تقدم محام مصري ببلاغ إلى النائب العام ونيابة أمن الدولة العليا في مصر ضد مخرج وكاتب سيناريو ومنتج فيلم "ريش" الذي عُرض في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة، بتهمة الإساءة للدولة المصرية.
وذكر المحامي سمير صبري، في بلاغه: "في اليوم الثالث بمهرجان الجونة السينمائي، تم عرض فيلم "ريش"، وعقب عرضه سادت حالة من الغضب الشديد من قبل الفنانين والمشاركين بالمهرجان، حال مشاهدتهم للعرض الأول للفيلم، بل تطور الأمر إلى مغادرة بعضهم قاعة العرض غاضبا".
ودعا صبري بالتحقيق فيما ورد ببلاغه، وإحالة المبلغ ضدهم إلى محاكمة جنائية عاجلة.
وكان فيلم "ريش الجدل" قد أحدث جدلا واسعا في مصر بعدما اتهم بعض الفنانين والسياسيين صناع الفيلم بالإساءة لمصر والمصريين. إلا أن آخرين رأوا أنه يجب إتاحة الفرصة للمخرجين المستقلين للتعبير عن أفكارهم بحرية.
ويروي فيلم "ريش" قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها حياة لا تتغير وأياما تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بعيد ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة.
هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، بينما تحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.
وأكد الفنانون المنسحبون، وعلى رأسهم الفنان شريف منير، أن الفيلم به أحداث تسيء لسمعة مصر، إضافة لقلبه الحقائق وضعفه الفني.
ورد منتج الفيلم محمد حفظي في تصريحات صحافية بأن الجدل المثار مفتعل، وأن الاتهامات غير منطقية، مضيفا أن الفيلم ليس وثائقيا عن حياة الفقراء في مصر، لكنه من خيال المؤلف وليست له علاقة بواقع اجتماعي معين بل يمكن أن يكون في أي مكان وأي زمان.
من جهته قال الناقد السينمائي أحمد سعد الدين إنه يجب تقديم وتقييم الفيلم فنيا وليس سياسيا، ومن حق الفنان شريف منير أن يرفض الفيلم لكن ليس من حقه أن يتحدث عن سمعة مصر.