا، والحقيقة أن الطريقة التي يتصرف ويشعر بها الطفل عادة ما تكون إشارة جيدة على مدى شعوره بالمرض.
كما أن نمط الحمى والطريقة التي يستجيب بها الطفل لأدوية تخفيض الحمى من المؤشرات الهامة.
وإلى جانب ارتفاع درجة حرارة الجسم، هناك علامات أخرى تكشف إصابة الرضع بالحمى، من ضمنها:
- الميل للنعاس أكثر من المعتاد
- الدخول في حالة من الهرج والمرج
- ضعف الشهية
أما العلامات الدالة على إصابة الأطفال الأكبر سنا بالحمى فتشمل:
- التعبير عن عدم الراحة والشعور بالألم كوجود آلام في الجسم وأعراض مرضية أخرى.
- النعاس
- قلة الشهية
- التصرف بشكل غريب
وقال الأطباء إن نحو 4 % من الأطفال دون سن ال 5 سنوات يدخلون في نوبات ناتجة عن الحمى تعرف بـ (نوبات حموية)، وتنتج غالبا عن حدوث ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم.
ورغم أن تلك العلامات الدالة على ارتفاع درجة حرارة الجسم قد تبدو مخيفة ومقلقة، لكنها لا تكون ضارة عادة.
ولك أن تعلمي أن مثل هذه النوبات تنتهي خلال دقيقة أو دقيقتين، مع أن بعضها ينتهي خلال ثوان، أو يمتد لأكثر من 10 دقائق.
وحال بدأ الطفل المصاب بحمى في التشنج، فيجب أن تضعيه على سطح ناعم وأن تديري جسمه ليصبح على أحد جانبيه حتى لا يختنق، ويجب ألّا تضعي أي شيء في فمه أو تحاولي الضغط عليه.
وما أن تنتهي النوبة الحموية، فيجب أن تبادري بالاتصال بطبيب الأطفال المختص، لو كانت تلك هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الطفل لذلك؛ إذ يجب إخضاعه للفحص على الفور، وحال تكررت، فيجب التعامل مع الأمر بهدوء أكبر.
متى يتعين عليك الاتصال بالطبيب؟
يتعين عليك الاتصال بالطبيب حال إصابة طفلك دون ال 3 أشهر بالحمى بغض النظر عن الأعراض الظاهرة عليه؛ لأن الأطفال في تلك السن الصغيرة يكونون أكثر عرضة لأنواع معينة من الالتهابات مثل التهاب السحايا الجرثومي والالتهاب الرئوي، ولهذا يجب اللجوء فورا إلى الطبيب كي يطمئنك ويخبرك بأن الطفل غير مصاب بأمراض خطيرة.