إن كان هناك شخص ما يهيمن على تفكيرك ويسيطر على أفكارك ومشاعرك، ولا تعرفين كيف يمكنك التوقف عن التفكير فيه أو لا تجدين الطرق الفعالة التي تعينك على تحقيق ذلك، فعليك بقراءة السطور التالية لمعرفة الطرق التي تساعدك في موقف كهذا.
الأمر هنا لا يتوقف فحسب على العلاقات العاطفية، وإنما العلاقات غير العاطفية أيضا، فقد تجدين نفسك متعلقة بصديق أو زميل عمل بنفس درجة تعلقك بطليقك أو خطيبك السابق، على سبيل المثال، وهي المعضلة التي نحاول فهم أسباب حدوثها فيما يلي.
حين يعلق شخص ما في ذهنك، فإنك تستسلمين عادة لما يعرف بالتفكير الوسواسي المتواصل المتكرر. وهو ما تحدثت عنه جين جرير، المعالجة المتخصصة في شؤون الزواج والأسرة بمدينة نيويورك الأمريكية، بقولها إن مدى صعوبة التفكير بشخص ما يرجع لما كان يمثله من قيمة بالنسبة لك وما كان يعنيه لك في الحياة.
وقالت سانام حفيظ، أخصائية علم النفس العصبي وعضوة هيئة التدريس بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، إن الخبر السار هو أن القيام بذلك من حين لآخر أمر طبيعي تماما، موضحة أن الأمر يصبح مشكلة حين لا تفيدك مهارات التأقلم وتشعرين بعدم قدرتك على التحكم في أفكارك.
ولفت في هذا السياق بول هوكيمير، وهو استشاري ومعالج نفسي سريري بنيويورك، إلى أن البشر يحتاجون إلى التواصل، وأن تلك الحاجة للتواصل تكون مثبتة ومبرمجة في نظامنا العصبي المركزي، وذلك من منطلق أن تلك الحاجة مسألة بدائية وغريزية وليست فكرية أو عقلانية.
وهناك أسباب أخرى تمنعنا من التفكير بشأن شخص ما، من ضمنها أن هذا الشخص يثير لديك مزيجا من المشاعر والعواطف، انتهاء علاقتك بهذا الشخص بالرفض من جانبه، وجود مشاكل لم يتم حلها مع ذلك الشخص وترفضين استمرارها في علاقتك التالية، التفكير بشأن احتمالية رجوع ذلك الشخص، تذكّر نفسك وقت أن كُنتِ مع ذلك الشخص في السابق والسبب الأخير هو شعورك بالوحدة.
فلا داعي للضغط على نفسك بالمشاعر والأفكار، والأفضل أن تذكّري نفسك طوال الوقت بأن الحب قد لا يكون كافيا في بعض الأحيان لضمان نجاح علاقاتك مع الآخرين.
فقبل أن توقفي التفكير بشأن شخص ما، امنحي نفسك الوقت اللازم كي تشعري بالغضب، الحزن، الجنون أو أي مشاعر أخرى، لأن الاعتراف بالمشاعر بطريقة صحية جزء من عملية التعافي وخطوة تضمن لك تحسن حالتك على المدى الزمني البعيد.
يمكنك التعبير عن شعورك بالغضب أو الامتعاض تجاه ذلك الشخص؛ إذ إنّ كتم شعورك بالغضب أمر غير جيد بالنسبة لصحتك العقلية؛ لأنه يزيد الضغوط عليك.
قد تساعدك تلك الطريقة على فهم نفسك بشكل أكثر وضوحا، وقد تمكنك من السيطرة على عواطفك ومساعدتك على معرفة الطريقة التي يمكن أن تحسّني بها وضعيتك.
يجدر بك أن تركزي على الأسباب التي جعلت علاقتك بذلك الشخص تحظى بتلك الخصوصية أو الأهمية، ومن ثم فهم الكواليس، حتى لا تكوني ضحية للشيء نفسه مجددا.
رغم أن البعض قد يستغرب تلك النصيحة، لكونها غير متوقعة، لكن تخصيص بعض الوقت للتفكير بشأن ذلك الشخص هو طريقة جيدة للتنفيس عن النفس وإعادة تهيئتها.
وهي الحدود التي يجب أن تضعيها مع نفسك ومع الشخص الآخر؛ إذ يجب أن تعرفي ما هو الأفضل لك، ما الذي تحتاجينه وما الذي لا تحتاجينه من هذا الشخص الآخر.
يمكن لذلك أن يساعدك على وقف التفكير فيه ومنحك الفرصة لنسيانه وبدء صفحة جديدة.
سيساعدك ذلك على تقليل شعورك بالتوتر، وسيمكنك من تجديد قدراتك الذهنية، ولهذا ينصح بأن تركزي على أهدافك الشخصية وعلى واقعك الحالي والمستقبلي.
يمكن لذلك أن يساعدك على نسيان الماضي بكل ما فيه من ذكريات وعلاقات سابقة.
وهو الحل الذي يمكنك اللجوء إليه في الأخير إذا لم تتمكني من إيقاف تفكيرك بشأن شخص ما، حيث سيساعدك الطبيب على مواجهة مشاعرك وتدريبك على بدء مرحلة جديدة.