استعاد الفنان السّوري عباس النوري ذكرياته مع الفنان الراحل نذير سرحان عندما كانا في مرحلة الطفولة، وذلك عبر صفحته على موقع فيسبوك.
وكشف النوري أسرارا لمتابعيه تخص الفنان الراحل، لم يدل بها من قبل وهي أنه وعندما كانا في سن المراهقة وتحديدا في الصف العاشر طردا من جميع مدارس سوريا، عندها لجأ النوري للعمل في مجال ميكانيك السيارات في ورشة كان يديرها والده، بينما سرحان عمل مع إخوته في فرن "خبز الشاغور" واصفا ذلك بالقول: "هو في الفرن يعمل وسط غبار الطحين والعجين وأنا في ملابس مناسبة لوسخ الميكانيك".
وأضاف النوري أن سرحان كان يطعمه كل يوم رغيف خبز بالجبن، ويتناولان الفطور سويا، ويتبادلان الأحاديث، ويطبطبان على بعضهما، ومن ثم يذهب كل منهما إلى عمله.
وتابع عباس النوري أنه بعد معاناة قررا أن يقدما الشهادة الثانوية خارج نظام المدارس (دراسة حرة)، مؤكدا أنه بإصرارهما استطاعا النجاح ودخول الجامعة، واختار سرحان الحقوق، بينما درس النوري في قسم الصحافة والآثار لكنه لم يستمر بها سوى سنتين، لينتقل إلى دراسة التاريخ.
وأشار إلى أنه بدأ يكتشف نفسه وقدراته منذ السنوات الأولى من الجامعة ويحدد ميوله المهنية أكثر؛ ما دفعه إلى الدخول في تجارب مسرحية مع سرحان.
وقال النوري إن سرحان كان يشكو حظه من حجم الأدوار التي يقترحونها عليه ورغم ذلك كان يقبل بها، وفي أكثر من مسرحية كانت أدواره لا تتجاوز عدة مشاهد، لكنه كان بطلا لها ويعمل على إبرازها كأنما هي دور البطولة "بحسب وصفه".
وعن صفاته ذكرها عباس النوري بالقول: "وجه لا تفارقه الابتسامة وروح مكتنزة بدوافع البحث والتغيير وعقل يعرف كيف يدير الأسئلة الصعبة ليحولها إلى مادة سهلة للتفكير عبر روحه المرحة في تناول كل شيء بل أي شيء، علمني أن الصبر لن يتجاوز ثمنه ثمن ابتسامة مهما صغرت فهي الزاد الحقيقي لمزيد من الثقة بالنفس".
وختم النوري موضحا أنهما تخرجا من الجامعة بعد أن أصبحا معروفين في جميع الكليات على إثر العروض المسرحية التي قدماها.
يُذكر أن الراحل نذير سرحان مؤلف مسرحي وممثل من مواليد عام 1950 "باب توما- دمشق"، توفي عن عمر ناهز الـ43 عاما في سنة 1993 قضى نصف عمره في خدمة الفن السوري ومن أعماله "البيادر، سمر، لك يا شام، الوسيط"، وعمل في السينما أيضا ومن مشاركاته فيلم "حب للحياة" إلى جانب "منى واصف، عباس النوري، وسمر سامي".