في الأسبوع الثالث من شهر رمضان، بدأت تتكشف الأعمال الأفضل والأسوء في دراما هذا الموسم. كما وضع النقاد الفنيون قائمة بالأعمال الدرامية المصرية التي تستحق الريادة، والأعمال التي خسرت الرهان.
وتحدث الناقد الفني المصري عصام زكريا، عن الأفضل والأسوء في الأسبوع الثالث من دراما رمضان، قائلًا: "من الأعمال التي تابعتها دون الشعور بأي ملل مسلسل "الاختيار 2" بطولة النجمين المصريين كريم عبد العزيز، وأحمد مكي، ومسلسل "لعبة نيوتن" بطولة النجمة المصرية منى زكي. وتابعت -أيضًا- مسلسل "القاهرة كابول" وهو من الأعمال الجيدة، لكن لدى ملحوظات عليه أبرزها كثرة المشاهد الحوارية الطويلة والتي لا تخدم الدراما، ولكنها تقدم الإرشادات والمواعظ والأراء بشكل مباشر جدًا، وهذا سيئ للغاية في الفن والإبداع. كما أعجبت بالبناء الدرامي لمسلسل "ضد الكسر" بطولة النجمة المصرية نيللي كريم، لكن الأحداث -للأسف- بطيئة بشكل واضح، والحركة الدرامية ضعيفة فيها".
وأضاف: "هناك أعمال جيدة، لكنها لم تكن في المرتبة الأولى، مثل مسلسل "حرب أهلية" بطولة النجمة المصرية يسرا، ومسلسل "الطاووس" بطولة النجم السوري جمال سليمان، ومسلسل "ضل راجل" بطولة النجم المصري ياسر جلال".
واستكمل "زكريا" حديثه قائلًا: "هناك أعمال سيئة جدًا، ولم أكن أتوقع أن تظهر بهذا المستوى المتدني فنيًا، وأبرزها مسلسل "ملوك الجدعنة" ومسلسل "لحم غزال" حيث تحوّلت الأحداث إلى حالة من التكرار والمط بشكل فج. ومن الأعمال التي تحوّلت من الجد إلى الهزلية أيضًا، مسلسل "نسل الأغراب" كذلك مسلسل "موسى" بطولة النجم المصري محمد رمضان، الذي كان فيه بعض العناصر المبشرة في الحلقات الأولى منه، ولكن تشتّت مؤلفه ومخرجه بعد ذلك، واقتبس المؤلف العديد من الأحداث في العمل من أعمال فنية أخرى. والأمر نفسه بالنسبة لمسلسل "كوفيد 25" بطولة النجم المصري يوسف الشريف، حيث تعتمد قصته على القص واللصق من مجموعة أعمال أجنبية، فأصبح العمل بلا مذاق فني محدد، خصوصًا أنه مزج بين فيروس كورونا ونظريات المؤامرة وفيروس جديد، يجعل المرضى أشبة بالزومبي واستثمار اللقاح لشركات خاصة، ولم يضع فكرة رئيسية للعمل بشكل عام".
وكشف -أيضًا- الناقد الفني المصري وليد سيف، عن الأفضل والأسوء في دراما رمضان هذا العام، قائلًا: "الأفضل بالنسبة لي هو مسلسل "لعبة نيوتن" حيث إنه يطرح قضية لم يتم التطرق لها من قبل على مستوى الدراما المصرية، كما أن أسلوب طرحها مشوق جدًا ومصنوع بحرفية عالية، وشخصيات المسلسل بالكامل مكتوبة بشكل رائع، لدرجة تجعل المشاهد يصدقها ويتعايش معها داخل الأحداث، ولا يشعر -أبدًا- أنه يشاهد مسلسلًا تلفزيونيًا تقليديًا. وأريد الإشادة بأداء النجمة المصرية منى زكي، والنجم المصري محمد ممدوح، خلال أحداث العمل، فقد قدّما تمثيلًا ممتازًا تحت إدارة مخرج واعٍ، وهو تامر محسن. أما المسلسل الثاني الذي أراه الأفضل هو "خلي بالك من زيزي" حيث يقدم شخصية جديدة لم تتناولها الدراما من قبل، بالإضافة إلى أنه من الأعمال الدرامية القليلة التي تتناول قضية التنمر، وهي إحدى القضايا الهامة والتي انتشرت بشكل كبير في مجتمعنا خلال الفترة الأخيرة، وطريقة عرض القصة كانت مميزة للغاية في اختيار عرض تاريخ الشخصية، من خلال طفلة تتعامل معها وكأنها امتداد لها".
