header-banner

ما سبب عادة قضم الأطفال لملابسهم.. وما علاجها؟

أرشيف فوشيا
لين محمد
17 يونيو 2022,3:09 ص

ربما تتذكرين كيف كان يحاول طفلك وضع يديه الصغيرتين في فمه مع بدء نمو أسنانه، أو بعد تملكه شغف معرفة المزيد عن نفسه في ذلك السن، وهو ما كان بوسعك أن تتعاملي معه برحابة صدر، لكن ما قد يضايقك أكثر هو حال لاحظت أن طفلك بدأ يتعود على عادة قضم ملابسه وهو في سن ما قبل المدرسة أو في سن المدرسة؛ إذ سينتابك حالة من الغضب والإحباط نتيحة إقدامه على هذا السلوم دون أسباب واضحة.
وتنطوي تلك العادة السيئة على قيام الطفل بوضع خط عنق القميص، أو طرف الكم أو الحافة السفلية منه في فمه، أو ربما يقوم بمضغ أو مص الخامة المصنوع منها قطعة الملابس، لدرجة أن تلك العادة قد تتسبب مع مرور الوقت في حدوث ثقوب أو تمزق بالملابس.
ولعل أكثر ما يثير قلقك هو تحول تلك العادة إلى شيء يلقى بسببه طفلك الانتقادات من زملائه ومدرسيه، أو أن يكون لها علاقة بثمة مشاكل مرتبطة بنموه أو صحته العقلية.
لماذا يقضم الأطفال ملابسهم؟




 
التحفيز الفموي يلعب دورا مهما في نمو طفلك؛ إذ إن السعي الحركي الفموي يكون متأصلا في الطرق الأساسية التي نتبعها بغرض التنظيم الذاتي أو التهدئة. ومن الولادة إلى أن يكبر الطفل قليلا، يسعى الطفل لتلبية الاحتياجات الأساسية للجوع والعطش.
وفي وقت لاحق، يستعين بعادة المص لتهدئة نفسه، وهو غالبا ما يحدث في صورة اللهايات وعادة مص إصبع الإبهام. وحتى بعد انقضاء سنوات الطفولة، قد تستمر تلك العادة مع بعض الأطفال، حيث يستمرون في السعي لتحفيز أفواههم وفكيهم. لذا، من أجل تهدئة أنفسم فإن قضم الملابس تعتبر الطريقة الأسهل بالنسبة لهم.
متى يجب أن تقلقي من تلك العادة؟
 
لا يعني كون هذا السلوك طبيعي ومتأصل في طباع الطفل أن يتم تجاهله أو إهماله مع تقدمه في السن. ورغم تأكيد الخبراء على أن عادة قضم الملابس قد تكون مجرد وسيلة غير ضارة يسعى من خلالها الطفل لتهدئة نفسه أو زيادة تركيزه، لكن يجب على الأم متابعة ومراقبة الأمر؛ لأن تلك العادة قد تؤثر بالسلب أحيانا على الطفل وصحته.
وقال الأطباء إن أهم شيء هو أن تكون الأم قادرة على تحديد ما إن كانت عادة مص أو قضم الملابس تعيق الطفل عن الانخراط في روتينه اليومي أو تشكل خطورة على سلامته.
التحدث مع طفلك بشأن تلك العادة




أوصى الأطباء كذلك بأهمية تحدث الأم مع طفلها بخصوص تلك العادة حال شعورها باحتمالية تفاقم الحال والتي من شأنها إيقاع الطفل في مشاكل. لذا؛ لابد من مفاتحته في الموضوع، لكن دون توبيخه، أو إشعاره بالحرج أو الخجل من قيامه بتمزيق ملابسه، بل بطريقة هادئة ولطيفة، كأن تقولي له: "لقد لاحظت أنك تقوم أحيانا بقضم قميصك. لِمَ تعتقد أنك تقوم بذلك؟ كيف يمكننا التغلب على الأمر؟".
والحقيقة أن الطفل قد لا يكون منتبها لقيامه بتلك العادة من الأساس، ثم ينشأ لديه وعي بها بمجرد أن تخبريه بها، وفي كلتا الحالتين، سواء كان يعلم الطفل بتلك العادة أم لا، فستتمكنين عبر تحدثك معه من فهم ما إن كان لذلك تأثير على حياته الاجتماعية أم لا.
كيف يمكنك منع طفلك من التعود على قضم ملابسه؟




قد تتصورين أن تعود طفلك على قضم ملابسه هي عادة عابرة ولا تستحق منك تضخيم الأمور، لكن لو لاحظت أنها تؤثر عليه وعلى حياته اليومية بالسلب، فهناك بعض الطرق التي يمكنك القيام بها من أجل مساعدته على التخلص تدريجيا من تلك العادة السيئة.
وتلك الطرق مثل:
تحديد المحفزات والأسباب المؤدية لهذا السلوك
يسهِّل ذلك عليك التعامل بصورة أفضل مع المشكلة والعمل على إنهائها من بدايتها. فمثلا لو كان يقوم بذلك حين شعوره بالجوع، فيمكنكِ أن تجهزي له وجبات صحية، ولو كان يقوم بذلك وقت عصبيته، فابستطاعتك تعويده على عادات يهدئ بها أعصابه.
تقديم بدائل
فهناك مثلا قلائد ناعمة وقابلة للمضغ يمكن للطفل قضمها بدلا من قضم ملابسه، وهناك بعض من تلك القلادات يتم تصنيعها على هيئة أسنان سمكة القرش أو على هيئة خرز.
استشارة طبيب متخصص
لأن الطبيب بطبيعة الحال سيكون أكثر خبرة ودراية منك في التعامل مع هكذا حالات، وسيكون بمقدوره توعيتك وتوعية طفلك على أساس صحيح تماما، سواء سلوكيا أو نفسيا.

google-banner
footer-banner
foochia-logo