نعلم أنه يتعين على المرأة الحامل استشارة طبيبها لمعرفة القواعد التي يجدر بها اتّباعها بخصوص تناول الطعام طوال فترة الحمل، لكن ما هي تلك القواعد بالتحديد؟ وكيف يمكن للمرأة تطبيق تلك القواعد وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من ورائها؟
بينما يُنصَح في العموم باتّباع حمية متوازنة غنية بالخيارات المغذية، لكن الأمور تصير أكثر أهمية خلال أشهر الحمل، وهو ما يجب أن تهتم به النساء في فترة الحمل؛ لأن الأطعمة التي يتناولونها في تلك الفترة تشكل مصدر التغذية الرئيس لأطفالهن.
ويرى الباحثون أن فترة الحمل ربما تكون فرصة رائعة لكل امرأة تسعى إلى إعادة النظر في عادات الأكل الخاصة بها، ومراجعة ما يتعين عليها التركيز عليه أكثر في الأطعمة.
لك أن تعلمي أن أبسط مبادئ الأكل الصحي لا تتغير سواء في فترة الحمل أو في غيرها. وتنطوي تلك المبادئ على الاهتمام أكثر بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر المغذية مثل الفواكه، الخضراوات، اللحوم الخالية من الدهون، الحبوب الكاملة، الدواجن، الأسماك والقيام في الوقت نفسه بالتقليل من الأطعمة التي تنخفض بها نسب المغذيات وترتفع بها نسب السكريات المضافة والدهون المشبعة أو المتحولة.
وتعتمد الكميات الدقيقة من البروتينات والكربوهيدرات التي تحتاجين لتناولها كل يوم على عدة عوامل، من ضمنها: حالتك الصحية أثناء الحمل، طريقة نمو طفلك، القيود الغذائية المفروضة عليك وأخيرا مستويات النشاط البدني التي تداومين عليها.
ولك أن تعلمي أن قواعد التغذية السليمة أثناء أشهر الحمل تتمحور حول اتّباع الخيارات والعادات التي تُرَوِّج لتعزيز الحالة الصحية، سواء لكِ أو لجنينك، معظم الوقت.
هناك بعض العناصر المغذية التي عادة ما تزداد حاجة المرأة إليها أكثر من غيرها خلال فترة الحمل. ونستعرض فيما يأتي قائمة بأبرز المغذيات التي تُنصَح الحوامل بتناولها:
حمض الفوليك
يحظى بأهمية خاصة بالنسبة للحوامل؛ لأنه يساعد على منع حدوث عيوب في الأنبوب العصبي، الذي يعد جزءا من الجنين ويصبح في النهاية دماغ الطفل وحبله الشوكي.
الكولين
عبارة عن عنصر غذائي يلعب دورا في نمو دماغ الجنين، وقد شدد الباحثون على أن تناول قدر كاف منه أثناء الحمل أمر يساعد على منع بعض العيوب الخلقية الشائعة.
الحديد
هو المعدن الذي يستخدمه الجسم لنقل الأكسجين الموجود في الدم، ويستعين به الجسم خلال أشهر الحمل لنقل الأكسجين الزائد الذي تحتاج إليه الأم ومولودها المنتظر.
اليود
هو المعدن الذي يستخدمه الجسم لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية المهمة لعظام الجنين ونمو الدماغ، ويجب أن تتحصل منه المرأة الحامل على 220 ميكروجراما يوميا.
الكالسيوم، فيتامين د وفيتامين سي
كلها عناصر مهمة للغاية وتلعب دورا مؤثرا في بناء عظام الطفل والحفاظ عليه لاحقا.
ونوه الباحثون في سياق متصل بوجود مبادئ عامة للسعرات الإضافية وزيادة الوزن، لكنهم أكدوا أنها "مجرد كلام نظري وليس له سند علمي محدد"، وأن الواقع هو أن ما تتناوله المرأة الحامل يعود عليها وعلى جنينها بالنفع، أي أن الكمية التي تتناولها تغذيها وتغذي طفلها؛ ما يعني أنها غير مطالبة بمضاعفة ما تتناوله.
ولفت الباحثون إلى وجود بعض الأطعمة التي تُنصَح أي امرأة حامل بتجنب تناولها أثناء الحمل، نظرا لارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي تنقل بالغذاء أو غيرها من المخاطر المحتملة على نمو الطفل الصحي، ومن ضمن هذه الأطعمة ما يأتي:
- المأكولات البحرية النيئة المدخنة، اللحوم النيئة، البيض النيئ، اللحوم الباردة، النقانق ومنتجات الألبان غير المبسترة، التي تشمل غالبا نسب تلوث أعلى من المعتاد.
- الأسماك التي ترتفع بها نسبة الزئبق، لكونها تزيد من خطر تعرض الجنين لعيوب خلقية.
- مكملات الفيتامينات المخصصة لفترة ما قبل الولادة وتهدد بحدوث عيوب خلقية أيضا.
- الكافيين والكحوليات، المعروف عنهما آثارهما وتداعياتهما الضارة على الأم والجنين.