وأضاف: "أما بالنسبة للأسوء، يأتي على رأسها مسلسل "ملوك الجدعنة" لأنه إعادة لثيمة يصعب تكرارها، خصوصًا بالشكل الذي قدمت به في المسلسل بالاعتماد على العنف، إلى جانب أن الشخصيات لم يصدّقها أحد في طريقة أدائها. أما المسلسل الثاني هو "بين السما والأرض" بطولة النجم المصري هاني سلامة، والذي لم يكن بالمستوى المطلوب في الصورة أو الأداء التمثيلي، بل كان هناك افتعال شديد في أداء الممثلين".
أما الناقدة الفنية المصرية أمال عثمان، فأوضحت رأيها قائلة: "من أفضل الأعمال مسلسل "الاختيار 2" وأجد أن الجزء الثاني أفضل بكثير من الأول، واستطاع كل الممثلين المشاركين في العمل، تقديم أفضل ما لديهم، من حيث الأداء التمثيلي وتقمّص الشخصيات، وعلى رأسهم بطلا العمل، النجمان كريم عبد العزيز، وأحمد مكي، وكذلك النجمات المصريات، إنجي المقدم، وأسماء أبو اليزيد. كما أعجبت -أيضًا- بالمونتاج الخاص بالعمل، وطريقة المزج بين اللقطات التوثيقية واللقطات الحية، وكذلك الدمج بين دراما الجزء الأول بالجزء الثاني. ويجب أن نشيد بالمخرج المصري بيتر ميمي، في قدرته وسيطرته على أداء الممثلين بالمستوى نفسه، على مدار الحلقات".
وأضافت: "من الأعمال الجيدة -أيضًا- مسلسل "قصر النيل" بطولة النجمة المصرية دينا الشربيني، والتي قدمت دورًا مميزًا جدًا، كذلك تألقت النجمة المصرية ريهام عبد الغفور، كعادتها كل عام، وظهرت بأداء تمثيلي تفوقت فيه على نفسها، والأمر نفسه بالنسبة للفنان صبري فواز، الذي قدم أكثر من دور في عدد من المسلسلات خلال شهر رمضان الكريم، إلا أنه لم يكرر نفسه في أى عمل. وأضاف، لكل شخصية مذاقها الخاص، كما أن العمل يقدم مرحلة هامة في تاريخ مصر، واستطاع أن يقدمها مؤلف العمل محمد سليمان عبد المالك، بعمق وزوايا مختلفة. وأعجبني -أيضًا- مسلسل "لعبة نيوتن" حيث إنه يقدم قضية مختلفة تمامًا عن باقي الموضوعات التي تطرقت لها الدراما، واستطاع المخرج المصري تامر محسن، أن يدخل في أعماق النفوس البشرية بشكل جيد جدًا، ويقدم العديد من الرسائل الهامة الخاصة بمشاكل وقضايا المرأة العربية، وطرح كل هذة الأمور بشكل بسيط غير معقد، حتى يصل إلى المواطن البسيط. أما بطلة العمل النجمة المصرية منى زكي، فهي أيقونة رمضان هذا العام، وتستحق لقب أحسن ممثلة في رمضان 2021، وأيضًا النجم المصري محمد فراج، الذي حقق نقلة فنية من خلال مشاركته في المسلسل، بينما الفنان محمد ممدوح، فرغم أنه قدم أداء تمثيليًا جيدًا، إلا أن لدية مشكلة كبيرة في مخارج الألفاظ، وعلية أن يعالج تلك المشكلة، لأنها من الممكن أن تخسره الكثير في المستقبل، لأنه يفتقد إحدى أدواته؛ وهي التعبير بالصوت".
واستكملت الناقدة أمال عثمان، حديثها قائلة: "هناك أعمال ناقشت قضايا هامة، لكنها لم تقدَّم بشكل فتيّ جيد، مثل مسلسل "الطاووس" بطولة النجم السوري جمال سليمان، ومسلسل "ولاد ناس" بطولة النجمة المصرية رانيا فريد شوقي، والفنان أحمد وفيق، ومسلسل "خلي بالك من زيزي" بطولة النجمة المصرية أمينة خليل. كما أن هناك أعمالًا سيئة للغاية، لاعتمادها على العنف والبلطجة والمخدرات، وأبرزها مسلسل "ملوك الجدعنة" للنجمين المصريين مصطفى شعبان، وعمرو سعد، ومسلسل "نسل الأغراب" بطولة النجمين أحمد السقا وأمير كرارة، والذي قدم شكل الصعيدي بصورة غير واقعية على الإطلاق، كم أرى أن المسلسل مصنوع لهدف واحد، وهو تلميع البطلة مي عمر، زوجة مخرج ومؤلف العمل محمد سامي. كذلك من أسوء الأعمال مسلسل "لحم غزال" لما يحتوية للكثير من العنف والمخدرات. والأمر نفسه بالنسبة لمسلسل "اللي ملوش كبير" بطولة النجمة المصرية ياسمين عبد العزيز، وزوجها أحمد العوضي، وهناك نوع من التكرار الممل في طرح الموضوعات والقضايا، وهذا ما حدث -أيضًا- في مسلسل "حرب أهلية" بطولة النجمة المصرية يسرا، ومسلسل "أحسن أب" بطولة الفنان علي ربيع، ومسلسل "فارس بلا جواز" بطولة النجم المصري مصطفى قمر".
