يبدو أن الفنان المصري مصطفى شعبان سقط في فخ تكرار أدواره التراجيدية والمآسي في آخر أعماله، فبعد نجاح "أيوب" العام الماضي، كرر تقريبًا الشخصية نفسها هذا العام لكن في دور "أبو جبل".
الجمهور ومتابعو السوشال ميديا، فطنوا لذلك ووجهوا له انتقادات بسبب اتباعه أسلوب النكد والبؤس بحسب وصفهم، ودعوه إلى العودة للدراما الكوميدية.
ورغم أن الأدوار التي قدمها شعبان في مسيرته الفنية جاءت متنوعة بين الأدوار الجادة والكوميدية ونجاحه في أدوار"سي السيد أو الراجل المزواج" إلا أن آخر عملين له جاءا متشابهين في "النكد"؛ ما عرضه للانتقاد.
وتدور أحداث مسلسل "أبو جبل" حول مقتل أطفال مصطفى شعبان الاثنين في حريق، ثم دخول والده حسن حسني المستشفى بعد علمه بالخبر، بعدها يبدأ مصطفى رحلة البحث عن القاتل على مدار الحلقات حتى يدخل السجن، وتتوالى الأحداث في إطار تراجيدي حزين، يتخلله موت غالي شقيقه في حادث سير، بعدها يتورط شعبان في عدد كبير من الأزمات والمشاكل، التي تقلب حياته رأساً على عقب.
وعلقت المتابعة إسراء سلامة على أحداث المسلسل قائلة: "أبو جبل والله حلقتين نكد كمان وأحصل أخوهم وأبوهم مش كل يوم هخلص علبة مناديل"، وقال آخر على "تويتر": "مسلسل أبو جبل ده برميل نكد والله".
وقال أمنية صلاح الدين: "حد يقول لـ مصطفى شعبان إن الغدد الدمعية بتاعتي قربت تنشف، مش كل حلقة عياط حرام كده ده مبقاش أبو جبل ده بقى أبو نكد"،
كما قال متابع اسمه علاء: "إيه النكد ده !!! 5 حلقات نكد متواصل، بؤس وسواد وموت وخراب ديار، ده مفيش تاكسي أبيض حتى عدى في مشهد. أنا متوقع إن كواليس المسلسل ده مش عاديه.. مبيقعدوش زينا كده يهزروا و يضحكوا، دول أكيد بيعملوا لطميات زي الشيعة والبنات بتقعد تصوت وتصرخ".
على الجانب الآخر، فإن أحداث مسلسل "أيوب" شبيهة لحد كبير بـ"أبو جبل" حيث تدور حول وقوع البطل مصطفى شعبان "أيوب" ضحية لعدد من الأقارب والأصدقاء يقومون بسجنه بسبب الديون المتراكمة عليه؛ وهو ما جعل والدته تحزن عليه وتتوفى؛ وهو ما يجعل تفكيره يتغير تمامًا، ويصبح همه الوحيد عقب الخروج من السجن هو الانتقام ممن تسبب في سجنه ووفاة والدته.
ولاقى المسلسل وقتها إشادة كبيرة وردود فعل إيجابية من جمهور السوشال ميديا لاسيما بعد أن غير من أسلوبه وأدواره النسائية، غير أن تكرار الدور مع "أبو جبل" قد يكون له أثر سلبي على نجاح العمل وأداء الفنان.
في هذا الإطار وصف الناقد الفني سمير الجمل، تكرار الأعمال الدرامية بالإفلاس الفني، مشيرًا إلى أن هذه السقطات طالت الكثير من الأعمال والممثلين هذا الموسم الرمضاني.
وأوضح الجمل في تصريح خاص لـ"فوشيا" أن الأمر لم يقتصر فقط على العمل بل طال التكرار أغلب أبطال العمل نفسه بحيث نجد أن البطل يأخذ من معه في المسلسل لعمل آخر بنفس الوجوه تقريبًا وهذا يعزز فكرة الشللية في الدراما.
واستنكر الناقد الفني ثبات وجوه الفنانين على "شكل واحد" ضاربًا مثالاً بلحية الفنان ياسر جلال وأحمد حاتم التي يظهران بها في كل أعمالهما في الآونة الأخيرة.
كما انتقد الجمل التقارب في شكل الممثلات قائلاً: "كأنهن يخرجن من كوافير واحد إذ يظهرن قريبات في الملامح لحد كبير"، مشيرًا إلى أن كل هذه الأمور يجب أن تراعى حتى لا يسقط العمل الفني ويحكم عليه بالفشل.
