هي مشكلة أزلية كما يقولون، لكنها تحتمل التجديد والتحديث في الفهم وفي أسلوب التناول والمعالجة.
نقصدُ بها رغبة الأهل بالتدخل في حياة أبنائهم، ومحاولات الأبناء وقف هذا التدخل الذي في أغلب الأحيان يخلق مشاكل تصل أحيانا حد تخريب الأسر والعلاقات.
المشكلة تتمثل أساسا وببساطة في حقيقة أنه حين يكبر الأبناء، يفترض أن تتغير طبيعة العلاقة مع الأهل، وأن تتسم بمرونة تحترم استقلالية الأبناء، بحيث لا يكون فيها مراقبة مفرطة من جانب الأهل، بل أن يعتمد التواصل بينهم على الوعي والاحترام المتبادل.
لكن بعض الأهل لا يعترفون بأن أبناءهم قد كبروا، ويصرون على التدخل في أدق شؤونهم.
هذه القضية الاجتماعية المتوارثة، عالجها موقع "ليف سترونغ"، وقدم فيها نصائح وملاحظات منها الجديد الذكي الذي قد يختلف عن الكثير مما سمعتيه من قبل، ومما يساعدك على بناء علاقة جديدة مع الأهل دون مشاكل.
عندما تلاحظين أن هناك جوانب إيجابية في علاقتك مع والديك، قومي بالتعبير عن ذلك بكلمات تقدير تعزز الوضع. ففي ذلك ما يرسخ ويثبت الحدود الإيجابية بين الأهل.
إذا كان والدك يميل إلى احترام قرارات حياتك المهنية، فأخبريه بتقديرك لذلك وأن دعمه سبب لتقدمك في عملك.
انتبهي عند إجراء المحادثات مع والديك متى لا يحترمان حدودك، وكوني شديدة الوضوح في تحديد كيف يجعلك كل تفاعل يتحدى الحدود تشعرين.
هذه الخطوة تبني وعيا ذاتيا أكبر وتقلل من الانفعال، بحيث يمكنك التركيز بشكل أفضل على كيفية تصحيح المسار.
ركزي على إحداث تحول في قضية واحدة في كل مرة، ولا تخلطي المشاكل القديمة مع الجديدة.
إذا كان وضع الحدود يمثل تحديا أو يثير القلق، فابدأي بالمسائل الأسهل. فاستخدام نهج واقعي يساعد على زيادة التمكين الشخصي، وستشعرين بمزيد من الثقة لمعالجة مشكلات أخرى أصعب.
البقاء هادئة يساعدك على توجيه المحادثة كما تريدين، خاصة إذا حاول والدك إشعارك بالذنب وبالتلاعب بك عاطفيا. ذكري نفسك بأنك تضعين حدودا بدافع الحب والاحترام لنفسك وللعلاقة، وليس لتعليم والديك درسا.
حددي احتياجاتك ببساطة وبشكل واضح باستخدام كلمة أنا بدل أنت، مثل "أنا أشعر بالإنزعاج عندما يحدث كذا" بدلا من "أنت تزعجني".
هكذا يبقي الحوار موجها للشعور وليس للوم، مما يزيد من احتمالات رد الفعل الإيجابي من والديك.
لا تتفاجئي إذا قوبلت التغييرات التي طلبتِها بالمقاومة في البداية. واحرصي على عدم الانخراط في نزاعات وقدّري أن لوالديك أفكارا مختلفة وهم بحاجة لوقت لتغيير قناعاتهم.
عندما لا يحترم أحد الوالدين الحدود الجديدة، عليك تكرار طلبك وملاحظة النتيجة. إذا تم تجاوز الحدود مرة أخرى، كرري الحدود التي توصلتم إليها. ذكريهم مرارا وتكرارا بما توصلتم إليه حتى يقتنعوا أنهم عندما يتجاوزون الحدود الجديدة، فسوف يواجهون نفس الاستجابة اللفظية والنتيجة التي حددتها مسبقا.
قد لا تحصل التغييرات في سلوكهم إلا بعد مرور أشهر.
أن يفهم الأهل أن هناك حدودا جديدة، لن يحدث بين عشية وضحاها. هدفك ليس بالضرورة جعل والديك يقبلان حدودك، فهذا ليس تحت سيطرتك، ما هو تحت سيطرتك هو التعبير عن احتياجاتك مع الصبر والمتابعة إذا لم يحترمها والداك.