رغم حالة البهجة والسعادة التي ترتبط في الغالب باحتفالات الزواج والخطوبة، كون هذه المرحلة بداية جديدة في حياة أي إنسان على الصعيدين العاطفي والاجتماعي، لكن قد يفاجأ كثيرون حال معرفتهم أن للعزوبية أيضا فوائدها ومميزاتها.
ويقول الباحثون إن هناك فوائد عديدة في واقع الأمر للعزوبية، لكن المشكلة أن الناس يتجاهلونها ولا يعطونها قدرها، رغم أنه يتعين عليهم أن يحتفوا بها ويثمنوها.
وبينما تعني العزوبية عدم وجود أي ارتباط رسمي مع الغير، فإنها تعني أيضا وجود مساحة كبيرة من الحرية للتعلم، النمو والاستكشاف، دون الشعور بالذنب المرتبط بأخذ وقت للعناية بالنفس. والشيء المميز في تلك الحالة هو أنك إذا قررت الارتباط بشخص، فإنك تكونين على دراية تامة بنفسك وبما ترغبيه على وجه الخصوص.
والحقيقة هي أن من يعيشون حياة العزوبية لا يجلسون في بيوتهم مكتئبين بسبب عزوبيتهم، بل على العكس، ترتبط تلك العزوبية بقدر أكبر من السعادة، خاصة مع عدم وجود أطفال. ويقول الباحثون إن تلك السعادة لا تكون ناجمة عن حياة العزوبية، بل عن الصداقات بالغة القوة التي تكون في حياة العزاب، إذ إن واحدة من كبرى مزايا العزوبية هي توفير مساحة في الحياة تتيح تمضية وقت رائع مع الأصدقاء. ورغم أهمية وجود صداقات في حياة أي إنسان، سواء كان متزوجا أم أعزب، لكن الوقت يكون أكثر توافرا لدى العزاب، ومن ثم تكون صداقاتهم أمتن وأقوى.
حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص غير المتزوجين يتمتعون بصحة أفضل عن نظرائهم المتزوجين، حيث تبين أن العزاب والذين لم يسبق لهم الزواج مطلقا يمارسون الرياضة بشكل أكبر كل أسبوع مقارنة بالأشخاص المتزوجين، كما يقل لديهم مؤشر كتلة الجسم والمخاطر المرتبطة بالتدخين والكحول مقارنة بغيرهم من المتزوجين.
حيث تتيح العزوبية الفرصة لك كي تكتشفي نفسك بشكل أكبر وتمنحك الإمكانية أيضا لتعلمي ما تحبينه وما تكرهينه وتستكشفي الهوايات والأنشطة التي ترغبين في تجربتها. وستتعلمين من خلال العزوبية أن تُقَيِّمي حريتك، تتخذي قرارات لنفسك، تكوني أكثر مسؤولية عن اختياراتك، تصرفاتك وأهدافك، وهو ما يجدر بك أن تتعلميه.
حيث دائما ما تُوَجَّه النصيحة للأشخاص غير المتزوجين بأن يستغلوا فرصة حياة العزوبية التي يعيشونها لكي يكونوا أنانيين قليلا بشأن رغباتهم وأهدافهم، حيث تعتبر الأنانية حالة صحية يمكنك تجربتها، إذ إنها تسمح بالحفاظ على الشعور بالهوية الذاتية عند التفاعل مع الآخرين، ما يساعد بالتبعية على تقليل الشعور بالندم.
يجب في البداية التنبيه إلى أنه لا توجد وصفة يمكنك اتباعها كي تحبي حياة العزوبية، بل الأحرى بك أن تعيشي الحياة التي تودين عيشها. ولك أن تعلمي أن أفضل شيء في العزوبية هو أن بمقدورك فعل كل الأشياء التي ترضيك وتلبي احتياجاتك.
هذا سؤال صعب، لأنه بالطبع لا توجد إجابة صحيحة، وأيا كانت الإجابة، ستكون هناك مزايا وعيوب، لذا فإن الأمر برمته يتوقف على أولوياتك الحالية وكذلك على قيمك. والمشكلة أن كثيرين يقعون في فخ الإنصات لما يرى المجتمع أو الآخرون أنه الأفضل بالنسبة لهم بدلا من الإنصات لأنفسهم حين يتعلق الأمر بالمفاضلة بين الأمرين. ويبقى أهم شيء وهو أنه إذا لم تكن لديكِ رغبة في الارتباط بعلاقة زواج طويلة الأمد في المستقبل، فعليك هنا أن تتعلمي كيف لك أن تكون سعيدة بعزوبيتك أولا.