نجحت المخرجة السورية رشا شربتجي، وشركة كلاكيت ميديا برهانهما على الوجوه الشابة في مسلسل "كسر عضم" تأليف علي معين صالح.
واعتبر الكثير من المتابعين أن مسلسل "كسر عضم" أبرز الكثير من الوجوه الشابة الناجحة، التي أبدعت في أدوارها، وقدمت أداء متقنا يجعلها تبرز في الساحة الدرامية مستقبلا، حيث تداول الجمهور مشاهدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشيدين بحضورهم.
وكان الخط الشبابي حاضرا بقوة في العمل، من ناحية الأداء، والشكل، وعدم الارتباك، وتقديم الشخصيات بواقعيتها، وطبيعتها، وبساطتها.
ولاء عزام
وعلى الرغم من أن هذا لا يُعتبر الظهور الأول للفنانة الشابة ولاء عزام إلا أنها أثارت تعاطف الجمهور في "كسر عضم" بأدائها المميز الذي جسدته بشخصية "يارا"، إذ تعرضت في الحلقات الأولى لمقتل والدتها أمام عينيها على يد عشيقها.
وفي تفاصيل المشهد حاولت "يارا" بكل قوتها الوقوف بوجه عشيق والدتها اللص، والذي كان مخططا منذ البداية لسرقة منزلهم بمافيه من "أموال وذهب"، ولكن قبل أن يقوم بالفرار قتل والدتها التي أصبحت سمعتها "سوداء" على ألسنة جميع أهل الحارة.
وكانت قد دفعت "يارا" ثمن هذه السمعة السيئة التي تركتها لها والدتها في حلقات العمل التي جرى عرضها، إذ تبرأ منها والدها "جمال العلي" وخالها "باسل حيدر"، لتحتضنها جدتها "فيلدا سمور" سرا.
وتتصاعد الأحداث لاحقا عندما قررت "يارا" العودة إلى منزل والدها، ليرفضها أهل الحارة، إذ يقومون "بمحاولة ضربها" وطردها خارج الحارة نظرا لسمعة والدتها السيئة، وعندما قررت الدفاع عن نفسها أمامهم، جاء والدها وطردها أيضا، لتحاول الانتحار قبل أن تنتقل إلى منزل مستقل.
ونجحت عزام بالحصول على تعاطف الجمهور الذي رآها صادقة في التعبير، بعيدة عن التكلف.
نور علي
وبعد وقت من التفكير يقرر "يزن السيد- سامر" التخلص منها عن طريق افتعال حريق في غرفتها تحت مسمى "القضاء والقدر"، وبعد حدوث الحريق تتوفى عدة فتيات، لكن "نور علي - يمنى" كانت قد غادرت المدينة الجامعية قبل افتعال الحريق.
وكان قد تداول الجمهور بشكل كبير مشاهدها في العمل، مبدين إعجابهم الكبير بأدائها وحرصها على نقل صورة المشهد بشكل صحيح، معتبرين أن المخرجة رشا شربتجي أخرجتها من شخصيتها النمطية "الفتاة اللطيفة" ومن المسلسلات التركية، لتضعها أمام حبكة درامية قوية.
حضور ملفت للشبان الثلاثة الموهوبين "سومر، ايليا، علاء"
وأثنى رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الحضور الملفت الذي يتمتع به الشباب الثلاثة، إذ لكل منهم شخصيته المختلفة وحضوره وعباراته التي أصبح يتبادلها المتابعون ، ففي كل حوار ينقلون واقعا يلامس الشباب السوري ومعاناته.
وظهر الفنان يوشع محمود "سومر" بشخصية جدية مكتئبة وهو يحاول بكل الطرق أن يتخلص من "الخدمة العسكرية" سواء بالهجرة أو باللجوء إلى طرق أُخرى، وعند محاولته السفر إلى كندا، يصطدم بطلب الوسيط "حسن عباس- أبو عمار" الذي يريد واحدة من قرنية عينيه مقابل ذلك، ليقرر في النهاية دفع مبلغ هائل من المال ليتخلص من الخدمة عن طريق "التزوير الطبي".
أما الفنان "حسن خليل" الذي جسد دور "علاء" فظهر بشخصية طريفة مضحكة، حيث يتعامل مع الأشياء بسخرية مفرطة، بما فيها معاناته الشخصية ومعاناة "الغاز والكهرباء" بحورات تضحك المشاهد.
وكانت المخرجة رشا شربتجي قد اختارته مسبقا ليكون بطلا في مسلسل "حارة القبة" إذ يجسد شخصية "العز" إلى جانب عباس النوري وسلافة معمار لافتا المتابعين بحضوره القوي.
واستطاع في "كسر عضم" أن يستحوذ على نسبة الإعجاب الأكبر بين زملائه الشباب لإقناعه، وأسلوب تعامله مع الحياة وظروفها، وتقديمه حالة بعض الشباب السوري بطريقة صادقة، وإحساس عالٍ.
وأخيرا الفنان "يزن الريشاني" الذي يظهر بشخصية "إيليا" وهو صاحب المنزل، حيث يظهر كنموذج للشباب السوري المكتئب المنعزل، الذي لا يفعل شيئا سوى "النوم والتدخين".
وكانت قد لفتت شربتجي في مقابلة سابقة لها مع "فوشيا" أنه رغم وجود نجوم في العمل لكنها تحب أن تدعم الشباب، وإحساسهم وشغفهم في كل مفاصل العمل الدرامي، وتسعى إلى أن تقدم فرصة لمن يستحقون المشاركة في التمثيل، وتدعمهم في بداية طريقهم ليشكلوا إضافة للعمل.
والجدير ذكره أن مسلسل "كسر عضم" لفت أنظار الجمهور مع بداية عرض حلقاته الأولى، إذ إنه يمثل عودة قوية للدراما السورية الاجتماعية المهمة نصا وتمثيلا وإخراجا، كونه يجسد وينقل واقع المجتمع السوري وتداعيات الحرب التي مرت عليه خلال الأعوام العشرة السابقة.
ويكشف المسلسل عن المآسي المؤثرة التي عاشها الشعب السوري وسط حالة من الفوضى من استغلال للسلطة ولبعض ثغرات القانون بجرعة من الجرأة، ويسلط الضوء على قصص اجتماعية واقعية لامست الشارع السوري ونقلت وجعه خلال الحرب.
ويشارك في العمل نخبة من النجوم السوريين منهم الفنانة كاريس بشار، فايز قزق، نادين خوري، سامر إسماعيل، نادين تحسين بيك، خالد القيش وغيرهم.