وتحدث الناقد الفني المصري أيمن نور الدين، عن رأيه في الأعمال الأفضل هذا العام قائلًا: "المسلسلات ذات البعد الوطني ظهرت بشكل مميز، وهي مسلسل "الاختيار 2" ومسلسل "هجمة مرتدة" ومسلسل "القاهرة كابول" وأرى أن مسلسل "الاختيار 2" استطاع أن يكمل مسيرة نجاح الجزء الأول منه، كما أنه يرصد مرحلة هامة من عمر الوطن. الأمر نفسه بالنسبة لمسلسل "هجمة مرتدة" الذي تناول موضوعًا جديدًا، وكشف عن العديد من الجوانب التي لم يكن يعلمها الجمهور. وأعجبني -أيضًا- مسلسل "موسى" ومخرجه محمد سلامة، الذي استطاع أن يصنع اسمه في عالم الإخراج التلفزيوني هذا العام، وأتوقع أنه سيقوم بإخراج أعمال فنية أهم وأكبر، خلال الأعوام القادمة، لأنه يختار كادره بعناية شديدة، واستطاع إخراج كل الطاقات الفنية من نجوم العمل، وعلى رأسهم: محمد رمضان، وفريدة سيف النصر، وسمية الخشاب، ومنذر رياحنة، وهبة مجدي، وصبري فواز، وسيد رجب. ولا يمكن أن نغفل -أيضًا- عن مسلسل "لعبة نيوتن" وإبداع مخرجه تامر محسن، وتألق النجمة المصرية منى زكي، وكل نجوم ونجمات العمل، الذين حققوا حالة من الترابط مع المشاهد المصري والعربي".
وأضاف: "موسم الدراما في رمضان هذا العام مختلف بكل تأكيد، حيث لا يوجد عمل واحد هو الأبرز، بل إن هناك عددًا من الأعمال المميزة. وأيضًا، مسلسل "ولاد ناس" يعتبر من الأعمال الجيدة لمناقشته قضية هامة جدًا، وكذلك مسلسل "الطاووس" الذي حظى باهتمام واحترام عدد كبير من الجمهور في الوطن العربي. كما أعجبتني أيضًا تجربة الخمس عشرة حلقة والتي قُدمت في مسلسلي "بين السما والأرض" بطولة النجم المصري هاني سلامة، ومسلسل "كوفيد 25" بطولة النجم المصري يوسف الشريف، لكن كثرة الأعمال الدرامية المنتجة لم تأتِ في صالح المشاهد، ولو قلّت الأعمال، فإن ذلك سيأتي في صالح الصناعة، بتقديم أعمال أكثر قيمة وأعلى جودة".
واستكمل "نور الدين" حديثه قائلًا: "أسوء الأعمال من وجهة نظري هو مسلسل "نسل الأغراب" الذي نقل صورة غير واقعية عن صعيد مصر، بل إنه تحوّل إلى عمل كوميدي في أحداثه، ويجب أن يستفيد المخرج المصري محمد سامي، من تلك التجربة غير الموفقة على الإطلاق، بتركه لفكرة التأليف ووضع تصور لعمل يسيء له كمخرج؛ فلقد تصرف مع الصعيد على أنه شيء أسطوري، مثل ألف ليلة وليلة، كما أن النجم المصري أمير كرارة، خسر كثيرًا بمشاركته في هذا العمل، بعد النجاح الضخم الذي شهده في العام الماضي، بمسلسل الاختيار الجزء الأول، وهو يحتاج الآن لاستراحة محارب قبل أن يختار عمله الفني القادم. ومن الأعمال السيئة هذا العام مسلسلي "ملوك الجدعنة" و "ولحم غزال"، وأظن أن نقل الحارة الشعبية المصرية إلى لبنان للتصوير هناك لم يكن موفقًا على الإطلاق، بل ظهرت المجاميع من الشوام، وهو الأمر غير المنطقي، الذي جعل الجمهور لا يصدق العمل. أما النجمة المصرية غادة عبد الرازق، فهي ممثلة ممتازة، لكنها تعاني من عدم وجود سيناريو جيد، وهذة أزمة حقيقية تواجهها خلال الأعوام الأخيرة".