لا شك أن الأنماط البسيطة هي المسيطرة على أفكار الديكورات المنزلية خلال الآونة الأخيرة، وذلك من منطلق أن البساطة تعكس قدرا أكبر من الأناقة والتميز على صعيد الشكل الجمالي، الذي يود الناس إبرازه واستعراضه في ديكورات منازلهم.
وبدأ يظهر مؤخرا نمط ديكوري جديد على مواقع التواصل الاجتماعي يعرف بنمط "الديكور المنزلي العضوي"، الذي يمكن اعتباره إشارة للتصميم الاسكندينافي الممزوج بالبساطة، والذي يستعير أيضا من الأساليب الحديثة والبوهيمية من فترة منتصف القرن الماضي لإنشاء مساحات جذابة، دافئة، طبيعية ومتطورة دون عناء.
وبينما يمزج الديكور المنزلي العضوي بين البساطة والجوانب العملية، فإن نواحيه الجمالية تسعى في نهاية المطاف إلى تنسيق عناصر الطبيعة ضمن نمط حياة حديث.
إن لم يكن قد سبق لك أن سمعت من قبل عن المهندس المعماري فرانك ليود رايت، فربما شاهدت أعماله في بعض الأفلام الشهيرة التي من ضمنها Blade Runner، The Aviator وManhattan.
ويمكن القول إن أساس الحداثة العضوية متجذر في مفهوم فرانك لويد رايت عن الاستمرارية والاستدامة؛ إذ كان يعمل رايت انطلاقا من أن التصميم الرائع يجب أن يبدو جزءا من المشهد العام للمكان، من خلال التأكيد على القابلية للعيش، الخامات والمواد الطبيعية وكذلك الحرفية.
واحدة من السمات الرئيسة المميزة لتلك الحداثة العضوية هي لوحة الألوان الخافتة، التي عادة ما تكون ظلالا من الأبيض، الرمادي أو البيج مع عدد قليل جدا من الألوان النابضة بالحياة، للسماح للعناصر الطبيعية والعضوية بكل غرفة بجذب الاهتمام البصري.
ما يجب معرفته أن حجر الأساس بالنسبة لمدرسة الحداثة العضوية هو تقلبه بين أنماط البساطة وأنماط الحداثة التي كان يشتهر بها العالم في منتصف القرن الماضي.
كما يبدو من اسمه، فإن الديكور العضوي الحديث يتمحور حول فكرة خلق توازن بين الإنسان والطبيعة، والحقيقة هي أن الاستدامة واستخدام المواد الخام من المكونات الأساسية لتحقيق المظهر العضوي الحديث في الديكورات المنزلية الداخلية.
يجمع هذا النمط الديكوري بين أفضل عناصر المظهر العصري لحقبة منتصف القرن الماضي، والتي كانت تحظى بشعبية كبرى خلال العقد الماضي، وبين العناصر العضوية والترابية. ولك أن تعلمي أن الحداثة العضوية في مساحة العمل تعني قطع الأثاث التي تحتوي على أسطح فائقة النعومة ولمسات ذات زخارف قليلة جدا.