مسلسلات كثيرة لاتزال عالقة في الأذهان قدمتها الدراما العربية عبر مسيرتها الطويلة ومنها ما تتضمن قصته حالات إنسانية وانفعالية خاصة يقدمها الممثلون ضمن مشاهد مختلفة تلامس أي إنسان منا وتدفعنا إلى التعاطف والانفعال مع المشهد وكأننا المعنيون به أو يلامسنا بجانب ما.
معظم هذه المشاهد تعتمد على إتقان الفنان والممثل في الأداء وعلى موهبته وخبرته التي يتفاعل معها الجمهور ويشعر بها وكأنها أحداث حقيقية تجري أمامه أو حوله بينما يقف شاهدا على هذه المشاعر والحالات التي يقدمها الفنان عبر الشاشة، خاصة فيما يتعلق بحالات تحمل صدقها معها إذ تمس العلاقة بين الأم وأبنائها أو بين الأزواج مثلا.
وكما يذكر الجمهور مجموعة من الأعمال التي أثرت به ويسعى إلى متابعتها باستمرار برغم مرور زمن طويل على بعضها، كذلك يذكر مشاهد بعينها أثرت به وتأثر بها ولا يمكن أن ينساها لما تحمله من إبداع فنانين قدموها ومن تراكم خبرات وتزاحم موهبة بدت ظاهرة وحاضرة في مثل هذه المواقف.
"فوشيا" اختار لكم مجموعة صرخات مؤثرة وقوية في الدراما السورية ولا يمكن أن تنسى قدمتها الفنانات بحرفية جلية وإحساس عال منها ما مضى عليه زمن بعيد، ومنها ما تم عرضه قبل أعوام قليلة لكنها حازت على إعجاب الجمهور وتم تداول مقاطعها كثيرا والحديث عنها وعن العمق الذي ظهر مع كل صرخة.
ورغم أن معظمها كانت تدور حول حالات اجتماعية وأسرية وشعورية غير أن لكل فنان طريقته وأسلوبه في التعبير عن الحزن والوجع والقهر وألم الفراق، ولكل حالة وقصة وشخصية طريقة مختلفة في التعبير والعرض والتقديم تناسب الحالة التي تسير عليها الشخصية في العمل، غير أن ما يجمع هذه الصرخات هو قوتها ونجاحها في التأثير وإبداع النجمات اللواتي قدمنها كل منهن بطريقتها وإحساسها بالحالة التي مرت عليهن.
وجاء الاختيار لبعض هذه المشاهد من إبداعات بعض الفنانات السوريات والنجمات المعروفات بما قدمنه عبر مسيرتهن المهنية واستطعن أن يتركن بصمة من خلال أدائهن ومنهن الفنانة القديرة منى واصف والفنانة القديرة نادين خوري والنجمات سلافة معمار وأمل عرفة وشكران مرتجى.