من الصعب عليكِ العثور هذه الأيام على شامبوهات شعر دون أن تجدي عليها ملصق "خالية من الكبريتات"، والسبب وراء ذلك معروف بطبيعة الحال، حيث عادة ما يرتبط بأغراض تسويقية، ومع هذا، فان أغلبنا لا يعلم السر وراء ابتعاد الشركات والعلامات المصنعة لتلك الشامبوهات عن استخدام مادة الكبريتات، وما حقيقة خطورتها على الشعر، ولهذا نستعرض في السطور التالية بعض المعلومات الهامة عنها.
وفي بداية حديثها، أوضحت دكتور إليز لوف، أخصائية الأمراض الجلدية بإحدى العيادات الخاصة بالعناية بالبشرة في نيويورك، أن مصطلح "الكبريتات" يستخدم بالعامية للإشارة إلى نوع من عوامل التطهير، وهي المواد الخافضة للتوتر السطحي المحتوية على كبريتات، وهي مواد كيميائية تزيل الأوساخ بشكل فعال من على الأسطح.
كما أنها تعمل بداية من الفروة وحتى الأرضيات، حيث تزيل الأوساخ، الزيوت وأي تراكم للمنتجات، وغالبا ما يوجد المكون الرئيس في منتجات التجميل والمنتجات المنزلية مثل الشامبوهات، غسول الجسم، المنظفات ومعجون الأسنان، على سبيل المثال لا الحصر.
وتوجد أنواع عديدة من الكبريتات، لكن أشهرها (التي تدخل في تصنيع معظم المنتجات ) هي كبريتات لوريل الصوديوم (SLS) وكبريتات لوريث الصوديوم (SLES).
لما قد تكون الكبريتات ضارة بصحتنا؟
رغم استخدام الكبريتات في منتجات التجميل منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لكن بدأ يثار الجدول حول أضرارها في التسعينيات، حين بدأت تظهر أقاويل عن تسببها في الإصابة بالسرطان، ومن وقتها، بدأ يتصاعد الجدل حول جدوى استخدامها في منتجات التجميل من الأساس، رغم عدم حسم مسألة تسببها في الإصابة بمرض السرطان، لكن هناك بعض الأسباب التي قد تدفعك لتجنب الاستعانة بالكبريتات بالفعل:
1- قد تتسبب الكبريتات في بعض الآثار الجانبية مع مرور الوقت؛ فمكوناتها قد تكون مهيجة للبشرة، العينين والصحة عموما، خاصة بالنسبة لصاحبات البشرة الجافة أو الحساسة. وثبت أن تلك المكونات قد تسبب آثارا جانبية مثل الجفاف، حب الشباب والاحمرار، وذلك على حسب كمية الكبريتات التي تتعرض لها المرأة مع الوقت.
2- قد تضر بالبيئة، حيث تبين أنها تؤثر على التغيرات المناخية، فمن الممكن أن تصل الغازات الكيميائية الموجودة في المنتج الذي تغسلين به شعرك إلى الكائنات البحرية في نهاية المطاف، وهو ما قد يحظى بتأثيراته الضارة والسلبية على البيئة.
ما الذي تفعله الكبريتات بالشعر؟
رغم ثبوت فعاليتها في الإبقاء على نظافة الشعر، وهذا سر إضافتها للشامبوهات في المقام الأول، لكن المشكلة أن الجميع لا يكونون بحاجة لذلك، لاسيما وأنها تتسم بفعالية أيضاء في إزالة الأشياء، التي من ضمنها الزيوت الطبيعية، ولهذا قد تكون سببا في إصابة الشعر لدى بعض النساء بالجفاف، بهتان اللون، التجعد والتقصف، كما قد تتسبب في تهيج فروة الرأس. وقد أكد الباحثون أنه كلما زاد اعتمادك على المنتجات التي تحتوي على كبريتات، كانت الخصل أكثر عرضة لمشكلة التقصف.
كيفية معرفة احتواء أي من منتجات الشعر على كبريتات؟
في البداية، يتعين عليكِ أن تعرفي أن وجود ملصق "خال من الكبريتات" ليس ضمانا على عدم وجود ذلك العنصر بالفعل، وبينما قد لا يوجد نوعا SLS أو SLES، فقد توجد مكونات أخرى خفية من نفس العائلة، ولهذا ينصح بفحص المكونات كاملة وكذلك الرجوع للطبيب المختص لأخذ رأيه في أفضل منتج خال من الكبريتات.
هل يتعين عليكِ تجنب الكبريتات تماما؟
نعم ولا في الوقت نفسه؛ فالمسألة تعتمد في نهاية المطاف على الكمية المستخدمة وعلى نوع الشعر. ولهذا فإن أفضل شيء يمكنك القيام به هو فحص المكونات التي تدخل في تصنيع منتجات الشعر، البحث عن المصطلحات العلمية التي لا تعرفينها والاهتمام بمعرفة كل التفاصيل والمعلومات المتعلقة بالمنتجات التي تضعينها على شعرك.
