لم تؤثر أزمة فيروس كورنا المستجد على الصعيد الإنساني فحسب، بل تكاد تكون أكثر تأثيراً على صعيد آخر، يتمثل بالنظام الاقتصادي الذي يشهد حالة ركود تاريخية بسبب إجراءات الوقاية التي فرضتها حكومات الدول، للحد من انتشار الفيروس.
المتأثرون كثر، عدا عن أن التفاوت يكون بحسب مهنة كل فرد على حدة، فهذه الأزمة أضرت بفئات من المجتمع وأصحاب المشاريع الصغيرة، بما في ذلك مشاريع القطاع الرسمي وغير الرسمي التي تستحوذ على أكثر من 85 % من العمالة في العالم العربي.
وليس وحدهم أصحاب المهن اليومية والشركات الصغيرة من تضرر، فالواقع الفني هو الأسوأ على الإطلاق، إذ إن جميع الأعمال الغنائية المتعلقة بإقامة الحفلات الغنائية توقفت تماماً، مراعاة لإجراء منع التجمهر، ما أجبر الفنانين بالعموم على الجلوس في منازلهم دون عمل.
وإن كانت الكثير من القطاعات استطاعت مواصلة أعمالها عن طريق المنازل فإن مهنة الفنانين يصعب نقلها إلى المنزل، على اعتبار أن هذه المهنة جماهيرية تفاعلية.
كما أن العودة التدريجية للحياة بعد كورونا لن تعطي الأسبقية ولا الأحقية للفنانين للعودة إلى أعمالهم مباشرة، بل ستكون المرحلة الأخيرة من رفع القيود على العودة الطبيعية للحياة.
وبحسب محللين فإنه من المتوقع أن تعود عجلة الفن إلى طبيعتها مع نهاية عام ٢٠٢١، ما يعني بقاء الفنانين على ذمة البطالة لوقت أكثر من غيرهم.
وعلى ما يبدو فإن بعض الفنانين قرروا مواصلة العمل الفني من منازلهم، عن طريق مشاركة جمهورهم عبر حساباتهم الشخصية بجلسات طرب، وذلك بدافع التسلية والترفيه لا بدافع العمل والمرابحة.
وقد أطل الكثير من الفنانين بحزمة أغانٍ من منازلهم، منهم الفنان عاصي الحلاني وسعد رمضان، كما تشاركت الفنانة اليسا مع زميلتها هيفاء وهبي بعمل دويتو مباشر على حساباتهما عبر إنستغرام، وقد لاقى استحسان الكثيرين وحقق مشاهدات عالية، وربما هذه هي الطريقة الوحيد أمام الفنانين في الوقت الحالي ليبقوا على لياقتهم الغنائية بمستوى جيد، قبل أن ينسى الجمهور تلك الوجوه التي ألفها طويلاً.